قبل 24 ساعة من موعد إغلاق «الهيئة الوطنية للانتخابات»، باب تلقي طلبات التقدم للترشح للانتخابات، المقرر عقد أولى جولاتها منتصف مارس المقبل، يتجه الماراثون الانتخابي لأن يكون استفتاء على شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ لم يتقدم أحد، حتى أمس، للترشح، بعد رفض حزب «الوفد» الدفع برئيسه السيد البدوي لمنافسة السيسي.وبحسب الجدول الزمني، الذي حددته «الوطنية للانتخابات»، من المقرر أن يغلق باب تلقي طلبات الترشح اليوم الاثنين 29 يناير، كما تغلق مكاتب الشهر العقاري أبوابها أمام المواطنين الراغبين في تحرير توكيلات تأييد للمرشحين، عصر اليوم، فيما أغلقت الهيئة الوطنية باب التقدم بطلبات إجراء الكشف الطبي يوم الجمعة الماضي.
من جانبه، أعلن المتحدث الرسمي باسم الهيئة، المستشار محمود الشريف، أن عدد التوكيلات التي حررت لتأييد المرشحين تجاوزت 1100000 توكيل تحمل أسماء 26 مرشحاً محتملاً، مشيراً إلى أن الهيئة سمحت لـ 44 منظمة مصرية بمراقبة الانتخابات إلى جانب 4 منظمات دولية.مكتب الحملة الانتخابية للرئيس السيسي، أعلن أمس، أن إدارته تسعى إلى وجود تعددية في السباق الرئاسي المقبل، وأنهم ليسوا مسؤولين عن تغيّب المرشحين، وقال المتحدث باسم حملة السيسي، محمد أبوشقة: «لا شك أننا نرغب في وجود حالة من التعددية في الانتخابات التي هي شكل من أشكال الديمقراطية التي ترسخ لها الإدارة المصرية»، وأضاف: «من الناحية القانونية المجردة، فإن الدستور احتاط لهذا الوضع ووضع النصوص، التي تعالج وجود مرشح وحيد والساحة مفتوحة أمام الجميع ولسنا مسؤولين عن غياب المرشحين».الفقيه الدستوري، عصام الإسلامبولي قال لـ«الجريدة»: «وفقاً للمادة 36 من قانون الانتخابات الرئاسية 2014، سيتم الاقتراع ويعلن فوز الرئيس إذا ما حصل على 5% من إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين، وإذا لم يحصل على هذه النسبة ستعلن لجنة الانتخابات الرئاسية فتح باب الترشح لانتخابات أخرى خلال خمسة عشر يوماً».
تأييد السيسي
إلى ذلك، وبينما قررت الهيئة العليا لحزب «الوفد»، تأييد انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيساً فترة ثانية، في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها الدولة، طالب بيان الحزب جموع الناخبين من المصريين بضرورة الاحتشاد أمام صناديق الانتخاب، لأنها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن إرادة الشعب.بدوره، قال نائب رئيس حزب «الوفد» حسين منصور، لـ«الجريدة»: «الدولة تمتلك حلولاً كثيرة منها إرجاء الانتخابات مدة عام إلى حين تأهيل جو ديمقراطي وتنافسي، بدلاً من المطالبة المفاجئة من الأحزاب بالنزول كديكور»، كاشفاً عن محاولات إقناع النائب مصطفى بكري بخوض الانتخابات.إلى ذلك، أعلن حزبا «النور» السلفي و«التجمع» اليساري تأييد السيسي فترة رئاسية ثانية، علمت «الجريدة» من مصدر داخل الحملة الرسمية للسيسي، أنها ستعقد اليوم الاثنين، مؤتمراً للإعلان رسمياً عن انطلاقها وطرح خطة العمل في المرحلة المقبلة.وتابع: «المؤتمر سيُعقد داخل أحد فنادق التجمع الأول في القاهرة الجديدة»، ولفت المصدر إلى أن الحملة ستستعرض جميع التفاصيل على اللجان المختلفة سواء الاقتصادية أو السياسية.في السياق، انتقدت شخصيات عامة، بينها المستشار هشام جنينة، والمرشح الأسبق للانتخابات الرئاسية، الإسلامي عبدالمنعم أبوالفتوح، ومستشار رئيس الجمهورية الأسبق عصام حجي، الأجواء المحيطة بالماراثون الرئاسي، وقالوا في بيان أصدروه الأحد، «النظام اتخذ جملة من الإجراءات الأمنية والإدارية التي تمنع أية منافسة نزيهة له في الانتخابات الرئاسية».معارضة ومقاطعة
في المقابل، أعلنت «الحركة المدنية الديمقراطية»، ائتلاف يضم 5 أحزاب سياسية وعدداً من الشخصيات العامة، تنظيم مؤتمر صحافي غداً في مقر حزب «تيار الكرامة»، لتحديد موقفها من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبحسب مصادر من داخل تلك الأحزاب، فإنها تتجه إلى مقاطعة التصويت الانتخابي.الأمين العام لحزب «تيار الكرامة»، محمد البسيوني، قال لـ»الجريدة»: «الاتجاه العام داخل الحركة المدنية هو المقاطعة»، مشيراً إلى أن الأمر لم يتخذ به قرار حتى الآن، لكن سيعلن القرار النهائي غداً، فيما قال رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، مدحت الزاهد، إن المؤشرات العامة تتجه إلى رفض التصويت، بعدما ضيق النظام على الأحزاب المدنية والمرشحين المحتملين للرئاسة بل وحبس بعضهم.بدوره، أكد المرشح الرئاسي المحتمل محمود رمضان، أنه مستمر في استكمال أوراق ترشحه، وإنه قام بجمع نحو 18 ألف توكيل، مشيراً أنه أنهى إجراءات استكمال الكشف الطبي، متفائلاً بقدرته على جمع بقية التوكيلات (7 آلاف توكيل)، قبل إغلاق باب الترشح اليوم.وأضاف رمضان، لـ «الجريدة»: «ليست هناك شخصيات عامة أو أحزاب تدعمني، لكن أنصاري هم المدافعون عن لقمة العيش»، نافياً انحيازه لأي تيار سياسي.