أكد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت، علي الغانم، أن الغرفة وجدت أنه من الضروري تعدد اللقاءات بين الدول الخليجية على المستوى الاقتصادي، لذلك وجهنا دعوات لكل الغرف التجارية الخليجية للالتقاء معهم وبحث التعاون المشترك.

وأضاف الغانم، في تصريحات للصحافيين عقب استقبال الغرفة، اليوم، وفدا تجاريا قطريا برئاسة رئيس مجلس إدارة غرفة قطر، الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، أن الوفد القطري هو أول الوفود الخليجية التي لبت الدعوة، وهو على مستوى عال جدا، حيث يشارك فيه 60 شخصية اقتصادية مهتمة بالتبادل والاستثمار الاقتصادي، موضحا أن الهدف من اللقاء كان تبادل المشاريع ومزيدا من التنمية الاقتصادية بين البلدين.

Ad

وحول ما إذا كانت الأزمة القطرية الخليجية فرصة أكبر للتبادل الاقتصادي بين الكويت وقطر، لفت الغانم إلى أن الموضوع يهم كل دول الخليج، مبينا أنه من الواجب علينا كدول خليج أن نكون كتلة موحدة، متوقعا أن تثمر هذه اللقاءات زيادة حجم التبادل التجاري بين دول الخليج، وكذلك مشاريع مشتركة في هذه الدول ليس فقط في الخليج، بل في العراق ومصر، حيث إن هناك مشاريع كبيرة جدا وكذلك المغرب وتركيا وغيرها من الدول.

وعن رؤيته لمؤتمر إعادة إعمار العراق، قال الغانم إن إعادة إعمار العراق مهمة جدا بالنسبة إلى دول الخليج والكويت خاصة، مشيرا إلى أنه يجب إنجاح هذا المؤتمر، ويجب أن ينظر إليه نظرة إيجابية، معتقدا انه سيؤدي إلى نتائج إيجابية لكل دول الخليج مع العراق، وكذلك نتائج أكثر ايجابية للعراقيين أنفسهم، خاصة بعد مروره بظروف صعبة، وتحتاج إلى الخبرات الخليجية في هذا المجال، وخاصة الاستثمار.

وأشار إلى أن مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي سيقام في الكويت يستدعي التنسيق مع كل الدول الخليجية حتى يكونوا كتلة للمساهمة في المشاريع التي ستطرح بالعراق، مشيرا إلى أن الغرفة تنتظر قريبا زيارة وفود من السعودية والإمارات وعمان وبالبحرين لمناقشة هذا الأمر معهم أيضا.

الاقتصاد القطري

وفي كلمته التي ألقاها أمام الملتقى، أضاف الغانم: لا أعتقد اننا بحاجة الى الحديث عن الاقتصاد القطري ومنجزاته، فالجميع يتابع بإعجاب واعتزاز خطى قطر ونجاحاتها في إرساء قواعد بنية اقتصادية قوية ومتطورة، من خلال الاستغلال الأمثل لموقعها الاستراتيجي، وبنيتها الأساسية المتقدمة، وشبكة اتصالاتها المتطورة.

وتابع: ولا أعتقد أن إخواننا في قطر اقل معرفة منا بالمقومات الأساسية والمميزة للاقتصاد الكويتي من قدرات بشرية وطنية، وتجارة عريقة متقدمة، وبنية أساسية متطورة، وبنية مؤسسية منظمة، وقطاع مصرفي عريق وقوي ومنتشر، وسوق مالية متقدمة، فضلا عن نظام قضائي عادل.

وأفاد الغانم بأن القصد من هذا اللقاء هو التعريف بآخر مستجدات تطوير وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار في الكويت، وشرح المعالم الرئيسة لرؤية الكويت 2035 ومشاريعها الرئيسة، لأننا في الكويت نعتقد جازمين أن الرؤى التنموية لدول مجلس التعاون الخليجي يجب ان تكون واضحة للجميع، باعتبار أن درجة نجاحها ترتبط بوضوح بمقدار تساوقها وتكاملها من وجهة، وبقدر تشابك مصالحها من جهة وتعاون أصحابها من جهة أخرى، واعتقادنا هذا لا يقوم على مشاعر الأخوة ووحدة التاريخ والمستقبل فحسب، بل يقوم على النظرة الموضوعية والحقائق الاقتصادية أولا وأساساً.

