خلف: الكلام عن الاستشراق يستدعي الوقوف على الذاكرة الإنسانية
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، أقيمت محاضرة بعنوان "الاستشراق والأدب العربي"، حاضر فيها د. عصام خلف، وأدار المحاضرة د. سلطان الحريري. وتضمنت بحثا متكاملا من التفسير والتحليل في هذه المسألة، التي كان له أثر كبير ليس في الأدب العربي فحسب، ولكن أثرها امتد إلى كل العلوم العربية والإسلامية الأخرى.واستهل د. عصام خلف حديثه فقال: "الكلام عن الاستشراق يستدعي الوقوف على الذاكرة الإنسانية وعلى المحاور الفلسفية، وعلى الرؤى التي نختلف فيها، ولكن التفسير في الأقوال على أشكال متقاربة لا يقلل من قيمة الجهد المبذول تجاه أي عمل من الأعمال".
ثم عرف د. خلف الاستشراق (Orientalist) وقال إنه عبارة عن تلاقح ثقافات مختلفة، جاء من الغرب إلى الشرق برحلات مكوكية بدأت في مطلع الـ 15 الميلادي، لافتا إلى أن هذه الرحلات التي بدأت كانت لها هاجس في البداية هو الخوف من الثقافة الدينية الإسلامية، والخوف من الدين الإسلامي في البداية، وكل ما كتب عن الاستشراق فيه أقوال، هذه الأقوال قد نتفق معها، وقد نختلف، فعلى سبيل المثال هم حفظوا التراث العربي، وهم أول من كشف أبوابا وجوانبا كثيرة من التراث العربي الذي خفي علينا، وأيضا هم أول من تكلم عن الخليج، مشيرا إلى أنه عندما تكلموا عن الكويت كتبوا عن طبائع وعادات، وكان مما كتب المستشرقون عن الكويتيين أنهم يميلون إلى تناول الأسماك، ويتاجرون في اللؤلؤ والمرجان.وأضاف أن هذه الأشياء فيها جانب إيجابي، وهو ما حفظ من عاداتنا وتراثنا لدى المستشرق، أما الجانب السلبي فأن بعض هؤلاء المستشرقين كان له دعاوى أخرى ودعاوى مختلفة عن الآداب العربية، كالوقوف في وجه الدين الإسلامي أو تشويه ما كتب عن الدين الإسلامي، لافتا إلى أنه من السلبيات الأخرى فتح عيون الغرب على ثروات الشرق، ويكفي أن نقدم دليلا على ذلك بأن الجزيرة العربية بأكملها لم تكن تتهيأ لمثل هذه الأشياء، لولا أن قدم المستشرقون إلى الخليج العربي، وكتبوا عن ثروات الخليج، ومن ثم بدأوا يقدمون هذه الأعمال وربطوا بين صلات دول الخليج والهند، وجاء الاستعمار الإنكليزي لكي يحتل الهند ودول الخليج في آن واحد، حتى يستغل هذه الثروات في هذا المكان أو في تلك الحقبة الزمنية القديمة.