«الطاقة الأميركية» تتوقع 60 دولاراً لمتوسط سعر النفط في 2018

شركات الزيت الصخري باتت أكثر فعالية وبإمكانها إبقاء الآبار مفتوحة مهما انخفضت الأسعار

نشر في 27-01-2018
آخر تحديث 27-01-2018 | 00:04
No Image Caption
تبلغ أسعار النفط الخام الآن حوالي ثلاثة أمثال المستوى المتدني لـ 13 سنة عند 26.55 دولاراً للبرميل في العشرين من شهر يناير 2016. وقبل ستة أشهر من ذلك التاريخ كانت أسعار برميل النفط 60 دولاراً
«يونيو 2015» وقبل سنة خلت كانت 100.26 دولار للبرميل «يونيو 2014».
من المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط الخام 60 دولاراً للبرميل هذه السنة و61 دولاراً في 2019. وهذه هي تقديرات إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة للأجل القصير في الشهر الماضي. وفي شهر يناير الجاري وصلت أسعار النفط فترة قصيرة إلى 70 دولاراً للبرميل.

وبلغ متوسط الأسعار في ديسمبر الماضي 64 دولاراً للبرميل وهو المتوسط الشهري الأعلى منذ سنة 2014. وقد استجاب المتداولون الى اجتماع الثلاثين من شهر نوفمبر الماضي لمنظمة "أوبك" عندما وافقت الدول الأعضاء فيها على إبقاء خفض الإنتاج حتى نهاية سنة 2018.

وتبلغ أسعار النفط الخام الآن حوالي ثلاثة أمثال المستوى المتدني لـ 13 سنة عند 26.55 دولاراً للبرميل في العشرين من شهر يناير 2016. وقبل ستة أشهر من ذلك التاريخ كانت أسعار برميل النفط 60 دولاراً

"يونيو 2015" وقبل سنة خلت كانت 100.26 دولار للبرميل "يونيو 2014".

وتتغير أسعار النفط يومياً، ويقل سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط بأربعة دولارات عن سعر نفط برنت. وفي شهر ديسمبر عام 2015 هبط الفارق إلى دولارين فقط عندما رفع الكونغرس الأميركي الحظر المفروض على التصدير منذ 40 عاماً.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة، أن يكلف نفط غرب تكساس الوسيط 58 دولاراً للبرميل في ديسمبر المقبل، كما يتوقع متداولو السلع وصول أسعار النفط في عقودهم الآجلة إلى ما بين 40 دولاراً إلى 85 دولاراً للبرميل بحلول شهر ديسمبر 2018. وكانت أسعار النفط متقلبة نتيجة التغيرات في العرض والطلب، لأن صناعة النفط قد تغيرت بطرق أساسية.

3 أسباب لتقلب أسعار النفط

كانت أسعار النفط تشتمل في العادة على تحولات موسمية يمكن التنبؤ بها. فهي ترتفع في فصل الربيع عندما يتوقع تجار النفط ارتفاعاً في الطلب بسبب قيادة السيارات في عطلات الصيف.

وبمجرد بلوغ الطلب ذروته تهبط الأسعار في فصلي الخريف والشتاء. وفي ما يلي ثلاثة أسباب وراء تقلب أسعار النفط:

الأول، خفض منظمة أوبك لإنتاج النفط

في 30 نوفمبر 2016 وافقت الدول الأعضاء في المنظمة على خفض إنتاج النفط بـ 1.2 مليون برميل بحلول شهر يناير 2017. وبدأت الأسعار بالارتفاع بعد ذلك الاتفاق مباشرة. تخفيضات "أوبك" خفضت إنتاج النفط إلى 32.5 مليون برميل في اليوم.

وتقدر إدارة معلومات الطاقة أن "أوبك" سوف تنتج 32.8 مليون برميل يومياً في سنة 2018، لكن لا يزال الرقمان أعلى من متوسط عام 2015 وهو 32.32 مليون برميل في اليوم.

وطوال تاريخها سيطرت منظمة "أوبك" على الإنتاج بغية الحفاظ على سعر مستهدف يبلغ 70 دولاراً للبرميل.

وفي سنة 2014 تخلت عن هذه السياسة، وخفضت السعودية وهي أكبر أعضاء "أوبك" سعر نفطها إلى أكبر عملائها في شهر أكتوبر 2014 لأنها لم تشأ أن تخسر حصتها السوقية لمصلحة منافستها الرئيسية إيران، ولا لمصلحة شركات إنتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة.

وفي سنة 2015 ازداد إنتاج الولايات المتحدة من الزيت الصخري والوقود البديل وبلغ 9.7 ملايين برميل يومياً في شهر نوفمبر.

ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 9.9 ملايين برميل يومياً في هذه السنة، وهو أعلى متوسط انتاج سنوي في تاريخ الولايات المتحدة. وسوف يتفوق على الرقم القياسي السابق عند 9.6 ملايين برميل يومياً في عام 1970.

والسؤال هو لماذا تنتج الولايات المتحدة هذه الكمية الكبيرة من النفط عند أسعار متدنية تاريخية؟ والإجابة هي أن الكثير من شركات الزيت الصخري باتت أكثر فعالية في استخراج النفط، وتمكنت من التوصل إلى طرق لإبقاء الآبار مفتوحة لأن إقفالها مكلف.

وراهنت السعودية بشكل صحيح على أن الأسعار المتدنية سوف تجبر العديد من منتجي الزيت الصخري على التوقف عن العمل مما يخفض من منافستها.

