«النقد الدولي»: الكويت تواجه تراجع أسعار النفط من «موقع قوة»

• تشديد الأوضاع المالية العالمية وتصاعد المخاطر وتأخر المشروعات والإصلاحات «مخاطر رئيسية»
• على الحكومة المضي قدماً في تطبيق «القيمة المضافة» وإجراء إصلاحات «أعمق» لتقليل متطلبات التمويل

نشر في 26-01-2018
آخر تحديث 26-01-2018 | 00:05
No Image Caption
شجع تقرير صندوق النقد الدولي الحكومة الكويتية على المضي قدماً في تطبيق ضريبة القيمة المضافة وزيادة الحد من النفقات الجارية، لافتاً إلى الحاجة لإجراء إصلاحات «أعمق» لتقليل متطلبات التمويل بسرعة أكبر وخلق مساحة للإنفاق الرأسمالي الداعم للنمو وتحقيق العدالة بين الأجيال، كما أوصى باتخاذ مزيد من الخطوات لاحتواء فاتورة الأجور.
أكد صندوق النقد الدولي أن دولة الكويت تواجه تراجع أسعار النفط «من موقع قوة» بفضل الاحتياطات المالية الكبيرة والدين المنخفض وسلامة القطاع المالي.

جاء ذلك في تقرير أصدره صندوق النقد الدولي مساء أمس الأول، في ختام «مشاورات المادة الرابعة لعام 2017» التي عقدها المجلس التنفيذي للصندوق مع الكويت.

وأكد الصندوق، أن النمو في القطاع غير النفطي في الكويت شهد بعض التحسن على مدار العامين الماضيين، لافتاً إلى تراجع مستوى التضخم، الذي يسير على الطريق الصحيح للوصول الى أدنى مستوياته منذ سنوات.

ولفت إلى تعافي النمو الحقيقي في القطاعات غير الهيدروكربونية بعد فترة من «السكون» في عام 2015 مؤكداً أن النمو غير الهيدروكربوني يسير على الطريق الصحيح ليصل إلى 2.5 في المئة هذا العام مدفوعاً بتحسن الثقة.

واتفق المديرون التنفيذيون لصندوق النقد الدولي في تقييمهم للاقتصاد الكويتي، الذي أورده التقرير على أن الكويت تواجه تراجع أسعار النفط «من موقع القوة» بفضل «الحواجز المالية الكبيرة» المتمثلة في قوة الاحتياطات المالية والدين المنخفض وسلامة أوضاع القطاع المالي.

وتوقع المديرون التنفيذيون في النقد الدولي استمرار تعافي النمو غير النفطي تدريجياً على المدى المتوسط وسط استمرار حالة التوازن العام في المالية العامة والمركز الخارجي على نطاق واسع.

وفيما أشار المديرون التنفيذيون إلى «الانتعاش الأخير» الذي شهدته أسعار النفط» فإنهم رأوا «مخاطر رئيسية» تؤثر على التوقعات، منها زيادة هبوط أسعار النفط على المدى المتوسط وتشديد الأوضاع المالية العالمية وتصاعد المخاطر الأمنية الإقليمية والجيوسياسية، إضافة إلى تأخير تنفيذ المشروعات والإصلاحات.

وتوقع الصندوق أن يؤدي انخفاض في الناتج الهيدروكربوني في الكويت بنحو 6 في المئة - على خلفية تنفيذ الاتفاق المبرم بين منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» ومنتجين من خارج المنظمة - لانخفاض إجمالي الناتج المحلي الحقيقي الكويتي لعام 2017 بنحو 2.5 في المئة.

ورأى صندوق النقد الدولي، أنه برغم تأثير ارتفاع أسعار الطاقة والمياه، فإن التضخم يسير على الطريق الصحيح للوصول إلى أدنى مستوى له منذ عدة سنوات بنسبة 1.75 في المئة في عام 2017 وعزا ذلك إلى «انخفاض الإيجارات السكنية والتطورات المواتية في أسعار المواد الغذائية».

وفي حين أشار الصندوق إلى أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط أثر على توازنات المالية والحساب الجاري، لكنه أعرب عن «إشادة المديرين بالصندوق بالجهود، التي بذلتها الحكومة الكويتية أخيراً لترشيد الإنفاق الجاري وتنويع الإيرادات وتحسين مناخ الأعمال» مؤكداً أن البيئة الجديدة تتطلب «إصلاحات عميقة ومستدامة».

