أكد مصدر عسكري أميركي أن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين، شمال سورية، لن تؤدي إلا إلى تعقيد المشهدين السياسي والعسكري في سورية، مضيفاً أن المخرج الوحيد لمخاوف أنقرة الأمنية لا بد أن يكون عبر حلول دبلوماسية تأخذ في الاعتبار تلك المخاوف من جهة، وتضمن الاستقرار في مناطق المعارضة التي تدعمها واشنطن من جهة أخرى.واعتبر المصدر أن المسار السياسي الذي قررت تركيا اعتماده عبر انخراطها في الجهود التي تقودها روسيا مع إيران في مؤتمر سوتشي، يتعارض مع مسار جنيف، الذي كثيراً ما شددت أنقرة على أنه المرجعية الوحيدة لحل الأزمة السورية.
وبينما قلل من أهمية التفسيرات التي أعطيت لتصريحات نُسِبت إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، قائلاً إنها لا تتعارض مع ما تدعو إليه الإدارة الأميركية عموماً فيما يتعلق بكيفية إدارة العلاقة مع تركيا، نفى أن تكون واشنطن بصدد مناقشة أي شكل من أشكال المنطقة الآمنة في عفرين.وأضاف أن جولة قائد القيادة الأميركية الوسطى جوزف فوتيل برفقة مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مارك غرين على مدينة الرقة، حملت رسالتي دعم وطمأنة.ولفت إلى أن فوتيل أكد ضرورة تسريع عملية إعادة إعمار المدينة، والحفاظ على المكتسبات التي تحققت في الحرب ضد «داعش»، واستكمال الجهود للقضاء على التنظيم نهائياً، مشدداً في الوقت ذاته على استمرار دعم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) التي لم تؤسس إلا لمقاتلة «داعش» لا للهجوم أو الاعتداء على أحد.
وأكد المصدر أن وفداً أميركياً برئاسة جوناثان كوهين نائب مستشار وزارة الخارجية، وممثلين عن وزارتي الدفاع والعدل والوكالات الأميركية المعنية بشؤون المساعدات الإنسانية، وصل أيضاً إلى أنقرة أمس الأول، وسيلتقي مسؤولين أتراكاً من «الخارجية» ورئاسة الأركان ووزارة الدفاع، لبحث الوضع في سورية، وتحديداً التطورات في عفرين وإدلب، وملفات أمنية وعسكرية مشتركة، والملف العدلي والقضائي لفتح الله غولن، ومحاكمة رضا زرّاب، ومحمد آتيلا نائب رئيس بنك خلق التركي، التي تتمّ في نيويورك.وكرر تأكيده أن الوضع في عفرين من شأنه أن يشتت الجهود في المعركة لإنهاء خطر «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى، معتبراً أن الحفاظ على وحدة سورية واحترامها لا يزال هدفاً رئيسياً لواشنطن، التي لا يمكنها أن تدعم أي جهود انفصالية، وهو الأمر الذي أبلغته كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية.وأكد أن معركة عفرين حساسة جداً، ولن تكون نزهة، خصوصاً أن تداعياتها الإقليمية والداخلية قد تكون أكبر بكثير من قدرة الأطراف المتورطة فيها على احتوائها.وأشار المصدر إلى أن أعداد القوات المدافعة عن منطقة عفرين لا يمكن هزيمتها بسهولة، لاسيما أن خطوط الدعم قادرة على نجدتها، مؤكداً أن واشنطن لن تتخلى عن حليفها الكردي الذي أثبت مراراً فاعليته بميدان المعركة، الأمر الذي قد يحولها مرة أخرى إلى منطقة جذب وتشتيت في الوقت نفسه للقدرات التي يجب أن تنصب في المعركة الأساسية.