تحولت العملات الرقمية إلى الانخفاض بعدما علقت واحدة من أكبر بورصات تداول "بتكوين" في اليابان عمليات السحب، مما دفع العملة الافتراضية الأبرز إلى التراجع دون 10500 دولار.

وخلال تعاملات أمس، هبطت "بتكوين" بنسبة 6.95 في المئة إلى 10362 دولاراً. وانخفضت "إثريوم" بنسبة 4.90 في المئة إلى 1003 دولارات، وعمقت "الريبل" خسائرها إلى 12.45 في المئة لتسجل 1.15 دولار، فيما تراجعت "بتكوين كاش" بنسبة 7.15 في المئة إلى 1520 دولاراً.

Ad

وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية إلى 509 مليارات دولار، أي أقل بما يناهز 50 مليار دولار عما كانت عليه في بداية تعاملات أمس، بحسب بيانات "كوين ماركت كاب".

وقالت بورصة "كوين تشك"، التي تتخذ من طوكيو مقراً لها، في سلسلة تغريدات صباح أمس، إنها علقت جميع عمليات السحب، وأوقفت التداول على كل العملات الرقمية باستثناء "بتكوين".

وحملت الأيام القليلة الماضية صدمات متتالية لسوق العملات الإلكترونية كبدتها خسائر حادة وعنيفة، وذلك بداية من تصريحات كوريا الجنوبية قبل أيام إلى تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا أمس الأول.

مما يشير إلى محطات قاسية خلال عام 2018 تضعها في مأزق كبير.

وقبل أيام أعلنت كوريا الجنوبية اتجاهها لإقرار إجراءات تهدف إلى التشديد على تعاملات العملات الرقمية الإلكترونية، إذ قررت منع استخدام الحسابات البنكية مجهولة الهوية في شراء وبيع العملات الإلكترونية، وهو تحرك متوقع على نطاق واسع في واحدة من أسواق "بيتكوين" الأكثر شعبية في العالم.

كما أعلنت أنها ستمنع تداول العملات الإلكترونية عبر استخدام حسابات بنكية مجهولة الهوية بدءاً من 30 يناير الجاري.

وتعتبر كوريا الجنوبية مركزاً لتداول العملات الرقمية، إذ يقال إنها تمثل 20 في المئة من معاملات بيتكوين العالمية، لكنها تتبنى حالياً قواعد جديدة تستهدف تجارة العملات الافتراضية، وتقضي على أنشطة غسل الأموال.

في السياق نفسه، تعهدت رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، بالنظر في فرض قيود على عملة "بيتكوين" بعد تزايد المخاوف بشأن استخدام العملات الإلكترونية في أنشطة غير مشروعة.

وطالبت في تصريحات على هامش مؤتمر "دافوس" الاقتصادي، بضرورة النظر بشكل جاد في مجال سوق العملات الإلكترونية مثل "بيتكوين".

وأكدت أنه قد تكون هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء ضد العملات الافتراضية بسبب الطريقة التي يتم استخدامها بها تحديداً، خاصة من قبل المجرمين.

وأوضحت أن استخدام عملة "بيتكوين" تطور بشكل متزايد، لذا فإن المملكة المتحدة في حاجة للنظر بشأن استخدامها.

وفي كندا، قال رئيس البنك المركزي، ستيفن بلوز، إن تداولات عملة "بيتكوين" لا تتجاوز مغامرة غير محسوبة، مشيراً إلى أنه يبحث عن تشريعات لتنظيم تداول العملات الإلكترونية.

وأضاف أن جميع مستثمري العملات الإلكترونية يجب أن يكونوا حذرين، مشيراً إلى أن العملات الإلكترونية ليست أصولاً.

وتابع: أنه غير متأكد ما هي حقيقة العملات الإلكترونية لكنها ليست أصولاً لها قيمة يمكن تحليلها، مشيراً إلى أنه في حالة انهيار العملات الإلكترونية فلن يكون لديها آثار على الاقتصاد العالمي.

وأوضح أنه ليس لديه شك بضرورة وضع لوائح تنظيمية بشأن العملات الإلكترونية من أجل حماية المستهلك، لكننا حريصون على عدم خنق الابتكار.

وبذلك، تنضم كندا وبريطانيا إلى الصين وكوريا الجنوبية والعديد من الأنظمة العالمية في التضييق على معاملات العملات الإلكترونية بعد ارتفاعاتها الكبيرة.

ومنذ بداية العام الحالي، فقدت العملات الإلكترونية من قيمتها السوقية أكثر من 156 مليار دولار بنسبة خسائر تقدر بنحو 22 في المئة بعدما تراجعت من مستوى 712 مليار دولار في بداية العام إلى نحو 556 مليار دولار خلال تعاملات أمس. ورغم قوة انتشار عملة "بيتكوين" لكن أول تصنيف للعملات الإلكترونية حمل مفاجأة كبيرة مفادها أن عملة "إيثريوم" تفوقت على "بيتكوين" في التصنيف.