إيران تطالب أوروبا بـ «معاملة كوبا» تفادياً لعقوبات واشنطن
الأوروبيون أبلغوا ظريف عجزهم وحتمية إخضاع برنامج الصواريخ للتفاوض
مع تكثيف الولايات المتحدة ضغوطها على الدول الأوروبية لإصلاح «عيوب الاتفاق النووي الإيراني»، أكدت مصادر دبلوماسية لـ»الجريدة» أن طهران تسعى للحصول على معاملة مثيلة لتلك التي أقرتها دول القارة العجوز تجاه كوبا، لتفادي العقوبات الأميركية التي فرضت على هافانا والشركات والمؤسسات الدولية التي تتعامل معها.وأفادت مصادر أوروبية بأن الإيرانيين طلبوا من مسؤولين أوروبيين تفعيل قانون قديم وضعوه عندما فرضت واشنطن عقوبات كوبا، ينص على عدم سريان القوانين الأميركية الداخلية على شركات ومصارف ومؤسسات الدول الأوروبية.واستنادا إلى القانون استطاعت معظم الشركات والمصارف والمؤسسات الأوروبية التعامل مع كوبا رغم العقوبات الأميركية. وهو الأمر الذي ترغب طهران في الاستفادة منه، سعيا لقطع الطريق على عرقلة أميركية محتملة للصفقات الضخمة، التي أبرمت بينها وبين شركات أوروبية، عقب توقيع الاتفاق النووي الذي تهدد إدارة الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب منه.
وذكرت المصادر أن الأوروبيين طلبوا من الإيرانيين الجلوس على طاولة المفاوضات مجددا، لمناقشة ملف برنامج التسلح الصاروخي المثير للقلق، إضافة إلى بحث ملف سياسة طهران في المنطقة إرضاء للولايات المتحدة، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الإيرانيين.وعرض الإيرانيون عوضا عن ذلك بحث تلك المشاركة في مباحثات أوسع تشمل كل دول المنطقة لحل مشاكل الإقليم تحت رعاية أوروبية. وأضافت أن الإيرانيين برروا برنامج تطوير الصواريخ البالستية، ومد النفوذ الإيراني في المنطقة باعتباره «ردا على سباق تسلح بدأته دول عربية مجاورة لإيران تحاول توسيع نفوذها على حسابها». وأشارت المصادر إلى أنهم طالبوا بأن تشمل أي مفاوضات مستقبلية موضوع الأسلحة المتطورة التي تتسلمها الدول العربية المجاورة والبرنامج النووي الإسرائيلي وحل قضية فلسطين.ووصفت اللقاء الأخير بين ظريف ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا بـ«السلبي جدا»، حيث أخطر ظريف بأن أوروبا تتمسك بـ«الاتفاق النووي»، لكنها لا تستطيع أن تخاطر بفرض تعامل المصارف والشركات الأوروبية مع طهران، لما لديها من استثمارات وتعاملات مع الولايات المتحدة.وطالب الوزراء ظريف بضرورة إبداء المرونة تجاه مخاوف المجتمع الدولي والدول الجارة، باعتبار أن سياسات طهران الإقليمية وبرنامج تسلحها أحد أسباب التوتر والاضطراب في المنطقة.وأكدت المصادر أن الأوروبيين طلبوا من الوزير الإيراني مناقشة الموضوع مع الجهات العليا في بلاده، وعزوا سبب إلغاء ظريف مشاركته في مؤتمر «دافوس» العالمي بسويسرا إلى أنه كان غاضبا من الكلام الذي سمعه من نظرائه الأوروبيين.إلى ذلك، أكد ممثل الطائفة اليهودية في البرلمان الإيراني، سيامك مره صدق، أن برنامج التسلح الصاروخي الإيراني غير قابل للتفاوض، داعيا إلى منع أي مسؤول دولي من دخول إيران، يدعي انه قدم للتفاوض بشأن البرنامج النووي.