بدد هجوم مزدوج بسيارتين مفخختين، وقع مساء أمس الأول، الهدوء النسبي الذي شهدته بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية في الآونة الأخيرة، وأسفر عن مقتل 45 شخصاً وإصابة 80، أمام مسجد السليماني، معقل الجماعات السلفية التي قاتلت الجهاديين، إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر، الذي يقود قوات عسكرية في شرق البلاد.

ووقع الانفجار الأول أمام المسجد، الواقع بحي السليماني وسط المدينة، عند مغادرة المصلين بعد أداء الصلاة. وبعد نحو 10 أو 15 دقيقة من وصول مسؤولي الصحة والأمن إلى موقع الحادث، وقع انفجار ثان أشد قوة، نجم عن تفجير سيارة كانت متوقفة على جانب الشارع المقابل، مما ألحق أضراراً بسيارة إسعاف، وأوقع عدداً أكبر من الإصابات.

Ad

يذكر أن من بين القتلى أحمد الفيتوري قائد وحدة التحقيقات والاعتقالات التابعة لقوات أمن شرق ليبيا، ومن بين المصابين مدير إدارة مكافحة التجسس بجهاز المخابرات مهدي الفلاح.

ونشرت إدارة الدعم والتوجيه المعنوي لقوات حفتر صوراً للمنطقة التي شهدت الاعتداء، حيث اختلطت دماء ضحايا التفجيرين بمياه المطر، وأحاط إطار من الدمار بالمشهد المأساوي.

وتوالت الإدانات الدولية للهجوم، الذي لم تعلن أي جهة المسؤولية عنه، وأصدرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بياناً نددت فيه بالتفجيرين. كما دانت جامعة الدول العربية الهجوم «الإرهابي الخسيس».

وأكد الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط، في بيان، تضامن الجامعة الكامل مع «الدولة الليبية وجيشها الوطني»، في مواجهة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، التي تستهدف أمن واستقرار البلاد، وتقويض الجهود السياسية الرامية إلى جمع الليبيين ورص صفوفهم.

ودعا أبوالغيط جميع الليبيين إلى وحدة الصف والتكاتف من أجل اقتلاع الإرهاب من جذوره، خاصة من خلال توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية، وبناء هياكل الدولة القوية والمستقرة القادرة على الحفاظ على الأمن وإنفاذ القانون في كل ربوع ليبيا، والدفاع عن مقدرات شعبها.

ونددت القاهرة، أمس، بالهجوم الآثم، وأكدت الخارجية المصرية، في بيان، على «ضرورة قيام المجتمع الدولي بواجبه بصورة حازمة تجاه تجفيف منابع تمويل ودعم الجماعات الإرهابية».

واعتبر البيان أن «انتشار مثل تلك الأعمال الإرهابية في ليبيا، هو نتاج مباشر لاستمرار ظاهرة تهريب السلاح، دون رقابة صارمة من المجتمع الدولي».