بديل للاستثمار

من جانبه، قال الشيخ خليفة بن جاسم إن قطر لا تبحث عن بديل للدول المقاطعة، من أجل الاستثمار والتجارة، موضحا أن العلاقة والتعاون التجاري مع الكويت قديمان، متوجها بالشكر للكويت على دعمها ووقوفها مع قطر، حيث إن الزيارة جاءت تلبية لدعوة من غرفة تجارة وصناعة الكويت، معربا عن سعادة الوفد القطري بالوجود في بلدهم الثاني الكويت.

وأضاف في تصريح للصحافيين أنه تمنى أن يرى لقاءات ثنائية مستقبلية متبادلة بين الطرفين ينتج عنها مشروعات مشتركة، وحول مجالات التعاون وأهم القطاعات الاقتصادية المشتركة قال آل ثاني إن كل القطاعات مفتوحة ومحتاجة إلى تطوير واستثمار مثل الخدمات والسياحة وغيرها.

وعن اهتمام الصناديق القطرية في بورصة الكويت قال آل ثاني إن الصناديق القطرية موجودة في معظم دول العالم، موضحا أن هناك اهتماما بالاستفادة من بورصة الكويت، لاسيما أنها من أقدم بورصات المنطقة، كما أن هناك تعاونا بين بورصتي قطر والكويت في هذا المجال.

وأوضح أن هناك نموا وتطورا في حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال 2017 بحوالي 8.7 في المئة، متوقعا أن يكون التبادل خلال العام الحالي أفضل.

وقال إنه إذا تم طرح مشاريع مشتركة مستقبلا وتفاهمات بين رجال الأعمال، وسينعكس ذلك على زيادة الاستثمارات بين البلدين.

وفي كلمته التي ألقاها أمام الملتقى قال: إنه لمن دواعي سرورنا أن نوجد هنا اليوم في وطن النهار، في دولة الكويت الشقيقة التي تربطنا بها علاقات أخويا أصلية وضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، فالروابط بين البلدين الشقيقين كبيرة وراسخة تعززها روابط الدم القربى والمصير والمشترك.

النمو والتطور

وذكر آل ثاني أن هذه العلاقات أخذت في النمو والتطور على مر السنوات الماضية في ظل القيادة الحكيمة لقائدي البلدين؛ سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، وسمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الشقيقة.

وأشار آل ثاني إلى أن زيارة وفد أصحاب الأعمال القطريين الى دولة الكويت اليوم، تأتي في إطار هذه العلاقات المتميزة، ورغبة الطرفين في نقلها الى مستويات أعلى من التعاون، بما ينعكس على الاقتصادين القطري والكويتي، ويلبي تطلعات وطموحات الشعبين الشقيقين.

وأفاد بأن هذا الملقتى يتناول التباحث في سبل تعزيز العلاقات بين قطاعات الأعمال في البلدين، وزيادة معدلات التبادل التجاري، إضافة الى الفرص الاستثمارية المتاحة في كل من قطر والكويت، وإمكان إقامة تحالفات بين رجال الأعمال القطريين والكويتيين، ومشروعات مشتركة، سواء في قطر أو في الكويت.

وأضاف أن دولة الكويت تنظر الى الجهود الدؤوبة التي يقوم بها سمو الشيخ صباح الأحمد من أجل إعادة اللحمة الخليجية، بمزيد من التقدير، حيث أعلنت قطر مرارا دعمها لجهود الكويت الخيرة بقيادة سموه الحكيمة الرأب الصدع وحل الأزمة الخليجية الراهنة عن طريق الحوار.

