المتحدثون في «المنارة الثقافية»: الشاعر الراحل فهد بورسلي أثرى الساحة الشعرية... وقصائده عالقة في الوجدان

نشر في 30-01-2018
آخر تحديث 30-01-2018 | 00:05
بورسلي والرومي والحمد وعبدالله خلال الأمسية
بورسلي والرومي والحمد وعبدالله خلال الأمسية
أجمع المشاركون في المنارة الثقافية للشاعر فهد بورسلي على أهمية دور الشاعر الراحل في تسليط الضوء على قضايا مجتمعه، من خلال قصائد باللهجة العامية رسخت في وجدان المتلقي، فقد أكد الشاعر بدر بورسلي أن الراحل كان بمنزلة جريدة يومية تتضمن حكايات أهل الكويت في تلك الفترة، معتبراً إياه تنويرياً مناصراً للعلم والنور، في حين قالت د. نورية الرومي إن من يقرأ شعر الراحل تتراءى له صور الكويت القدمية ببساطتها وحلاوتها وعذوبتها وفنونها وعدم التعقيد، مقارنة بالتكتم والانغلاق الذي نحن بصدده حالياً.
احتفى مهرجان القرين الثقافي الـ24 في مكتبة الكويت الوطنية مساء أمس الأول بالشاعر الكويتي الراحل فهد بورسلي، وأكد المشاركون في المنارة الثقافية أنه أحد أعمدة المشهد الثقافي بالكويت، وأثرى الساحة الشعرية الكويتية، وقدم قصائد متميزة باللهجة العامية مازالت عالقة في الوجدان.

قدمت منارة شاعر الكويت الشعبي فهد بورسلي الإعلامية أمل عبدالله، وشارك فيها الشاعر بدر بورسلي، واستعرضت خلالها د. نورية الرومي أستاذة النقد الأدبي في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت دراسة تحليلية عن حياة الراحل وقصائده على مدار حياته، مركزة على شعر الغزل في قصائده، في حين تحدث الكاتب الروائي حمد الحمد، مؤلف كتاب «فهد بورسلي شاعر الكويت الشعبي ورحلة الإبداع والتمرد والمعاناة» عن تاريخ الشاعر وحياته ومسيرته الشعرية.

المشهد الغنائي

وكانت بداية الأمسية مع فيلم تسجيلي عن حياة الراحل، وعرج خلالها الباحث في التراث الكويتي فهد السريع والأديب والشاعر خالد بورسلي، على حياة الشاعر وأبرز المحطات في مشواره الإبداعي.

وتخلل الفيلم بعض إسهامات المحتفى به في المشهد الغنائي من أعمال مميزة ترجمتها أصوات الرعيل الأول من المطربين بمشاعر وأحاسيس صادقة.

من جانبه، أدلى الشاعر القدير بدر بورسلي بشاهدته في حق الراحل الذي تعلم منه كقريب وإنسان وكويتي أصيل أحب بلده ولهجته وثقافته وتراثه، وظل متمسكا باللهجة العامية.

وقال إن الراحل كان بمنزلة جريدة يومية للمحيطين به، إذ كان يتناول الارتباطات اليومية والأزمات في عهده بقوالب شعرية، مثل أزمة المياه والكهرباء والتموين وقضايا تعليم المرأة، مضيفا أن الشاعر بورسلي كان تنويريا مناصرا للعلم والنور.

وزاد: «لم أشعر بفهد بورسلي كشاعر، ومدى تأثيره الجميل على شخصي وأهل الكويت، إلا بعد أن بدأت أحضر له، وأعتبر نفسي محظوظاً بأن يكون لدي خال اسمه فهد بورسلي، الذي تميز بين جميع أفراد الأسرة رغم موهبتهم جميعا، غير أن حضوره كان مختلفا، واتسم طبعه بالهدوء، والحرص على مراقبة ما يدور حوله».

الارتباط بالمكان

وأشار بدر إلى ارتباط الراحل فهد بمسقط رأسه، ورفضه الانتقال من المرقاب، واحتفاظه بطباعه وعاداته، مضيفا: «أول ما بدأت، كتبت سامرية، وحينها اتهمني أحد الشعراء بسرقتها من خالي فهد، والحقيقة أنني لم أتأثر بالراحل كشاعر، بل تأثرت به كإنسان شديد التواضع والحب لأسرته، وتعلمت منه أن أكون شديد الحب لعائلتي، فقد كان متعلقا بالكويت ويعشقها، وأنا كذلك».

وتابع: «فهد سيبقى ما بقيت الكويت، والكويت باقية دائما، فهو مرآة صادقة لنا وللآباء والأجداد، ويكفي أننا نستذكر هذا الرجل الإنسان الهادئ الطبع الشديد النقد الصادق القوي في الحق، واختلفت الآراء فيه وهذه سنة الحياة، ولكننا نجتمع كلنا على الشاعر فهد بورسلي».

وقدم الشاعر القدير في ختام كلمته الشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الاهتمام بتخليد ذكرى الراحل فهد بورسلي.

شاعر مظلوم

من جانبها، قدمت أستاذة النقد الأدبي في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت د. نورية الرومي دراسة تحليلية لحياة الراحل وقصائده على مدار حياته، مركزة على شعر الغزل في قصائده.

وقالت الرومي، في مستهل كلمتها: «نحتفي اليوم بذكرى شاعر ظلم إعلاميا على مدار سنوات، ورغم ضيق الوقت حاولت أن أكتب عن رجل متشعب على مستويات مختلفة، وقضاياه مهمة تلامس المجتمع، ففهد سرمدي بشعره، وإذا ذكر اسمه نستدعي المفردة الكويتية الصحيحة لأهل منطقة شرق».

