بعد إعلان مماثل للأكراد، أعلنت المعارضة السورية، أمس، مقاطعتها لمؤتمر سوتشي في روسيا أواخر الشهر الجاري، وذلك إثر مناقشات شاقة مع المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا في اجتماع فيينا المنعقد برعاية الامم المتحدة.

ويعقد مؤتمر سوتشي بمبادرة من روسيا وبدعم من تركيا وايران، وتعتبر مشاركة هيئة التفاوض السورية المعارضة فيه عاملا حاسما لإنجاحه.

Ad

وكتبت هيئة التفاوض السورية المعارضة على حسابها الرسمي على "تويتر": "هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية تعلن مقاطعتها مؤتمر سوتشي الذي دعت اليه روسيا في 29 و30 من الشهر الجاري".

وكتب رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات هيئة التفاوض السورية، أحمد رمضان على حسابه على "تويتر": "هيئة التفاوض السورية تقرر عدم المشاركة في سوتشي"، وأضاف: "روسيا فشلت في تسويق المؤتمر".

وكان اربعون فصيلا معارضا، هي ابرز الفصائل المقاتلة والمكونة لهيئة التفاوض، اعلنوا الشهر الماضي رفضهم المشاركة في هذا المؤتمر، فيما رحبت دمشق بانعقاده.

جاء ذلك، بينما أعلن ديميستورا، أمس الأول، انتهاء أعمال مؤتمر جنيف الذي عقدت جولته الاخيرة في فيينا.

وأمس أعلن متحدث باسم ديميستورا أن الأخير سيحضر المؤتمر.

من ناحيته، ذكر رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، قدري جميل، أن تصويت الهيئة التفاوضية الموحدة بشأن حضور مؤتمر سوتشي لم يتوج باتخاذ قرار نهائي.

وفي تغريدة منشورة على حسابه في "تويتر"، أشار جميل إلى أن 10 من أصل أعضاء الهيئة الـ34 المشاركين في التصويت أعربوا أمس الاول عن دعمهم للذهاب إلى المؤتمر، مقابل 24 رفضوا.

وأوضح رئيس منصة موسكو أن نسبة الترجيح المتفق عليها لتبني قرار بشأن حضور مؤتمر سوتشي من عدمه هي 26 من 36 صوتا، وذلك يعني أن القرار النهائي لم يحسم بعد.

وأكدت الخارجية الروسية، أمس، أن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سيعقد في موعده المقرر، مشددة على أن رفض وفد هيئة المفاوضات السورية المعارض المشاركة فيه لن يؤثر على انعقاده.

وفي المقابل، توعدت القاعدة العسكرية الروسية في حميميم بمحافظة اللاذقية على الساحل السوري المعارضة السورية بإجراءات على الأرض، بعد رفضها المشاركة في مؤتمر سوتشي.

وقال المتحدث باسم القاعدة أليكسندر إيفانوف، عبر صفحات تابعة للقاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، إن "إعلان المعارضة السورية امتناعها عن حضور مؤتمر سوتشي ستكون له تبعات عديدة على الأرض".

وأضاف أن "تأخر مسار العملية السياسية لن يكون في مصلحة المعارضة السورية بأي شكل من الأشكال"، مضيفا: "بالطبع لايزال لدينا الكثير من العمل للقضاء على التنظيمات المتطرفة في سورية".

وقال مصدر دبلوماسي غربي "بالنسبة الى الروس، فإن فشل سوتشي سيكون كارثيا، لأن ذلك يعني أن روسيا عاجزة عن تحويل انتصارها العسكري الى انتصار سياسي". وقال مصدر دبلوماسي غربي آخر "حان الوقت لتحزم روسيا أمرها اذا كانت تريد بالفعل إنقاذ سوتشي".

وقال المحلل هايد هايد، من مركز شاتام هاوس البريطاني إن روسيا "لا تبدو راغبة بالفعل في ممارسة ما يكفي من الضغط على النظام في سورية".

غصن الزيتون

من جهة أخرى، أعلنت الميليشيات السورية الموالية والممولة من تركيا والمشاركة في غرفة عمليات "غصن الزيتون"، أمس، سيطرتها على عدة نقاط غرب منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد، في ريف حلب الشمالي الغربي.

وقال قائد عسكري في غرفة عمليات غصن الزيتون إن "الجيش السوري الحر سيطر على قرية علي بيسكي، وتمكن من قتل 6 عناصر وأسر عنصر لوحدات حماية الشعب الكردي إثر اشتباكات استمرت أكثر من 6 ساعات بين الجانبين، انتهت بسيطرة المعارضة على القرية".

وأضاف أنه تمت السيطرة على النقطة 740 ومعسكر التدريب في ناحية راجو قرب مدينة عفرين، مؤكدا أن فصائل المعارضة بدأت أمس عملية القصف المدفعي على منطقة منبج في ريف حلب الشمالي تمهيدا لاقتحامها.

في المقابل، قالت مصادر كردية انها كبدت الميليشيات السورية العاملة لمصلحة تركيا خسائر كبيرة.

الى ذلك، دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، الولايات المتحدة، إلى الانسحاب الفوري من منطقة منبج شمال سورية.

وقال أوغلو، في تصريح صحافي، إن تركيا "تريد أن ترى خطوات ملموسة تتعلق بوقف تزويد التنظيمات الإرهابية (الكردية) بالسلاح، وعلى واشنطن قطع علاقتها بالتنظيم الإرهابي الكردي". وقالت الرئاسة التركية إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأنها لن تزود "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية بأي أسلحة أخرى.

وأشارت الرئاسة، في بيان، إلى أن اتصالا هاتفيا جرى بين إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي، وإتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي الأميركي أمس الأول، وإن مكماستر أكد خلاله أن الولايات المتحدة لن تزود وحدات حماية الشعب بالسلاح بعد الآن.

من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، لأنصاره في "قوجة ايلي" قرب إسطنبول مستخدماً مصطلحاً محبباً لدى الجنود الأتراك: "صغيري محمد يزحف إلى عفرين. بمشيئة الله سيزحف إلى إدلب".

وكان إردوغان، هدد أمس الأول، أن قواته ستتحرك شرقا باتجاه الحدود مع العراق، وهي خطوة قد تعني مواجهة محتملة مع القوات الأميركية المتحالفة مع الأكراد. إلا أن مصادر أميركية وصفت التصريحات التركية باليائسة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، إنها "ترصد بدقة الأسلحة التي تصل إلى وحدات حماية الشعب، وإنها ستواصل المناقشات مع تركيا"، بعدما حثت أنقرة واشنطن على إنهاء دعمها للوحدات أو المخاطرة بمواجهة القوات التركية على الأرض في سورية.