«الطائرة»... مسابقة بلا صعود أو هبوط

• لائحة الدوري «الممتاز والدرجة الأولى» دون شروط
• الأربعة الأوائل يتنافسون على اللقب... والبقية لتحديد المراكز

نشر في 26-01-2018
آخر تحديث 26-01-2018 | 00:05
No Image Caption
يبدو أن اتحاد الكرة الطائرة يتعمد إدارة مسابقاته دون هدف واضح، أو على رأي المثل "سمك، لبن، تمر هندي"، بعيداً عن الأهداف المتعارف عليها في الرياضة غير الفوز والهزيمة.

قبل بداية الموسم الماضي، خرج علينا الاتحاد، بتعديل على لائحة المسابقات يقضي بهبوط الفريقين الخامس والسادس من الدوري الممتاز وصعود الأول والثاني من الدرجة الأولى مباشرة، وهذا يتنافى مع مبدأ إتاحة الفرص بشكل واضح وصريح، مما أشعل الغضب وقوبل باعتراض أغلب الأندية خصوصاً المهددة بالهبوط، لكن تعنت إدارة الاتحاد أدى إلى تطبيق اللائحة وهبط فعلياً فريقا الجهراء والساحل، عندها تصور الجميع أن الاتحاد سيتدارك الموقف ويقوم بتعديل اللائحة هذا الموسم بما يتماشى مع مبدأ إتاحة الفرصة للجميع.

لكن ما حدث في الموسم الحالي خالف كل التوقعات، بل أدهش المنتمين والمتابعين للعبة، بعدما أصدرت لجنة المسابقات، التي تم تغيير رئيسها قبل بداية المنافسات الرسمية للموسم، وتسلمها رئيس الاتحاد وليد أمان بجانب عمله، جداول بطولتي الدوري الممتاز والدرجة الأولى بدون ملامح أو شروط واضحة، وبالأخص الهبوط والصعود، وكأن هدف البطولتين تنافس رباعي المقدمة على لقب الدوري الممتاز، أما بقية الأندية فتقوم بأدوار ثانوية لتحديد المراكز من الخامس وحتى الثاني عشر، رغم أن الاتحاد قسم فرق الدوري المشاركة في نشاطه إلى درجتين "ممتاز ودرجة أولى".

الوضع القائم دفع الكثير إلى التساؤل: ما دام الاتحاد على يقين بأن اللقب محصور أو شبه محسوم لمصلحة بعض الأندية، ولا يوجد صعود وهبوط بين الدرجتين طبقاً للائحة التى أصدرها، فلماذا لم يتم تغيير نظام بطولة الدوري بدلاً من درجتين إلى "الدمج" حتى يخرج من هذا الموقف بشكل أفضل؟

الموقف القائم فرض أمرين "كلاهما مر" أولاً أن القائمين على الاتحاد ينتظرون معرفة مواقف الفرق قبل تحديد نظام الصعود والهبوط لمصلحة أندية بعينها، ثانيها تغيير النظام لفائدة بعض الأندية على حساب المصلحة العامة للمسابقة.

واتفق عدد من مدربي الأندية على أن عدم وجود شرط "هبوط وصعود" لبطولة الدوري بدرجتيه شيء مرفوض، إذ قال مدرب فريق الساحل الوطني خالد المطيري، إن "إقامة بطولة بدون شروط تعوق العمل وتجعل الأندية وأجهزتها الفنية تعمل بدون هدف واضح لا صعود ولا هبوط، هذا غير مقبول".

وأضاف أن "أندية الدرجة الأولى هدفها الصعود إلى الدوري الممتاز، أما في تلك الحالة، فإن المباريات والمنافسة تكون بلا داعٍ، وفقط لتحديد المراكز، ولابد على لجنة المسابقات تدارك هذا الأمر".

القرارات المفاجئة

من جانبه أكد مدرب التضامن التونسي رياض الغندري ضرورة أن يكون برنامج البطولات وشروطها واضحة قبل بداية الموسم، مشيراً إلى معاناة الأندية من القرارات المفاجئة للاتحاد، والدليل هو تغيير نظام البطولة التنشيطية الأخيرة أثناء المنافسات، لتقام بنظام الدور الواحد وتتقلص مدتها، بعد أن كانت في البداية من دورين، مما أثر سلباً على برامج جميع الأندية.