وأضافت: «من يقرأ شعر فهد بورسلي تتراءى له صور الكويت القديمة ببساطتها وحلاوتها وعذوبتها وفنونها وعدم التعقيد، مقارنة بالتكتم والانغلاق الذي نحن بصدده حاليا»، مشيرة إلى أن ديوان فهد جمع بعد رحيله، وعكفت عليه نجلته سمية، وسبقه ديوان آخر لم يظهر للنور، وظل حبيس الأدراج».

الغزل في شعره

وأشارت الرومي إلى محطات مهمة في مشوار الراحل شكلت قوام شخصيته الشعرية لاسيما الجانب الفني، وكيف عبر عن قضاياه، لافتة إلى أن المكان لعب في قصائد بورسلي دورا مهما، إذ حدد الشاعر فيها المنطقة التي عاش بها وهي «شرق».

وتطرقت إلى استخدام الشاعر الراحل شعر الاخوانيات «الرسائل الشعرية»، التي انتشرت في التراث الشعري العربي، وتحديدا في الشعر العباسي، إذ اهتم بورسلي بوصف الصداقة والشكوى من انقطاع الصلة واختلاف المواعيد.

وتوقفت الرومي عند الغزل في شعر فهد بورسلي، الذي شغل حيزا من ذهن الشاعر وتملكه، واحتل مساحة كبيرة في قصائد ديوانه، مبينة أن «المتأمل لقصائده الغزلية يلمس التداخل بينها وبين فنون أخرى كالوصف والشكوى وغيرهما، إذ يصعب على الدارس أن يفك هذا الارتباط بينهما».

من جانبه، استعرض الروائي حمد الحمد، مؤلف كتاب «فهد بورسلي شاعر الكويت الشعبي ورحلة الإبداع والتمرد والمعاناة»، تاريخ الشاعر وحياته ومسيرته الشعرية.

وبدأ الحمد من تكوين وبدايات فهد بورسلي ونقطة الانطلاق إلى بحر الشعر عندما هجا الراحل، في أحد الأيام، اثنين من أبناء الحي ببيت من الشعر، مما كان مؤشرا أوليا إلى موهبته الشعرية، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز عشر سنوات.

وقال إن الشاعر بورسلي كانت له علاقة طيبة مع الوجهاء وأعيان البلد وذوي السلطة الذين كانوا يستمعون إليه ويرددون قصائده.

يذكر أن الراحل يعد أحد أعلام الشعر الكويتي، وأول شاعر يكتب ويلقي قصائده باللهجة الكويتية الحضرية وتحديدا لهجة أهل «شرق»، في وقت كان الشعراء يميلون إلى استخدام اللهجة البدوية، وله العديد من القصائد المغناة، وخصوصا في اللون السامري.

الحفل الهندي

أقيمت في مركز اليرموك الثقافي أمسية الموسيقى الهندية، بعنوان «جوغالباندي»، وقدمها المايسترو ديلشاد خان والمايسترو انوبراتا شاترجي وبانديت انيندو شاترجي، الذين قدموا مجموعة من الألحان والاغاني الرائعة وسط تفاعل الحضور الذي عاش أجواء من المتعة والإثارة.

يذكر أن ديلشاد خان من الاسماء المعروفة في عالم بوليوود الموسيقي، وعزف اكثر من ٥٠٠ أغنية لأفلام مشهورة مثل «دافيداس، محبتين، نامستي لندن، غوزاريش» والكثير من الالحان والاغاني المعروفة.

مسرحية «نهيق الأسود»

قدمت فرقة المسرح الكويتي مسرحية «نهيق الأسود»، من تأليف مشعل الموسى، وإخراج عبد المحسن القفاص، على خشبة مسرح الدسمة.

تناقش المسرحية مواضيع مختلفة، من بينها الدجل، والنفاق، والنصب، والاحتيال، وغيرها، وتدور أحداثها حول سقاء الفريج الذي لديه حمار أزعج دائما أهل الفريج بنهيقه، حتى صار الجميع يشتكون منه، وفي يوم من الأيام سمع أهل الفريج صوت ذئب يصدر عن الحمار، فحاول السقاء أن يبرر لهم أن الصوت ليس من حماره، ولم يصدقوه، أما في اليوم الثاني فخرج صوت زئير أسد، فخاف أهل الفريج من السقاء، وعملوا له ألف حساب، فذبحوا الحمار، وفي النهاية يخرج الراوي ليفسر بعض الامور التي ربما غابت عن المشاهد، ومنها ان اللذين كانا يصدران الاصوات هما الضابط ومساعده لإثارة الرعب بين اهل الفريج.

وشارك في بطولة المسرحية مجموعة من الفنانين هم: محمد الطاحون، ومحمد عاشور، ومشعل العيدان، وفهد الخياط، وشملان المجيبل، ومصطفى محمود، وشاركتهم مجموعة متميزة من الممثلين الشباب بينهم: خالد وليد العبيد، ويوسف حبيب، وسعد القدير، وعبدالله المؤمن، وجاسم مراد، وفيصل الجمعان، وعبدالله العلوي.

يذكر أن ديكور المسرحية لمحمد الربيعان، والإضاءة لعبدالله النصار، والموسيقى والمؤثرات لعبدالعزيز القديري، والمكياج لمناير النيباري، ومدير الإنتاج عبدالله فريد، ومساعد المخرج حسين بهمن، والإشراف الفني سامي بلال والإشراف العام عبدالرحمن السلمان.

بدر بورسلي: تعلمت منه الارتباط بالمكان وحب الكويت

نورية الرومي: الراحل قامة شعرية وقصائده تلامس المجتمع
back to top