وثيقة لها تاريخ ; الشيخ مبارك يعزي اللورد كرزون بوفاة زوجته ويرد على رسالة المقيم البريطاني كوكس
استعرضنا في المقالات الثلاث الماضية رسالة الميجر كوكس، المقيم البريطاني في الخليج، التي وجهها إلى الشيخ مبارك الصباح، وتناولت ثلاثة مواضيع رئيسة، هي: تعزية بوفاة ابنَي الشيخ مبارك، وهما: فهد وصباح، والموضوع الثاني الخلاف بين الشيخ مبارك والمعتمد البريطاني في الكويت، والثالث أخبار نجد، والتطورات مع ابن رشيد. واليوم نتناول رسالة الشيخ مبارك، التي ردَّ بها على هذه المواضيع، ومواضيع أخرى صغيرة. نبدأ بالقول إن كوكس أشار في رسالته إلى وفاة زوجة اللورد كرزون، نائب ملك بريطانيا في الهند، ونصح الشيخ مبارك بإرسال رسالة تعزية، فاستجاب الشيخ مبارك لذلك، وكتب رسالة منفصلة، معزياً بها اللورد كرزون، وإليكم نصها:
"حضرة المعظم اللورد كرزون...قد دهمنا وفاة قرينتكم المصونة، فعظمت علينا هذه المصيبة، أحسن الله لكم العزاء، وألهمكم الصبر والسلوان، ولم تكن التعزية مندوبة ما صدعنا بتذكارها خاطر حضرتكم العالية، لكن إظهاراً... وعملاً بالواجب صار تقديم التعزية لا أراكم الله بعد هذا مكروهاً.12 ج 2 سنة 1324 حاكم الكويت مبارك الصباح". وأرفق الشيخ مبارك هذه التعزية مع رسالة منفصلة مطوَّلة شرح فيها موقفه ونظرته تجاه القضايا التي أثارها الميجر كوكس، والتي تطرَّقنا إليها مسبقاً. تبدأ رسالة مبارك الجوابية بما يلي: "بسم الله تعالى من مبارك الصباح حاكم الكويت إلى حضرة ذي الشوكة والإجلال المفخم ميجر كاكس باليوز وقونسل جنرال الدولة البهية الإنكليزية في خليج فارس دام بقاه...غب إهداء أوفر السلام الجزيل والسؤال عن شريف ذلك الخاطر المنير هوانه في أكمل الأوقات وأحسن الساعات تشرفنا بأمركم المؤرخ 8 ج2 سنة 1324 تلوناه مسرورين في كمال صحتكم، وما أمرتم جميعه صار معلومنا". وبعدها أخذ الشيخ مبارك يشرح ظروفه المرضية، التي حالت دون اللقاء مع قائد بريطاني بحري عندما مرَّ بالكويت، ولم يلتقِ الشيخ مبارك، فقال في رسالته: "آمرتم من خصوص جناب ذي الشوكة والإكرام الأجل الأفخم أمير البحر فيا. اي. ها. المحب اني للغاية كان ممنون أني قد حضرت خدمة الجميع منكم مهما فيه أني قد حضرت على الوعد وأقمت بعد الوعد ثلاثة أيام مع أني قد حضرت من الجهرا منحرف المزاج، لكن احتراماً لجميعكم واجب، وعند إقامتي بالبلد زاد عليّ انحراف المزاج والعائلة جميعهم بالجهراء، وقد رأى ذلك حضرة المفخم قبطان ناكس".وانتقل مبارك بعد ذلك إلى موضوع آخر، وهو تعزية كوكس له بوفاة ابنيه، فردَّ الشيخ مبارك على ذلك بالقول: "ومن خصوص تسلية حضرتكم العالية إلي يا مخلصكم ذلك من حسن شفقتكم والجاري عليهم (أي ابنيه المتوفيين) يا محب هذا حال الدنيا".في المقال المقبل سنرى ماذا قال الشيخ مبارك بخصوص علاقته مع المعتمد البريطاني في الكويت، وهو أحد المواضيع الرئيسة لهذه المخاطبة بين الشيخ مبارك والمقيم البريطاني في الخليج.