قدّم د. مصلح النجار لكتاب «روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة» بكلمة ركّز فيها على الأسباب التي دفعته إلى اختيار هذا الكتاب، ومما جاء فيها: «قبل قرابة أربعة عقود وقع كتاب «روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة» بين يديّ للمرة الأولى، وكان ذلك في مكتبة والدي العامرة بالكتب النقدية والتي تولي اهتماماً خاصاً بالنقد اللبناني. شدّني هذا الكتاب، وأنا بعد طفل، ولعل ذلك بسبب الرسوم الرائعة التي تزيّن صفحاته، بريشة أربعة من الفنانين، تصور عشرات الأدباء والساسة العرب والعالميين. وظلّ الكتاب يستحوذ على إعجابي. وبعد سنوات طويلة، حانت سنة التفرغ للبحث العلمي في أثناء عملي بالجامعة الهاشميّة، وصار لزاماً عليّ أن اختار بحثاً لهذه الغاية. فقضيتها في الجامعة الأميركية في الأردن، مختاراً كتاب «روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة» ليكون موضوع بحثي، نظراً إلى القيمة العظيمة التي يتسم بها هذا الكتاب في مجال الأدب المقارن، ونقد الأدب الحديث على قلة الدراسات المقارنة آنذاك في مطلع أربعينيات القرن العشرين، واعتقاداً بأهميّة المعلومات التي ضمّها بين دفتيه، وهي معلومات تبهر القارئ بنوعها وكمّها. منها ما يتعلّق بشخصيّة أبي شبكة الإشكاليّة، ومنها ما له علاقة وثيقة بروح عصر الأنوار والحركة الرومانتيكية، وبرؤية الكاتب ذاته لمرحلتي النهضة والتنوير العربيين، ودورهما في تشكيل الحداثة العربية».
الياس أبو شبكة
ولد الياس أبو شبكة عام 1903 في بروفيدانس بالولايات المتحدة، خلال إقامة العائلة فيها، وما لبثت الأخيرة أن عادت إلى لبنان وهو في عامه الأول. دخل إلى مدرسة عينطورة وتلقى علومه فيها لغاية الحرب العالمية الأولى، وتميزت شخصيته بالتمرد. شكّل عام 1914 مفصلاً مهماً في حياته، إذ اغتيل والده في مصر، فتأثر وأدى ذلك إلى ظهور موهبته الشعرية للمرة الأولى، خصوصاً أنه اضطر إلى العمل والتوقف عن الدراسة لإعالة أسرته، فخاض مجال التدريس وكتابة المقالات والترجمة، ثم أصدر دواوين شعرية وكتباً منوعة بلغت نحو أربعين. وتوفي سنة 1947. من دواوينه: «القيثارة» (1926)، «والمريض الصامت» (1928)، و«أفاعي الفردوس» (1938)، و«الألحان» (1941)، و«نداء القلب» (1944)، و«إلى الأبد» (1945)، و«غلواء» (1945). وفي مجال النثر: «طاقات زهور» (1927)، و«العمال الصالحون» (1927)، و«الرسوم» (1931)، و«روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة» (1945). وترجماته: «جوسلين»، و«سقوط ملاك» للامارتين، و«بول وفرجيني»، و«الكوخ الهندي» لبرنردين دو سان بيار، و«البخيل»، و«الثري النبيل»، و«مريض الوهم»، و«الطبيب رغما عنه» لموليير.