هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة بتوسيع الهجوم الذي تشنه قواته على جيب «عفرين» ليشمل مدنا أخرى من شمال سورية إلى الحدود مع العراق، من أجل القضاء على أي وجود لوحدات حماية الشعب الكردية، التي طالبت من نظام الرئيس بشار الأسد التدخل ومنع تحليق الطائرات التركية.

وفي اليوم السابع من عملية «غصن الزيتون» في عفرين، وعد إردوغان، في خطاب بثه التلفزيون، «بتطهير منبج»، التي تبعد نحو مئة كيلومتر إلى الشرق من «عفرين» وتوجد فيها قوات أميركية إلى جانب الوحدات الكردية و»بعدم ترك أي إرهابي حتى الحدود العراقية».

Ad

وقال إردوغان، إن «البعض يطلبون منا بإلحاح أن تكون هذه العملية قصيرة، انتظروا لم يمض سوى سبعة أيام. كم استغرقت أفغانستان؟ وكم استغرق العراق؟»، مكرراً انتقاداته للدعم اللوجستي، خصوصاً الذي تقدمه الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية. وقال، إن «الإرهابيين يتجولون في المنطقة بأعلام أميركية».

وأضاف الرئيس التركي، الذي توجه في اليوم السادس من الهجوم لمقر قيادة العملية في محافظة هطاي الحدودية يرافقه قائد الجيش ووزير الدفاع، «نحن لا نحتل عفرين بل على العكس نحن نحاول تطهيرها من الإرهابيين لإعادة سكانها الأصليين»، معتبراً «غصن الزيتون تحذيراً واضحاً» لمن لا يريدون أن يفهموا عزم تركيا على مكافحة الإرهاب وأنه «لا علاقة لحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي وما يسمى تنظيم داعش بالإسلام لأنهم مجرمون ويقتلون الأبرياء بلا رحمة».

استغاثة كردية

في المقابل، دعا الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في مقاطعة عفرين عثمان الشيخ عيسى، أمس ، النظام السوري إلى التدخل لمنع الطائرات التركية من قصف المنطقة التي تتعرض منذ السبت لهجوم تشنه أنقرة وفصائل سورية معارضة موالية لها.

وقال الشيخ عيسى، في تصريحات من بيروت، «إذا كان هناك من موقف حقيقي ووطني للدولة السورية، التي لديها ما لديها من إمكانات، فعليها أن تقف بوجه هذا العدوان وتقول، إنها لن تسمح بتحليق الطائرات التركية».

وشدد عيسى على أن «عفرين جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية وأي اعتداء عليها هو اعتداء على سيادة الدولة السورية، ولذلك ناشدناها أن تخرج عن صمتها وتبين موقفها تجاه هذا العدوان الشرس».

ويأتي تصريح عيسى بعد دعوة الإدارة الذاتية الكردية في مقاطعة عفرين في بيان مماثل، «الدولة السورية إلى القيام بواجباتها السيادية تجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا ونشر قواتها المسلحة لتأمين حدود منطقة عفرين».

منطقة آمنة

ووسط تصاعد التوتر بين الشريكين في حلف شمال الأطلسي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس أن قادة عسكريين من الولايات المتحدة وتركيا يجرون محادثات لإقامة «منطقة آمنة» في شمال غرب سورية.

وقال المدير بهيئة الأركان المشتركة الجنرال كينيث ماكنزي، إن «الهجوم التركي «ليس مفيداً، ولا يدعم أهداف التحالف الدولي»، مضيفاً: «ونحن ندرك ذلك، ونعمل مع الأتراك لمحاولة التقليل منه ونتفهم المخاوف الأمنية المشروعة لهم.

ميدانياً، أعلن الجيش التركي اليوم تحييد 343 إرهابياً على الأقل من التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن 13 مقاتلة من القوات الجوية دمرت 23 هدفاً تضمنت مخابئ ومخازن أسلحة ومركبات وأسلحة في عفرين.

وأكدت قيادة الجيش أن المقاتلات التركية أبدت أقصى درجات الحرص على سلامة المدنيين، لافتة إلى أن عملية «غصن الزيتون» تسير وفقاً للخطة المرسومة.

وأعلن وزير الصحة أحمد ديمرجان استقبال 130 جريحاً غادر منهم 82 جريحاً المستشفى بعد تلقيهم العلاج، موضحاً أن العملية أسفرت أيضاً عن مقتل ثلاثة جنود أتراك و11 عنصرا من الجيش السوري الحر.

جبهة التنف

وعلى جبهة أخرى، اتهمت وزارة الدفاع الروسية، أمس، قوات العمليات الخاصة الأميركية في منطقة التنف بتدريب فلول تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات المسلحة، وإعادة تشكيلها بهدف «تقويض العملية السلمية».

وأوضح القيادة الروسية في سورية، أن النظام تمكن في الرابع من الشهر الجاري من القضاء على قافلة حافلات قادمة من معسكر التنف الخاضع للقوات الأميركية وعثر لديهم على أجهزة حديثة للتشويش الإلكتروني أوروبية الصنع وكميات كبيرة من الذخائر وأدبيات «داعش» وأعلام وشعارات لقوات «الشهيد أحمد العبدو»، مؤكدة أن المسلحين يخططون لأعمال إرهابية في دمشق وحمص ودير الزور لاستدراج قوات الجيش السوري باتجاههم من ناحية إدلب.

وجاء في بيان المركز: «وفقاً لشهادات اللاجئين الذين تمكنوا من الخروج من مناطق سيطرة الولايات المتحدة في منطقة التنف، فمن المتوقع أن تتسلل مجموعات مسلحة في أقرب وقت، باتجاه الشمال والشمال الشرقي».

وأضاف البيان، أن «هذه الحقيقة، تظهر للعيان تورط الولايات المتحدة الحقيقي في تحضير وتشكيل معارضة مسلحة من كافة الأطياف تحت إمرتها... لتقويض العملية السلمية في سورية».

سوتشي وفيينا

وبينما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست لديه في الوقت الراهن أي خطط لحضور مؤتمر سوتشي يوم الاثنين، استؤنفت صباح أمس، في فيينا أعمال اليوم الثاني والأخير من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة، بلقاء عقده المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا مع وفد هيئة التفاوض المعارضة برئاسة نصر الحريري.

وانتهت أعمال اليوم الأول من الجولة التاسعة من مفاوضات السلام بعد اجتماعات منفصلة للمبعوث الدولي ستيفان ديميستورا مع وفدي الحكومة والمعارضة لم يرشح عنها شيء.

واستمر اجتماع المبعوث الخاص مع الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري نحو ساعتين من دون أن ترشح أي معلومات عنه، كما لم يدل رئيس الوفد بأي تصريح لدى وصوله.

وبعد اللقاء الأول بين وفد هيئة التفاوض وديميستورا، أكد المتحدث باسم الهيئة يحيى العريضي تمسك المعارضة بالقرار 2254 واصفاً هذه الجولة بأنها «امتحان حقيقي لالتزام جميع الأطراف بتطبيق القرار الدولي».

وتأتي هذه الجولة التاسعة من المحادثات «في مرحلة حرجة»، بعد نحو شهر من فشل جولة محادثات سابقة في جنيف في إحراز أي تقدم لحل للنزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات.