* هل تتوقع حدوث انفراجة في أزمة سد النهضة خلال زيارة الرئيس السيسي إلى إثيوبيا؟

- المؤشرات تتجه إلى عدم حدوث أي تطور، خاصة بعد فشل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى القاهرة، الشهر الجاري، في ظل رفضهم دخول «البنك الدولي» في مفاوضات سد النهضة، ولا أرى أي مبرر لهذا الرفض سوى استمرار التعنت الإثيوبي، خاصة أن البنك جهة محايدة ولديه ترسانة من الخبراء والفنيين، الذين يستطيعون إعداد دراسات على درجة عالية من الدقة والموضوعية للتوصل إلى حل للقضايا الخلافية، والحقيقة أن جوانب الخلاف كثيرة جدا، مقارنة بما تم الاتفاق عليه.

Ad

* هل يعني ذلك أن الأمور وصلت إلى طريق مسدود؟

- الأمور من الناحية الفنية وصلت إلى طريق مسدود، منذ أبريل الماضي، وحاولنا خلال الفترة الماضية دفع هذا المسار دون جدوى، إلى أن اقتنعت القوى السياسية بضرورة حدوث تدخل سياسي، لأننا كأعضاء في اللجنة الوطنية لتقييم آثار السد لم يكن بأيدينا التنازل عن أي شيء في الجوانب الفنية التي لدينا قناعة تامة بأهميتها، فيما يتعلق بقواعد الملء والتشغيل، والتأثيرات على مصر، لاسيما التأثير على المياه الجوفية، وبالتالي احتمالات حدوث تملح شديد في شمال الدلتا.

* ما حجم الأضرار التي ستلحق بمصر إذا أصرت إثيوبيا على موقفها؟

- الأضرار المتوقعة تتوقف على حجم الفيضانات، فالمتوسط العام للفيضانات يصل إلى 84 مليار متر مكعب لكل من مصر والسودان، أما إذا جاءت فيضانات منخفضة فستحدث مجاعة شديدة، مثل التي حدثت في إفريقيا خلال الثمانينيات، كما سيمتد ذلك إلى توليد الكهرباء نتيجة انخفاض منسوب المياه في السد العالي، مما سيؤثر على قطاع الصناعة، إضافة إلى التأثير السلبي على الزراعة، ولذلك الآثار ستكون وخيمة إذا أصرت إثيوبيا على طريقة التخزين التي تريد اتباعها في سد النهضة، لأن هذا التخزين سيؤدي إلى حجب نحو 33 مليار متر مكعب من حصة مصر الحالية البالغة 55.5 مليارا.

* هل تمتلك مصر بدائل لتقليل حجم الآثار السلبية الناتجة عن سد النهضة؟

- في ظل التعنت الإثيوبي الحالي، فإن البدائل تبدو محدودة جداً على المدى القصير، أما على المدى الطويل فيجب حدوث عملية تغيير شامل للبنية الاقتصادية الزراعية، من خلال تقليل حجم الاعتماد على المياه، وهذا يتطلب وقتا طويلا، إضافة إلى تغيير بنية الاقتصاد الوطني التي تساهم فيه الزراعة حالياً بنسبة 13 في المئة.

* ما تفسيرك لموقف السودان المنحاز لإثيوبيا؟

- موقف السودان يفسره استفادته الكبيرة من بناء سد النهضة، لأنه سيحول الأراضي المحيطة بالنيل الأزرق من الحياض إلى ري دائم، مما سيؤدي إلى جذب استثمارات خليجية ضخمة للسودان، كما ستسفيد من زيادة توليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى وجود خط للربط الكهربائي بين السودان وإثيوبيا.

* كيف يمكن لمصر الخروج من هذا المأزق؟

- تستطيع مصر ممارسة ضغوط دولية على إثيوبيا من خلال علاقتها القوية بالصين والعديد من الدول ذات التأثير على المستوى الدولي، كما أن مصر لها ثقل سواء على المستويين الإقليمي أو الدولي.