بقدر الاتساع الكوني الذي ندرك شيئاً من حدوده يستحق العالم الافتراضي القول فيه إنه كون إلكتروني فسيح، نحتاج إلى أعمار فوق أعمارنا حتى نعرف كل أبعاده، ونفهم القليل عن الطريقة التي يعمل بها. هذا الواقع الجديد نحتاج أن نتكيف معه لا أن نحاول تكييفه؛ لأن الحل الوحيد الناجع لذلك هو قطع خدمة الإنترنت أو قطع الكهرباء إذا لزم الأمر، التكيف باختصار يتطلب أن نعمل في أفضل كفاءة، ونتحمل كل ما سيحمله لنا عالم التغريد من نقد وتشهير وتجاوز، وغير ذلك ستدخل الدولة بأجهزتها وأحمالها الثقيلة في متاهة ثقوب إلكترونية خلف فلان كتب وعلّان شتم.
الأمر هنا لا يعني ترك الأمور على علاتها، ولكن هناك قانون وهناك عقل وترفّع وانشغالات بما هو أهم وأكبر من الركض خلف أسماء وهمية وعاهات مأجورة. اسأل نفسك، دولة أو فرادا، هل أنا على صواب؟ إذا كان الجواب (نعم) فاترك من يحاولون جرك لحروب صغيرة يكبرون فيها على حسابك، فليس كل قول يرد عليه، وإذا كنت تشعر أنك على خطأ فابلع العافية وانتظر حتى تمر العاصفة لتصلح نفسك بعدها. إن الكبار يعلمون الصغار، ومن دروسهم تقييم الأوضاع ووزن الكلمات قبل وضعها على اللسان أو حبسها للوقت المناسب، ولو حصل العكس لوجدنا أنفسنا صغارا نركض خلف الصغار في العالمين الافتراضي والحقيقي، ندوس مع الأسف فرق إرث عظيم من الوقار والثقة بالنفس. أخيرا يا حسافة يا كويت عندنا نجح بعض الصغار في جرك لحروبهم الصغيرة، وأنت الكبيرة في تاريخك ودروسك وديمقراطيتك.
مقالات
الأغلبية الصامتة: صغارٌ خلف الصغار
25-01-2018