وأضاف الغندري: "كل فريق يعمل وفق حسابات محددة قبل أي بطولة والقائمين عليه تكون لهم رؤية لسير هذا الفريق، لكن عدم وجود شروط محددة للبطولة شيء مرفوض ولا يصب في مصلحة الأندية".

شيء مرفوض

بدوره، علق مدرب الصليبيخات التونسي رشيد بكوش، قائلاً "المفروض على الاتحاد توضيح الأمر وشروط المسابقات، خصوصاً الصعود والهبوط" لأنه هدف العمل داخل فريق الدرجة الأولى بشكل خاص، لكن تحديد موعد إقامة بطولة الدوري وإرسال جدول المباريات، الذي يتضمن إقامتها من دورين فقط دون توضيح هذا الأمر شيء مرفوض وإهدار للوقت والجهد".

وأضاف بكوش: "هناك موضوع آخر لابد من لجنة المسابقات الاتحاد النظر إليه بعين الاعتبار، وهو احتساب نقاط الفوز والهزيمة لأن الاتحاد الكويتي تقريباً الوحيد، الذي يعمل بالنظام القديم (نقطتان للفوز ونقطة للخسارة)، بينما معظم الدول تعمل حالياً على النظام الحديث لاحتساب النقاط وهو (3 ،2، 1) وهذا يعطي اللعبة مزيد من الإثارة والندية والعمل الجيد".

العمل بدون هدف

من جهته، قال مدرب الشباب التونسي فريد بن عايشي، إن "إقامة بطولة الدوري بدون شروط محددة شيء غير جيد، ويؤدي للعمل بدون هدف وهذا لا يصب في مصلحة اللعبة"، مضيفاً "ولو كان لجنة مسابقات الاتحاد تنوى الاستمرار على نظام الموسم الماضي أو تعديله بأي شكل كان لابد من توضيح ذلك مسبقاً وإبلاغ للأندية بذلك، حتى يعلم الجميع طريقة البطولة وبالتالي إعداد البرامج التدريبية بالشكل المطلوب.

حل ترقيعي يحول «التنشيطية» إلى «تصنيفية»

في خطوة جديدة من خطوات التخبط، خرج اتحاد الكرة الطائرة أخيرا بحل "ترقيعي" يحاول من خلاله تلافي الخطأ والخروج من المشكلة التى وقع فيها مطلع الموسم الحالي، لعدم وجود صعود وهبوط في بطولة الدوري، لكن الخطوة جاءت عكسية و"غريبة" في نفس الوقت، لتكشف مدى فقر الفكر الإداري لدى المسؤولين عن اللعبة الذين قرروا إقامة البطولة التنشيطية في الموسم المقبل 2018-2019 من دور واحد يضم جميع الفرق 12 المشاركة في النشاط، والبالغ عددها 12، وعلى ضوء النتائج النهائية، يتم تصعيد أصحاب المراكز الستة الأولى للدوري الممتاز، في حين تخوض الفرق من 7 حتى 12 منافسات دوري الدرجة الأولى!

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تصبغ فيها البطولة التنشيطية "بصبغة رسمية" وتحويلها إلى "تصنيفية"، لاسيما أنها - أي التنشيطية - لها أهداف معروفة، لعل أهمها إعداد الفرق للبطولة الرسمية، واكتشاف المواهب أو تجربة ما هو جديد استعداداً للموسم.

صورة ضوئية لكتاب الاتحاد

ويبدو أن البدعة الجديدة بجعل البطولة التنشيطية محددة لمستقبل الفرق هي الحل الوحيد الذي توصل إليه القائمون على الاتحاد للخروج من المشكلة التي أوقعوا أنفسهم والأندية فيها، إلا أن ما توصلوا إليه هو تدارك الخطأ بخطأ أكبر دون الخروج من المشكلة الحقيقية بغياب الحافز عن بطولة الدوري لهذا الموسم.

back to top