علمت "الجريدة" من مصدر مطلع، أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، المكلف بالعمليات الخارجية، اللواء قاسم سليماني، زار روسيا قبل 3 أسابيع، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين سراً، في إطار مباحثات «محور أستانة» بين تركيا وروسيا وإيران، كانت تهدف إلى حسم الأزمة السورية عسكرياً، إذا فشل مؤتمر سوتشي، المقرر في روسيا نهاية الشهر الجاري، وأيضاً لاستباق دعم أميركي واسع للأكراد.

وقال المصدر، إن قادة عسكريين روساً حضروا الاجتماع، الذي تم خلاله بحث موضوع مؤتمر سوتشي، والقدرات العسكرية على الأرض في سورية، للقيام بحسم عسكري كامل للأزمة لمصلحة الرئيس بشار الأسد، إذا فشل المؤتمر المقرر نهاية الجاري.

Ad

وحسب المصدر، وعد سليماني بتأمين القوات العسكرية التي تحتاج إليها عمليات برية كهذه، موضحاً أن بوتين، الذي كان يتفاوض بالتوازي مع الأتراك، أبلغ سليماني أنهم مستعدون للمشاركة في هذه العملية، لكن بشكل مستقل.

ووفق أحد مساعدي سليماني، فإن موسكو وطهران وأنقرة اتفقت، في إطار مخطط الحسم العسكري، أن تتولى تركيا ضرب أكراد سورية حتى لا يتحول الأمر إلى مواجهة إيرانية - أميركية، أو روسية - أميركية.

وأضاف أن الاتفاق نص على أن تنطلق العملية بعد مؤتمر سوتشي، لكن تركيا استعجلت الهجوم، مؤكدة حصولها على معلومات عن تسلم الأكراد أسلحة نوعية من الأميركيين من بينها صواريخ مضادة للدبابات والطائرات، بالإضافة إلى إرسال مزيد من الجنود الأميركيين إلى شمال سورية، في إطار سعي واشنطن إلى تأسيس قوة عسكرية تتولى تأمين المثلث الحدودي العراقي - السوري - التركي.

وأكد أن تركيا أبلغت سفيري موسكو وإيران نيتها شن الهجوم، لكنها لم تنتظر الرد، وبادرت فوراً إلى إطلاق عملية "غصن الزيتون"، مشيراً إلى أن السلطات السورية الموالية لنظام الأسد طلبت ضمانات لخروج الأتراك من عفرين مستقبلاً، وعندما لم تقتنع بالطرح التركي رفضت العملية من الأساس.

ولفت المصدر إلى أن روسيا كانت تصر، خلال المباحثات، على إدخال تركيا بالكامل في التحالف الروسي - الإيراني - السوري، بهدف إحداث شرخ في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لكن طهران ودمشق تحفظتا عن الأمر، وأبدتا تخوفاً من انقلاب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

من جهة أخرى، بحث بوتين وسليماني الخلاف الروسي- الإيراني على تقاسم بعض جوانب عملية "إعادة الإعمار" في سورية، والذي بلغ أوجه بتصريح لعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى قال فيه، إنه لولا إيران لما تمكن الروس من فعل شيء في سورية.