مصر : البدوي قد يترشح لـ «الرئاسية» وبوادر توتر مع واشنطن

• روسيا تبلغ مصر رسمياً بعودة الطيران إلى مطار القاهرة
• السيسي يستعد لزيارة عُمان

نشر في 26-01-2018
آخر تحديث 26-01-2018 | 00:03
معانقة ودية بين وزيري خارجية مصر والسودان في دافوس بعد توتر بين البلدين
معانقة ودية بين وزيري خارجية مصر والسودان في دافوس بعد توتر بين البلدين
على وقع هجوم قيادات أميركية على المشهد الانتخابي في مصر، بعد غياب المنافسين الجديين للرئيس عبدالفتاح السيسي، بدأت القاهرة رحلة البحث عن مرشح بين رؤساء الأحزاب المقربة من السلطة، للدفع به في الانتخابات التي تجري جولتها الأولى في مارس المقبل، ومن المتوقع أن يحسمها السيسي بسهولة.
بدا أن مشهد الانتخابات الرئاسية في مصر ارتد إلى ما يشبه الاستفتاء على بقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، لغياب المنافسين، بعد إعلان المحامي اليساري خالد علي، رسمياً، عدم خوض الانتخابات، أمس الأول. ومع بدء الحديث، أمس، عن انحصار قائمة المرشحين في السيسي الذي قدم أوراق ترشحه بالفعل، علمت «الجريدة» أن النظام المصري دخل في سباق مع الزمن للبحث عن مرشح لمنافسة السيسي، كي يخرج من مأزق تحول الانتخابات إلى مجرد استفتاء رئاسي.

وقال مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة» إن هناك محاولات جدية للبحث عن شخصية سياسية معروفة لخوض السباق الرئاسي ومنافسة السيسي، خاصة بعد انسحاب خالد علي، وقبله انسحاب المرشح الرئاسي الأسبق أحمد شفيق، وإقصاء رئيس أركان القوات المسلحة الفريق سامي عنان، ما أحرج القاهرة بسبب تحول الانتخابات الرئاسية إلى استفتاء مقنع.

وكشف المصدر عن أن محاولات تجري على قدم وساق من جهات مختلفة (لم يسمها)، لإقناع رئيس حزب «الوفد» الليبرالي، السيد البدوي، بإعلان ترشحه للرئاسة، من أجل إعطاء الانتخابات الرئاسية طابعها التنافسي المفتقد، في ظل تخوف من تضييق دولي خلال الفترة المقبلة حال خوض السيسي الانتخابات منفرداً، لكن البدوي أبدى رفضه في البداية، ثم عاد وطلب مهلة للتفكير.

وأضاف المصدر: «بعض الجهات أعطت ضمانات للبدوي لكي يترشح، من ضمنها توفير تزكية 20 نائبا بالبرلمان، بديلاً عن جمع 25 ألف استمارة تأييد من مختلف المحافظات، لكي يعد أوراق ترشحه سريعا ويقدمها قبل إغلاق باب قبول طلبات الترشح الاثنين المقبل، لذا فقد يحسم البدوي موقفه خلال الساعات القليلة المقبلة»، وأشار المصدر إلى أنه تم التواصل مع خالد علي، لكي يتراجع عن قرار عدم خوض الانتخابات، لكنه رفض، وأن الرد نفسه تم الحصول عليه من المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي.

بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، القيادي الناصري، معصوم مرزوق، لـ«الجريدة»: «لدي معلومات بأن السلطات المصرية تبحث عن شخصية سياسية معروفة للدفع بها في الانتخابات الرئاسية ومنافسة السيسي، وأنه تم فتح خط اتصال برئيس حزب الوفد لدفعه للترشح»، بينما استبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، إمكانية نجاح أي مرشح في استكمال أوراق ترشحه خلال الأيام المتبقية، متوقعا أن يخوض السيسي السباق منفردا ما ينهي فكرة التعددية السياسية.

توتر واتهامات

وبدا أن الموقف الجديد في القاهرة من البحث عن مرشح رئاسي مرتبط بتخوف من تلويح بوقف المساعدات العسكرية الأميركية، خاصة أن واشنطن أعربت عن قلقها بعد إقصاء عنان من السباق الرئاسي، وقال مصدر مطلع إن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع نظيره المصري سامح شكري، مساء أمس الأول، تطرق إلى ملف الانتخابات الرئاسية، وأن واشنطن تتابع كل تطورات الموقف خاصة الأحداث الأخيرة المتعلقة باستبعاد وانسحاب المرشحين الرئاسيين تباعا، فيما رد شكري بأن حق الترشح مكفول للجميع.

