سوق المباركية...المنسي!
يبدو أن تعامل الحكومة مع سوق المباركية لم يختلف عن غيره من قضايا البلد التي يقف عندها المسؤولون، إما بالعجز أو اللا مبالاة، وأقصى ما يمكنهم فعله هو الوعود كإبر تخدير وتأجيل للحلول حتى ينسى الناس المشكلة وتتحول إلى أمر واقع.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
هذا الحزن منبعه الزيادة الخيالية في أسعار المحال التجارية التي أثارت موجة غضب عاصفة قبل نحو سنة، وانتهت بإضراب عام أصيب السوق بسببه بشلل تام، ولم ترجع الأمور إلى نصابها إلا بعد تصريح من سمو رئيس مجلس الوزراء بأن قيمة الإيجارات التي تضاعفت نحو عشر مرات لبعض المتاجر لن يسمح بها.لكن يبدو أن تعامل الحكومة مع سوق المباركية لم يختلف عن غيره من قضايا البلد التي يقف عندها المسؤولون، إما بالعجز أو اللا مبالاة، وأقصى ما يمكنهم فعله هو الوعود كإبر تخدير وتأجيل للحلول حتى ينسى الناس المشكلة وتتحول إلى أمر واقع، وكسبت الحكومة وقتها كالعادة إشادة يبدو أنها لم تكن مستحقة على الإطلاق.ومن خلال تبادل الحديث مع بعض أصحاب المحلات التجارية، فقد أجمعوا بأن المشكلة ما زالت قائمة، والحكومة لم تحرك ساكناً إلى الآن، وقد لجأ 550 من المستأجرين من أصل 600 محل تجاري بدءاً ببسطات الخضار وانتهاءً بالمعارض الرئيسة الكبيرة إلى القضاء، حيث يودعون إيجاراتهم الشهرية، في حين يبقى مستقبلهم طي المجهول.الحسرة في تجربة سوق المباركية أن هذا المعلم التاريخي وأيقونة الكويت لم يسلم من الضياع بين الخصخصة من جهة وإهمال الحكومة واستسلامها من جهة أخرى، في تناقض كبير، وإن من يرى أجواء الزينة الوطنية يتوقع أن الحكومة ستضع رمزية وعراقة المباركية في عيونها، ولكن من يرى حقيقة ما خلف الكواليس يعرف أن الحكومة وضعت بلا شك هذا السوق الشعبي والتاريخي في بطون المتنفذين!