تولّى آلاف العناصر من شرطة مكافحة الشغب حماية صالات السينما الهندية، حيث بدأ عرض فيلم "بادمافات"، الذي أثار غضب الهندوس المتشددين، وقام بأداء الأدوار الرئيسية فيه كل من النجوم ديبيكا بادوكون، ورانفير سينغ، وشاهد كابور، وهو من إخراج سانغاي ليلا بهانسالي.

ومنذ أشهر، تعارض مجموعات هندوسية متشددة بقوة هذا الفيلم الذي يروي قصّة ملكة هندوسية أسطورية عاشت مطلع القرن الخامس عشر.

Ad

يذكر أن أحدا منهم لم يشاهد الفيلم بعد، ولكنهم يأخذون عليه تحديدا أنه يصوّر علاقة بين الملكة بادمافاتي والملك المسلم الغازي علاء الدين الخلجي، الذي استولى على قلعة شيتورغار عام 1303، وهو ما يؤكد المخرج أنه غير موجود في الفيلم.

ويؤشر هذا الجدل إلى مستوى التوتر السياسي الديني الذي تشهده الهند راهنا.

وفي الأيام الماضية، خرّب متظاهرون مراكز تجارية وأضرموا النار في سيارات في مدينة أحمد آباد في غرب الهند في محاولة لمنع عرض الفيلم الذي أنتجته بوليوود.

وقد نشرت السلطات وحدات من الشرطة أمام دور السينما، التي قررت عرض الفيلم، وقد امتنع عدد من الدور عن وضع لوحات عن الفيلم لعدم جذب الانتباه.

وتحدّث مالك إحدى دور العرض للصحافة عن "جوّ من الخوف"، بسبب هذه التهديدات، متمنيا أن تنتهي أعمال العنف مع نهاية الأسبوع.

وهدد معارضون للفيلم بمهاجمة صالات السينما الخمسة آلاف التي تعرضه، مشددين على أنه يمسّ بطبقة راجبوت المحاربة.

لكن موقع "ذا واير" أكد أن الفيلم، وعلى العكس مما يعتقد معارضوه، يصوّر المحاربين الهندوس بصورة حسنة، ولا يفعل الشيء نفسه في تصوير المحاربين المسلمين.

وإزاء حالة التوتر، قررت ولايات يهيمن عليها القوميون الهندوس منع عرض الفيلم بداعي حماية النظام العام، لكن المحكمة العليا أبطلت هذه القرارات، معتبرة انها تمسّ حرية التعبير الفني.

وفي يناير من العام الماضي، عرضت مجموعة تمثل طبقة راجبوت مبلغ خمسين مليون روبية (637 ألف يورو) لمن يقطع رأس المخرج سانغاي ليلا بهانسالي، أو بطلة الفيلم ديبيكا بادوكون. اللافت أنّ المخرج وبادوكون ليسا الوحيدين المهددان بالقتل، نتيجة الفيلم الجديد، فقد تعرّض أيضا النجم رانفير سينغ الذي يشارك في البطولة من خلال دور الحاكم المسلم، لتهديد بقطع سيقانه.

ويسود كل هذا الجدل والتوتر رغم أن غالبية المؤرخين يعتقدون أن بادمافاتي شخصية أسطورية وهمية لم تكن موجودة أصلا.

وفي ديسمبر الماضي، قال المجلس المركزي لاعتماد الأفلام، لوسائل إعلام محلية، إنه لم يقرر حذف أي من مشاهد الفيلم، لكنه أوصى بتغيير اسمه من "بادمافاتي" إلى "بادمافات"، لوجود قصيدة ملحمية تعود إلى القرن السادس عشر وتحمل نفس الاسم.