ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي بدورته الـ 14، أقيم معرض الفنان الراحل علي المفيدي، أمس الأول، في بهو مسرح الدسمة، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي والأمين العام المساعد لقطاع الفنون، د. بدر الدويش، وأبناء الراحل، وكوكبة من الفنانين والإعلاميين والجمهور المحب للمفيدي.

واحتوى المعرض وعنوانه "لن ننساك" صورا وأزياء للفنان الذي قدم للحركة الدرامية الكويتية شخصيات لاتزال خالدة وراسخة في أذهان أجيال عديدة مثل "قحطة" في مسلسل "درب الزلق"، و"حنظل" في "خالتي قماشة"، و"جميل جمال" في مسلسل "رقية وسبيكة".

Ad

ووثق المعرض مختلف الصور الفوتوغرافية وأزياء مسيرة الراحل المفيدي الفنية التي استغرقت 44 عاما انطلاقا من مسرحية "مجنون ليلى" عام 1966 وحتى رحيله عام 2008.

فكانت هذه الليلة عرفان وشكر وتقدير نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب جمعت خلالها أحباء وأصدقاء وعائلة الفنان الراحل.

عرض «الرحمة»

بعد افتتاح المعرض، عرضت فرقة المسرح الكويتي مسرحية "الرحمة" تأليف عبدالأمير الشمخي وإخراج د. مبارك المزعل.

"الرحمة" هو ثالث نص للكاتب والمخرج المسرحي العراقي عبدالأمير الشمخي، يتعاون من خلاله مع فرقة المسرح الكويتي، بعد "الهشيم" التي أخرجها فيصل العميري، وحصلت على الجائزة الكبرى، وهي أفضل عرض متكامل في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت المسرحي عام 2005، إضافة إلى جائزتي أفضل إخراج وإضاءة، و"القلعة" من إخراج علي الحسيني، وحصدت جوائز أفضل إضاءة وأفضل ديكور وأفضل ممثل دور أول في مهرجان الكويت المسرحي السادس عشر عام 2015، كما أخرج عبدالعزيز صفر نصا لشمخي بعنوان "نساء بلا ملامح" عام 2008 مع فرقة مسرح الشباب في الدورة العاشرة، وللكاتب مسرحيات أخرى منها "الرهن" التي كانت التجربة مهمة حصدت العديد من الجوائز والنقد الإيجابي، ثم "الذيب" التي شكلت خطوة كبيرة ومتقدمة له على صعيدي الكتابة والإخراج"، و"معطف الأمير" و"الحاجز".

والكاتب الشمخي كان تلميذا لكبار أساتذة الفن العراقي أمثال خليل شوقي وسامي عبدالحميد ود. عوني كرومي، وقدمت نصوصه المسرحية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسعودية والكويت وسورية.

عرض "الرحمة" يتناول ماهية الربيع المقبل، من خلال الشخصية المحورية الرجل، حيث بدأ العرض بمشهد الحانة، حيث كان متأرجحا بين حالتي الثمالة والمرح، غير مبال يعيش في حزن كبير. إنه سلبي في تعامله مع الحياة، حتى مع زوجته الحامل بابنته فهو لا يعلم أنها حامل، وقد تعرضت لإصابة بجروح من الدرجة الأولى أثناء احتراق المنزل، ثم لحقت به إلى السفينة التي لم يصعد عليها في نهاية الأمر، ومحاولتها أصيبت بالفشل وأتت دون جدوى، لتلقى مصيرها وهو الغرق مع كل الركاب.

هذا الإنسان الأناني واللامبالي لم يستطع مرافقته حتى ظله أيضا، فهو يهرب منه ومن سلبية تعاطيه في الحياة، فكل ظل يلازمه يبتعد عنه، وقبل أن يموت يمر عليه شريط الأحداث والمواقف في حياته، لكنه لم يغير شيئا من ماضيه، ولم يمش حتى في طريق التغيير، والظلال لم تخلصه من تلك الآلام التي يعانيها، فيموت أخيرا من دون أن يترك أي أثر.

احتوى العرض على مشاهد بصرية ممتعة، من خلال سينوغرافيا مدروسة بدقة، أخرجها الفنان فيصل العبيد، وهي بطلة العرض الفعلي، خاصة في أقوى المشاهد البصرية للأمواج الهائجة وغرق السفينة.

وأبدع حسن رئيسي في تأليف الموسيقى والمؤثرات التي جاءت متميزة، ومؤثرة ومتماشية مع أحداث المسرحية.

على صعيد التمثيل، كان الممثل علي الحسيني متمكنا من أدواته إلى حد إتقان أداء شخصية الرجل السلبي والانهزامي، ومقدرته على التلوين من حالة نفسية إلى أخرى، بحرفية عالية، أما الممثلة سماح فقد استطاعت تأكيد حضورها اللافت بإمكاناتها الرائعة، وأجاد أيضا الممثلون الآخرون سعود بوعبيد وإبراهيم مهدي القصاب وعبدالله الحسن أدوارهم.

أما المخرج د. مبارك المزعل، فقد قدم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، وهو مكسب للحركة المسرحية بعد تجربتين إخراجيتين رائعتين حصدتا أفضل عرض متكامل في مهرجان الكويت المسرحي هما "الرحمة" لفرقة المسرح الكويتي و"حاول مرة أخرى" لفرقة المسرح العربي.