تركيا تتوعّد منبج... وغربيون يقاتلون إلى جانب الأكراد

● إردوغان يواصل التصعيد قبل اتصال من ترامب
● تيلرسون ولافروف يبحثان التطورات

نشر في 25-01-2018
آخر تحديث 25-01-2018 | 00:04
مقاتلون من «قسد» خلال عرض عسكري في الحسكة شمال شرق سورية أمس الأول (رويترز)
مقاتلون من «قسد» خلال عرض عسكري في الحسكة شمال شرق سورية أمس الأول (رويترز)
رغم المخاوف من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في شمال سورية، تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالقضاء على الإرهاب في مدينة منبج مركز ثقل القوات الأميركية وحلفائها الأكراد.
مع دخول عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين يومها الخامس، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم له في الحرب ضد «الإرهاب» والتنظيمات «الإرهابية» في شمال سورية، مشدداً على أنه «لا فرق بين تنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي، فهما وجهان لعملة واحدة، والتنظيمات الانفصالية الإرهابية مارست الظلم ضد العرب والتركمان والأكراد».

وقال إردوغان، خلال اجتماعه مع رؤساء البلدات التركية، «نعلم نوايا وحقائق بعض الدول التي ترمي إلى إنشاء ممر إرهابي يمتد إلى عفرين ويوجه إلى تركيا، متوعدا بإفساد مخططات مرسومة من سنوات على طول الحدود، بدءا من مدينة منبج.

وإذ استنكر ضم منبج، التي قال ان سكانها العرب يشكلون نسبة 95 في المئة للكيان الكردي، أوضح إردوغان أن هدف «غصن الزيتون» إعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم، مثلما حدث بعملية «درع الفرات» في أغسطس 2016، مبينا أن «تركيا ليست لديها أطماع في الأراضي السورية، وما يهمنا هو تأسيس العدالة لضمان عودة 3.5 ملايين لاجئ يعيشون في تركيا».

قتلى وتعزيزات

ووفق إردوغان، فإن عدد قتلى القوات التركية والجيش السوري الحر في العملية لم يتجاوز السبعة أفراد خلال الأيام الأربعة الأولى، في حين تمكن الجيش التركي من تحييد 268 «إرهابيا» من الطرف الآخر، مؤكدا أن خطة السيطرة على منطقة عفرين مستمرة بشكل تدريجي.

ولليوم الخامس على التوالي، واصل الجيش التركي القصف البري والجوي على مواقع تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي وذراعه العسكرية، وحدات الحماية الشعب، وأرسل تعزيزات عسكرية في المناطق المتاخمة للحدود السورية، بينها وحدات من قوات النخبة.

وبعد دعوة الأكراد للنفير العام وحمل السلاح دفاعا عن عفرين، شن الجيش التركي مع الفصائل المعارضة السورية، هجمات عدة في المنطقة بهدف كسر دفاعات وحدات حماية الشعب.

وفي رابع أيام العملية، بحث الرئيس التركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين التوغل في منطقة عفرين ولعمل المشترك لحل للأزمة وفق مبادئ الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي سورية واحترام سيادتها، إضافة إلى مناقشة الإعداد النهائي لمؤتمر سوتشي الاثنين المقبل.

كما تحدث إردوغان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعرب عن «قلقه» من عملية عفرين، رغم مراعاته للضرورات الأمنية لتركيا، وكذلك التدهور الخطير في الوضع الإنساني، خصوصاً في إدلب وغوطة دمشق الشرقية.

مواجهة مباشرة

وقبل مباحثات هاتفية مرتقبة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتعبير عن مخاوف واشنطن من «غصن الزيتون»، توقع نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ، أمس، عدم الوصول إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، مرجحا احتمالا ضئيلا أن يحدث ذلك في منطقة منبج.

وأكد بوزداغ، لوكالة «رويترز» أن تركيا ستواصل استخدام المجال الجوي فوق منطقة عفرين عند الضرورة، وأنها مستعدة لكل أشكال التعاون مع الولايات المتحدة وروسيا إذا كان سيجلب السلام للمنطقة.

وتقع منبج إلى الشرق من عفرين، وهي جزء من منطقة أكبر بكثير في شمال سورية تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن رقعة العملية العسكرية ضد الوحدات الكردية قد تتسع لتشمل مدينة منبج ومناطق أخرى شرقي نهر الفرات، مبينا أن التهديدات لا تأتي من عفرين وحدها.

وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالا بنظيره الأميركي ريكس تيلرسون بحثا خلاله العملية العسكرية التركية في شمال سورية.

معركة عفرين

في المقابل، أعلن المتحدث باسم وحدات الحماية ريدو خليل انضمام متطوعين أميركيين وبريطانيين وألماناً بالعشرات إلى جانب القوات الكردية في منطقة عفرين للمشاركة في التصدي للهجوم التركي، موضحاً أنه «كانت هناك رغبة من المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا داعش في الرقة ويقاتلون في دير الزور للتوجه إلى عفرين».

واتهم خليل أنقرة بترويج «أكاذيب» حول وجود عناصر «داعش» في عفرين، والمبالغة كثيراً في عدد قتلى وحدات حماية الشعب و»قسد» منذ بدء عملية «غصن الزيتون».

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عشرات المقاتلين لقوا حتفهم منذ السبت، موضحا أن القصف والضربات الجوية التركية في عفرين قتلا 28 مدنياً و42 مسلحاً كردياً، بينما قتل مدنيان في نتيجة قصف وحدات حماية الشعب قرب مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة، إضافة إلى 48 من مقاتلي الفصائل السورية الممولة من أنقرة.

مخاوف كردية

في هذه الأثناء، يخشى الأكراد تخلي العالم عنهم، بعد أن كانوا رأس حربة القوات البرية التي هزمت «داعش». ورغم دعوات مسؤولين أميركيين بدءاً من ترامب إلى ضبط النفس، لا يبدو أن لدى واشنطن نفوذاً يذكر على شريكتها في حلف شمال الأطلسي عندما يتعلق الأمر بمعركتها ضد الأكراد.

والآن، يخشى الأكراد الذين بات المثل السائر لديهم «لا أصدقاء لنا سوى الجبال» من تحولهم إلى ضحايا منسيين في وقت تسعى تركيا وروسيا والولايات المتحدة إلى زيادة نفوذها.

ضربة «داعش»

وبينما ألقت السلطات التركية القبض على كفاح بشير حسين، المسؤول عن «ديوان الصحة» في «داعش» و13 آخرين، خلال عملية أمنية في ولاية شانلي أورفا، استهدفت غارات أميركية قاعدة للتنظيم في محيط قرية الشفة في محافظة دير الزور وأدت إلى مقتل 150 عنصراً منه.

ووفق بيان أصدره التحالف الدولي، فإن مقاتلي التنظيم كانوا «يحتشدون للقيام بتحرك»، موضحاً أن «الغارات نفذت بدقة نتيجة لعمل استخباري مكثف، لتأكيد أن الهدف هو قاعدة ومركز قيادة في منطقة تخضع حصراً لسيطرة التنظيم في وسط وادي الفرات».

توقيف وزير «صحة داعش» في شانلي ومقتل 150 بغارات أميركية على دير الزور
back to top