وفي البداية توصلت شركات الزيت الصخري إلى طرق لاستمرار ضخ النفط، وبفضل زيادة العرض الأميركي هبط الطلب على نفط منظمة أوبك من 30 مليون برميل يومياً في 2014 إلى 29 مليوناً في 2015. لكن الدولار القوي كان يعني أن دول "أوبك" تحافظ على أرباحها مع أسعار نفط أدنى. وبدلاً من فقدان الحصة السوقية أبقت "أوبك" على إنتاجها عند المستوى المستهدف من 30 مليون برميل يومياً.

ونتيجة لذلك، هبط الإنتاج الأميركي من النفط في سنة 2016 إلى 8.9 ملايين برميل في اليوم، لأن شركات الزيت الصخري الأقل كفاءة إما خفضت إنتاجها أو تم شراؤها.

وخفض ذلك العرض بحوالي 10 في المئة وأفضى الى ازدهار وانهيار في الزيت الصخري الأميركي.

الثاني: ارتفاع الدولار

يقف وراء التقلب الأخير أيضاً ارتفاع قيمة الدولار بنسبة 25 في المئة في 2014 و 2015. ويتم دفع كل عمليات النفط بالدولار. كما تربط معظم الدول المصدرة للنفط عملاتها بالدولار، لذلك فإن زيادة 25 في المئة في قيمة الدولار تعوض الهبوط بنسبة 25 في المئة في سعر النفط. ومنذ شهر ديسمبر سنة 2016 كانت قيمة الدولار تهبط وفقاً لجدول دي إكس واي التفاعلي.

وفي الحادي عشر من ديسمبر 2016 كان يو إس دي إكس 102.95 وفي مطلع سنة 2017 بدأت صناديق التحوط بتقليص الدولار مع تحسن اقتصاد أوروبا. ومع ارتفاع اليورو هبط الدولار، وبحلول الخامس عشر من سبتمبر 2017 هبط المؤشر إلى 91.84.

الثالث: نمو الطلب العالمي

حدث ارتفاع في الطلب العالمي، وإن كان بوتيرة أبطأ من المتوقع. لقد ارتفع الطلب من 92.4 مليون برميل يومياً في 2014 إلى 93.3 مليون برميل في 2015، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وكانت الزيادة في معظمها من الصين، التي تستهلك الآن 12 في المئة من إنتاج النفط العالمي – لكن إصلاحاتها الاقتصادية دفعت إلى تباطؤ النمو.

توقعات أسعار النفط في 2025 و2050

بحلول عام 2025 يتوقع أن يرتفع متوسط سعر برميل برنت إلى 86 دولاراً " بسعر دولار 2016 أي باستبعاد تأثير التضخم ". وبحلول سنة 2030 سوف يرفع الطلب العالمي سعر النفط إلى 95 دولاراً للبرميل وفي 2040 سوف تصل الأسعار إلى 109 دولارات.

وبحلول ذلك الوقت سوف تكون مصادر النفط الرخيصة قد استنفذت ما يجعل استخراج النفط أكثر تكلفة. وبحلول عام 2050 سوف تصل أسعار النفط إلى 117 دولاراً للبرميل، بحسب التقرير السنوي لإدارة الطاقة الدولية. وبحلول سنة 2026 سوف تصبح الولايات المتحدة دولة مصدرة للطاقة بعد أن كانت منذ عام 1953 مستوردة لها. وسوف يرتفع إنتاج النفط حتى عام 2030 عندما سوف يتباطأ إنتاج الزيت الصخري، وسوف يهبط إنتاج الولايات المتحدة من النفط بصورة طفيفة خلال 2050. وتعتمد كل توقعات إدارة الطاقة الدولية على ما سوف يحدث في إنتاج الولايات المتحدة من الزيت الصخري وكيفية رد منظمة "أوبك" ومدى سرعة نمو الاقتصاد العالمي. والتنبؤات المطروحة هنا هي للسيناريو الأكثر احتمالاً لادارة الطاقة الدولية.

كيف يمكن لأسعار النفط أن ترتفع فوق 200 دولار للبرميل؟

وصلت أسعار النفط إلى مستويات قياسية بلغت 145 دولاراً للبرميل في سنة 2008 وكانت 100 دولار في سنة 2014. وكان ذلك عندما توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يرتفع سعر برميل برنت إلى 270 دولاراً بحلول سنة 2020، واعتمدت في توقعاتها على الطلب العالي من الصين والأسواق الناشئة الأخرى. ويبدو أن من غير المرجح أن يكون الزيت الصخري قد أصبح متوافراً.

تبدو فكرة وصول سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل كارثية بالنسبة إلى الطريقة الأميركية للعيش. لكن الناس في الاتحاد الأوروبي كانوا يدفعون ما يعادل 250 دولاراً للبرميل طوال سنوات بسبب الضرائب العالية. ولم يمنع ذلك الاتحاد الأوروبي من أن يصبح ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم. وما دام لدى الناس الوقت للتكيف سوف يجدون طريقة للعيش مع أسعار نفط أعلى. وقد يرفع المضاربون أسعار النفط اذا تملكهم الذعر من نقص الإمدادات في المستقبل، وهذا ما حدث لأسعار الغاز في سنة 2008 لكن تلك المخاوف كانت غير صحيحة لأن العالم غرق بسرعة في ركود وهبط الطلب على النفط.

وربما يحدث النقص نتيجة لأعاصير أو خطر اندلاع الحرب في مناطق تصدير النفط أو بسبب تعطل المصافي، لكن الأسعار تميل نحو الاعتدال في الأجل الطويل، لأن الامدادات عامل واحد من بين ثلاثة عوامل تؤثر على أسعار النفط.

من المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 9.9 ملايين برميل يومياً في هذه السنة
back to top