بعد 7 أعوام على ثورة 25 يناير 2011، لا يحتاج المرء إلى بذل جهد كبير لإدراك تحول الصورة في ميدان التحرير، قلب العاصمة المصرية، الذي مثّل أيقونة انتفاضة الغضب الشعبي، والرحم الذي احتضن وأنجب ثورة المصريين، التي أطاحت الرئيس الأسبق حسني مبارك.

شتان بين مشهدين، الأول التحم فيه ملايين البشر تحت هتاف عريض لخص ضيقهم من نظام تنامت أخطاؤه وظل جاثماً على صدورهم 30 عاما: «الشعب يريد إسقاط النظام»، بينما المشهد الحالي للميدان يعبر عن هدوء تام لا تتخلله سوى أبواق السيارات وسارٍ طويل يتوسط الميدان وفي أعلاه يرف علم البلاد، بعدما اختفت كثير من معالمه وأهمها «الكعكة الحجرية».

Ad

الصورة التي بدا عليها الميدان مع حلول الذكرى السابعة للثورة، أمس، سيطر عليها رجال الأمن، بالتزامن مع اليوم ذاته الذي تحتفل فيه الشرطة المصرية بعيدها السادس والستين، حيث رصدت «الجريدة» قيام ضباط مديرية أمن القاهرة بإهداء الزهور والأعلام للمواطنين، الذين بادلوهم التحية بالتقاط الصور التذكارية معهم.

بينما قالت مصادر أمنية لـ «الجريدة» إن وزارة الداخلية دفعت بمجموعات قتالية من قوات التدخل السريع وأحكمت قبضتها على مداخل ومخارج ميدان التحرير، وسط انتشار أمني لسيارات النجدة وضباط وأفراد المرور لتسيير الحركة المرورية، وتم الدفع بعناصر من رجال البحث الجنائي لرصد أي تحركات مشبوهة، مع ربط كل ذلك بغرفة العمليات الرئيسة في وزارة الداخلية.

وعلى مدار سنوات ما بعد «يناير» كان المصريون اعتادوا رؤية أجواء متشابهة، بحلول كل ذكرى للثورة: حشود تتوافد، وتجمعات تهتف للتمسك بشعارات الثورة، وأخرى تعلن عن احتفالات بالذكرى، بينما تألق الميدان لمرة أخيرة حين استقبل الثوار مجدداً تحت راية ثورة جديدة في 30 يونيو 2013 أطاحت الرئيس الإخواني محمد مرسي، لتتوارى حشود الجماهير مجدداً بعد وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم، منتصف 2014.

ولم يتبق من ذكريات الثورة في الميدان أي ملمح من ملامحها القديمة، وحتى رسوم الغرافيتي التي وثقت أحداث الثورة اختفت تماماً، حيث أزيلت تدريجياً من جدران الشوارع المؤدية إلى الميدان.