وتلقى شكري اتصالا هاتفيا من تيلرسون، تناول بحسب بيان الخارجية المصرية، مختلف جوانب العلاقات الثنائية ومسار التعاون بين البلدين، على ضوء زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الأخيرة إلى القاهرة مطلع الأسبوع الجاري، ولم يتطرق البيان الرسمي إلى فحوى الاتصال فيما يخص العلاقات الثنائية، لكنه ركز على مناقشة الوزيرين لقضايا المنطقة، خاصة الأزمة السورية.

وبدا أن سحبا متكاثفة تجمعت في سماء العلاقات المصرية الأميركية، إذ عبرت القاهرة عن رفضها الكامل، شكلا وموضوعا، للبيان الذي أصدره رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، جون ماكين، أمس الأول، وهاجم فيه السلطات المصرية بسبب انتهاكات في ملفات حقوقية، واتهم السلطات المصرية باعتقال مرشحين لانتخابات الرئاسة، مشككًا في إمكانية إجراء انتخابات حرة وعادلة.

وقالت الخارجية المصرية، في بيان رسمي، إن بيان ماكين «تضمن اتهامات جزافية ومغالطات وبيانات غير صحيحة حول الأوضاع في مصر ومسارها السياسي»، وأضافت أنه من المؤسف تجاهل ما حققته مصر من خطوات مهمة من أجل إعلاء قيم ومبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان، وأكدت أن خلو بيان ماكين من أية إشارة إلى ما تخوضه مصر من مواجهة شرسة ضد إرهاب خسيس، يمثل عدم تقدير للشعب المصري.

أسباب الاستبعاد

في الأثناء، أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات، في بيان رسمي أمس، أن «قرارها باستبعاد الفريق مستدعى سامي عنان من قاعدة بيانات الناخبين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، جاء متفقا وصحيح حكم القانون، وذلك بعدما تبين أنه لم يكن من الأشخاص الجائز قيدهم ابتداء بالقاعدة، لكونه لا يجوز له مباشرة حقوقه السياسية نظرا لأنه لا يزال محتفظا بصفته العسكرية».

وعلى صعيد العلاقات المصرية-الروسية، جدد وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، أن رحلات الطيران بين موسكو والقاهرة سوف تستأنف في النصف الثاني من شهر فبراير المقبل، وتسلمت وزارة الطيران المدني المصرية مذكرة بهذا المعنى، أمس، ورحب مصدر مصري مسؤول بحرص الجانب الروسي على استئناف الرحلات بين البلدين بصورة منتظمة، بعد توقف دام لنحو عامين منذ سقوط طائرة روسية في سيناء المصرية، أكتوبر 2015.

كما أجرى وزير الدولة للإنتاج الحربي محمد سعيد العصار، مباحثات مع السفير الروسي بالقاهرة سيرغي كيربتشينكو، أمس، تناولت سبل تعزيز التعاون بين الإنتاج الحربي المصري والصناعة الروسية في المجالات المختلفة.

وبينما يتجه الرئيس السيسي إلى إثيوبيا الأحد المقبل للمشاركة في القمة الإفريقية، علمت «الجريدة» أنه تقرر تحديد موعد الرابع من شهر فبراير المقبل لزيارة الرئيس السيسي إلى سلطنة عمان، وهي الزيارة المؤجلة منذ شهر نوفمبر الماضي، عقب حادث الاعتداء الإرهابي على مسجد الروضة بالعريش الذي خلف 310 قتلى، وسيعقد السيسي قمة مع السلطان قابوس بن سعيد، في زيارة تعد الأولى إلى مسقط منذ تولي السيسي رئاسة مصر يونيو 2014.

وفي وقت ضربت موجة من الطقس السيئ العاصمة المصرية، أمس، بالتوازي مع مرور الذكرى السابعة لثورة 25 يناير، والتي مرت بهدوء، ودع 1647 سجينا السجون بموجب عفو رئاسي بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة وذكرى ثورة يناير.

back to top