أبدى الرئيس دونالد ترامب استعداده للخضوع لاستجواب، والإدلاء بشهادته تحت القسم أمام المحقق الخاص روبرت مولر.

وقال ترامب: "انا مستعد للقيام بذلك (...) أريد فعلا القيام بذلك"، وذلك خلال لقاء غير معلن مع عدد قليل من الصحافيين في البيت الابيض، قبل ساعات فقط على مغادرته للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا.

Ad

وأضاف: "سأقوم بذلك تحت القسم، من دون شك"، مشددا مجددا على عدم حصول "اي تواطؤ" بين فريق حملته وروسيا.

وكان مولر، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي "FBI"، وجه الاتهام أخيرا الى عدة مقربين من ترامب من بينهم مستشار الامن القومي السابق الجنرال مايكل فلين، الذي أقر بالكذب على المحققين الفدراليين ووافق على التعاون مع القضاء.

ويحاول مولر ايضا تحديد ما اذا كان الرئيس قام بعرقلة القضاء.

ويركز التحقيق في شكل خاص على الظروف التي اقدم فيها على اقاله مدير "FBI" جيمس كومي في مايو الماضي. وقال هذا الاخير، اثناء ادلائه بشهادته تحت القسم امام مجلس الشيوخ، ان الرئيس طلب منه شخصيا خلال لقاء في المكتب البيضاوي وقف التحقيق حول فلين.

وكان ترامب اعتبر في مطلع يناير أنه "من غير المرجح" ان يدلي بشهادته مع المدعي الخاص.

وعند سؤاله حول ما اذا كان مولر سيكون منصفا ازاءه، ردّ ترامب: "سنرى وآمل ذلك"، قبل ان يشدد مجددا على انه لم يرتكب اي خطأ، وقال: "لم يحصل اي عرقلة اطلاقا".

ونفى كذلك ما ذكرته "واشنطن بوست" منه أنه سأل العام الماضي القائم بأعمال مدير "FBI" في ذلك الوقت أندرو مكابي لمن صوت في الانتخابات عام 2016، وهو ما قال الصحافيون إنه أثار قلق مكابي في شأن استجواب الموظفين الحكوميين بخصوص ميولهم السياسية.

وقال ترامب للصحافيين: "لا أعتقد ذلك. لا أعتقد أني فعلت ذلك. لا أعرف ما هو الخطب في ذلك، لأني كنت سأسألكم".

وأكدت مصادر على معرفة بالتحقيق إن محامي ترامب يتحدثون إلى فريق مولر في شأن اللقاء. وقال ترامب "أود أن أنجزه في أقرب وقت ممكن"، بيد أنه قال إن تحديد موعد مؤكد للقاء "سيخضع لمحامي... ولكل ذلك، سنبحث الأمر".

من ناحيته، أكد تاي كوب، المحامي المكلف صياغة رد البيت الأبيض على تحقيق مولر، أن ترامب كان يتحدث على عجل إلى الصحافيين قبل أن يغادر إلى دافوس في سويسرا، مضيفاً أن ترامب أكد أنه لا يزال ملتزما بالتعاون مع التحقيق ويتطلع إلى الحديث مع مولر.

من ناحية أخرى، قام الرئيس الاميركي بمبادرة حول مسألة الهجرة الحساسة، عندما اقترح امكان منح الجنسية الى مئات الاف المهاجرين الشباب المعروفين بـ"الحالمين" (دريمرز)، الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني عندما كانوا اطفالا.

وقال: "الامور بدأت تتحرك. سيتم ذلك في مرحلة ما، في المستقبل خلال مهلة بين عشرة اعوام و12 عاما".

وتابع ترامب: "أعتقد انه من الجيد ان يكون هناك حافز هو الحصول على الجنسية حتى بعد مرور الوقت".

وتعرقل مسألة هؤلاء "الحالمين" البالغ عددهم 690 الف شخص المحادثات في الكونغرس. فهم يخضعون للحماية حاليا بموجب برامج اقرته ادارة الرئيس السابق باراك اوباما ويعرف بـ "داكا"، وهو يتيح لهم العمل والدراسة في الولايات المتحدة. وحاول ترامب عند سؤاله حول هذه المهلة التي تثير قلق مئات الاف الاشخاص الذين يخشون ان يجدوا انفسهم فجأة معرضين للطرد، ان يكون مطمئنا. وأضاف: "قولوا لهم الا يقلقوا (...) الامر متعلق بالديمقراطيين، لكن يجب الا يشعروا بالقلق".

ويشترط الديمقراطيون التوصل الى حل في هذه المسألة ويهددون خلاف ذلك بالتسبب بشلل جديد للمؤسسات الفدرالية، كما حصل في نهاية الاسبوع الماضي. ويجمع الجمهوريون على تطبيع وضع هؤلاء الشباب، لكن ترامب يشترط في المقابل التصويت على تمويل بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك. وأكد ترامب انه يقدر كلفة هذه المرحلة من عملية البناء بـ 25 مليار دولار، يجب أن تضاف اليها 5 مليارات لتعزيز الاجراءات الامنية على الحدود.

وتابع: "نريد امنا فعليا على الحدود"، مشددا: "لا اتفاق حول داكا من دون الجدار!".