ومضى قائلا: كما أننا كقطاع خاص قطري نثمن وقوف القطاع الخاص الكويتي الى جانبنا منذ بدء الحصار الجائر على قطر في الخامس من يونيو الماضي، حيث ساهمت الشركات الكويتية في مد السوق القطري بالعديد من المنتجات والسلع منذ بداية الأزمة، مما كان له دور مهم في استقرار السوق المحلي.

التعاون بين الجانبين

وأكد أن هذا الملتقى القطري - الكويتي سيفتح مزيدا من الآفاق الرحبة للتعاون بين الجانبين، ونأمل ان يتكلل بإبرام تفاهمات واتفاقيات بين الشركات القطرية والكويتية، لتعزيز التبادل التجاري وتأسيس المشاريع المشتركة.

وأوضح آل ثاني أن العلاقات الاستثمارية بين أصحاب الاعمال في البلدين الشقيقين شهدت نموا متسارعا على السنوات الأخيرة، فقد بلغ عدد الشركات الكويتية المملوكة بنسبة 100 في المئة لمستثمرين كويتيين بدولة قطر نحو 140 شركة بنهاية عام 2017، وبلغ إجمالي قيمة رؤوس أموالها نحو 480 مليون ريال قطري، أي ما قيمته 40 مليون دينار تقريبا.

وأفاد بأن عدد الشركات القطرية الكويتية المشتركة العاملة في دولة قطر بلغ نحو 261 شركة، فيما يبلغ إجمالي رؤوس أموالها نحو 2.1 مليار ريال، أي ما يعادل قيمته 164 مليون دينار تقريبا، ليصبح إجمالي عدد الشركات الكويتية والقطرية الكويتية المشتركة نحو 400 شركة بإجمالي رؤوس أموال يبلغ نحو 2.6 مليار ريال، ما يعادل قيمته 214 مليون دينار.

وأكد أن هذه الشراكات دعمت قيمة التجارة البينية، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين قطر والكويت نحو 2.5 مليار ريال في عام 2017، ما يعادل قيمته 206 ملايين دينار، مقارنة مع 2.3 مليار ريال في عام 2016، ما يعادل تقريبا 189 مليون دينار، بنمو نسبته 8.7 بالمئة، وقد صدرت قطر الى الكويت ما قيمته 1.7 مليار ريال من السلع والبضائع خلال العام الماضي، في حين بلغت قيمة وارداتها من الكويت نحو 800 مليون ريال.

التبادل التجاري

وقد استعرض الوفد القطري العلاقات التجارية بين البلدين وأهم الصادارات والواردات، حيث كانت أهم الواردات القطرية من قطر في 2017 تتمثل في أحصنة وحيوانات حية، ولحوم ومحضرات غذائية وحبوب ومسكرات ومواد غذائية متنوعة، إضافة الى منتجات كيماوية عضوية، وطائرات عمودية ومناطيد وأجزائها، وزجاج ومصنوعاته وقطع اثرية وانتيكات يتجاوز عمرها الـ100 عام.

بينما تمثلت أهم الصادرات القطرية الى دولة الكويت خلال العام ذاته، في مواد كيمائية متنوعة، وحديد صب "ظهر" في شكل قوالب، وحيوانات حية وحبال ألياف صوتية ومياه معدنية طبيعية وصناعية، وغازات نفط وهيدرو كروبات غازية، وأجهزة ومعدات كهربائية لتشخيص الأسنان وأكياس تعبئة وتغليف.

كوتات

الغانم: مؤتمر إعادة إعمار العراق يستوجب التنسيق مع الدول الخليجية حتى تكون كتلة للمساهمة في المشاريع التي ستطرح

- لقاءات وفود الغرف التجارية ستثمر زيادة حجم التبادل التجاري بين دول الخليج

آل ثاني: قطر لا تبحث عن بديل للدول المقاطعة للاستثمار والتجارة

- الصناديق القطرية موجودة في معظم دول العالم... وهناك اهتمام للاستفادة من بورصة الكويت