ولفت صندوق النقد الدولي إلى أن الوضع المالي للحكومة الكويتية قد تحسن على خلفية ضبط الإنفاق «لكن الاحتياجات التمويلية ظلت كبيرة».

وقال الصندوق، إنه على الرغم من أن حسابات المالية العامة الكلية بقيت «متوازنة» على نطاق واسع في 2016/2017 فإن الميزان المالي الذي يستثني التحويلات الإلزامية إلى (صندوق الأجيال القادمة) وعائدات الاستثمار سجل «عجزاً كبيراً» بمقدار 17.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للسنة الثانية على التوالي.

وأشار إلى أنه جرى تغطية احتياجات التمويل المقابلة من خلال السحب من أصول «صندوق الاحتياطي العام» المتاحة والاقتراض المحلي بآجال مختلفة والبيع الناجح للسندات السيادية الدولية، مضيفاً أن الحساب الجاري الخارجي سجل عام 2016 عجزاً هو الأول منذ سنوات.

وفيما يتعلق بالقطاع المصرفي في الكويت، أكد التقرير أن القطاع المصرفي «احتفظ بقوته» رغم بعض التباطؤ في نمو الودائع والائتمان.

وفي هذا الإطار، رحب المديرون بصندوق النقد الدولي «بالموقف السليم الذي يتسم به النظام المصرفي والسلطة التنظيمية والرقابة الحكيمة للسلطات» في الكويت.

كما أشاد المديرون في الصندوق «بالمبادرات الجارية لتحديد ومعالجة الضغوط الناشئة» في ضوء المخاطر السلبية التي تهدد جودة الأصول وتركزات القروض المرتفعة ومواطن الانكشاف العالية والترابط بين القطاع المالي.

وشجع التقرير الحكومة الكويتية على المضي قدماً في تطبيق ضريبة القيمة المضافة وزيادة الحد من النفقات الجارية، لافتاً إلى الحاجة لإجراء إصلاحات «أعمق» لتقليل متطلبات التمويل بسرعة أكبر وخلق مساحة للإنفاق الرأسمالي الداعم للنمو وتحقيق العدالة بين الأجيال، كما أوصى باتخاذ مزيد من الخطوات لاحتواء فاتورة الأجور.

وفي هذا الصدد، أثنى المديرون بالصندوق على استحداث «حدود قصوى للانفاق» متوسط الأجل وشجعوا على زيادة تعزيز الإطار المالي متوسط الأجل للمساعدة في تعزيز الضبط المالي في الكويت.

وأبدى صندوق النقد الدولي ترحيبه «بنهج التمويل المتوازن» الذي تنتهجه الحكومة الكويتية، مبيناً أن زيادة تعزيز الاطر المؤسسية والقانونية ذات الصلة ستجعل ادارة الديون أكثر فاعلية وتدعم تنمية أسواق رأس المال.

وأكد أن تحسين «مواءمة التعويض» في القطاعين العام والخاص من شأنه أن يعزز الحافز لدى المواطنين على التوجه نحو وظائف القطاع الخاص ثم دعم المنافسة موصياً بـ «تقييد نمو التوظيف في القطاع العام وزيادة فرص العمل في القطاع الخاص».

وشدد الصندوق في تقريره أيضاً على أن الانتقال من نموذج النمو، الذي يقوده القطاع العام إلى نموذج النمو، الذي يقوده القطاع الخاص «يتطلب خلق حوافز لاتخاذ المخاطر وريادة الأعمال».

وشدد على أهمية إصلاح التعليم لتزويد الخريجين الجدد بالمهارات المتعلقة بوظائف القطاع الخاص، مبيناً أهمية زيادة توظيف الخصخصة والشراكات مع القطاع الخاص لتعزيز الإنتاجية والاستثمار وخلق فرص العمل.

وأكد التقرير أن ربط سعر صرف العملة بسلة من العملات لا يزال الخيار الملائم للاقتصاد الكويتي، مشيراً إلى أن هذا الربط يوفر «ركيزة أسمية فعالة».

وشدد على أن الضبط المالي الموصى به على المدى المتوسط سيؤدي إلى ردم جانب كبير من الفجوة المعتدلة في الحساب الجاري.

back to top