افتتحت جمعية السدو الحرفية معرضا بعنوان "السدو في مخيلة الحداثة"، بالتعاون مع الفنان سامي محمد، في بيت السدو. وحضر المعرض، الذي يأتي ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقاتفي الـ24، جمع من السفراء وممثلي الهيئات الدبلوماسية، كما حضر العديد من ضيوف وأصدقاء جمعية السدو الحرفية.
وهذه المناسبة جاءت برعاية وحضور الرئيسة الفخرية لجمعية السدو الحرفية الشيخة ألطاف سالم العلي، التي قالت: "المعرض تحية للفنان سامي محمد، وتجربته في بيت السدو منذ ثلاثين سنة، ففي عام 1988 تم التعاون مع سامي، خصوصا أن الفنان استلهم السدو في كثير من أعماله، فطلبتُ منه لو نترجم هذه التصاميم المستوحاة من موروث ثقافي فني إلى منسوجات، وكانت تجربة جميلة جدا، وغنية فنيا وثقافيا. فكرة إحياء وتقدير لهذه التجربة التي مرَّ عليها 30 عاما، فقمنا بتنظيم هذا المعرض".وأضافت: "الفنان سامي محمد قام بعمل اللوغو لبيت السدو، وأثمِّن هذا التعاون".من ناحية أخرى، أشادت الشيخة ألطاف بمنسقة البرنامج في بيت السدو مريم مدني، وقالت: "هذه فكرتها، وإعدادها وتنسيقها للمعرض، وهذا جهد أعتز به من الشباب في تقديرهم لهذا الموروث". وأوضحت أن المعرض ضمن برنامج بدأ منذ ثلاث سنوات بعنوان "سدي"، وهو عبارة عن التصميم الفني المعاصر للسدو، لافتة إلى أنه خلال ثلاث سنوات قاموا بتنظيم معارض مع فنانين شباب من عدة اتجاهات فنية.
المنحنيات
بدوره، قال الفنان سامي محمد إن المعرض عن السدو، وليس له علاقة بإنجازات قام بها، بعدها تحدث عن تجربته مع السدو: "بعد بحثي الدؤوب في جوانب الفن المختلفة، وتطلعي العميق في معطياته، أنجرت أعمالا كثيرة، ورغم تنوعها دارت جميعها حول عنصرين مهمين، هما: الخط واللون، وأسميت هذه المجموعة من الأعمال (المنحنيات)، ومنها اتجهت إلى الموروث الشعبي الكويتي، وبالأخص فن السدو، مستوحيا من نقوشه المثلثات، ثم ربطتها بالمنحنيات، حيث إن خطوط المنحنيات إذا تقاطعت مع بعضها شكلت مثلثاث ومربعات".وتابع: "بما أن فن السدو يعتمد كليا على شكل المثلثات متساوية الأضلاع في تشكيلاته الفنية، فقد قمت بمزاوجة تجربتي السابقة (المنحنيات)، مع نقوش السدو، ووضعتها في قالب فني جديد، أطلقت عليه اسم (مثلثات السدو)". وأضاف: "عندما ينهكني التعب الجسدي والصراع النفسي لإيجاد حلول ومعالجات فنية مقنعة لمعاناة الإنسان والضغوط التي يشعر بها لتجسيدها بعمل نحتي مميَّز، أتجه إلى مأوى لأريح به نفسي، فلا أجد سوى ذلك المكان الفني المليء بالعطاء للعقل والمخيلة، الملاذ الذي أعود إليه دوما، وهو تلك المحطات... محطات اللون والخط و(مثلثات السدو)".وأوضح سامي: "30 عاما وأنا أشتغل في السدو، وهو كمحطة أرتاح فيها نفسيا عن القلق الذي أحمله على أكتافي لقضية الإنسان ومعاناته".30 سنة
تعاون محمد مع ناسجات في بيت السدو المحترفات، ليحيي رؤيته الفنية، وبعدما قامت الناسجات بتحويل تصاميمه إلى قطع ملموسة، تم عرضها في معرض "اتجاهات وتصاميم حديثة لفن السدو" بمتحف الكويت الوطني عام 1989. وكان الهدف من هذا المشروع هو تطوير وتعزيز مفاهيم الفن والحرفية. ويصادف عام 2018 مرور 30 سنة على هذه التجربة الفنية الثقافية الهادفة إلى حفظ وتطوير الموروث الثقافي الفني وإعادة تأقلمه في الإطار المعاصر. ولا يزال الفنانون والباحثون يستوحون من هذه التجربة حتى يومنا هذا، فهم يؤمنون بأن الفنون التقليدية تحتاج إلى تطوير للبقاء على قيد الحياة، وقد تعاون الكثير منهم لتحقيق ذلك.مبادرة «سدي»
تمثل المنسوجات، من ملابس ومفروشات، الاحتياجات الأساسية للفرد والمجتمع في كل المناسبات البسيطة منها إلى الأكثر أهمية وفخامة. والنسيج بقصصه الثقافية والفنية والوجدانية قوي في المعنى والتعبير، لذا فهو يقدم مساحة واسعة للدراسة والتفكير والإبداع. وفي هذا الصدد، ظهرت "سدي"، وهي مبادرة الجمعية التعاونية الحرفية للسدو للفن في أواخر الثمانينيات، حيث تم التعاون مع الفنان الكويتي سامي محمد، لعمل تصاميم عصرية وحديثه للسدو. بعد ذلك، قامت ناسجات بيت السدو المحترفات بتطبيق تلك التصاميم، وتحويلها إلى قطع نسيج متميزة. وقد كانت هذه التجربة رائعة وغنية؛ فنيا وثقافيا وإنتاجيا. كما مهدت الطريق للكثير من المحاولات والتجارب المشابهة، منها مع مجموعة نقاط، والفنان بدر المنصور، ومنال الضويان، إضافة إلى فنانين ومهتمين بالموروث الشعبي والفن.وتعمل مبادرة "سدي" على تشجيع الفنانين والملتحقين، وتوفير سبل البحث في مجال المنسوجات التقليدية والموروث الشعبي الكويتي ودراسة أساليبها ومدلولاتها، سعيا لإعادة التفكير والتفسير لمفاهيم التقاليد والابتكار في مجال الفنون عامة، والمنسوجات خاصة، وهدفهم الأساسي تنمية الموروث الشعبي وحرفة النسيج التقليدية.وتضمَّن المعرض 18 لوحة فنية وقطعتين من المنحوتات، كما تم عرض 5 قطع سدو تم صنعها بواسطة ناسجات جمعية السدو، بالتعاون مع الفنان سامي محمد، ويستمر حتى 29 يناير. وسيحتوي المعرض على حوار تديره د. زهراء علي مع الفنان سامي محمد ود. يعقوب الكندري، للحديث عن خبراتهما وأفكارهما حول تراث السدو.