«مسار سوتشي» ينطلق بتعثر ويركز على دستور جديد لسورية

● نتنياهو في موسكو لضمان مصالح إسرائيل في المؤتمر
● قصف تركي على «سد 17 نيسان» ومخاوف من إغراق عفرين

نشر في 30-01-2018
آخر تحديث 30-01-2018 | 00:03
لافتات ضخمة تدعو للسلام بين  السوريين علقت على مطار سوتشي
لافتات ضخمة تدعو للسلام بين السوريين علقت على مطار سوتشي
وصلت أمس، الوفود المشاركة في مؤتمر الحوار السوري إلى منتجع سوتشي البحري في روسيا عشية اجتماع، لا تعلق عليه آمال كبيرة، في ظل غياب أبرز الأطراف المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وشبه مقاطعة من واشنطن وفرنسا.

وعلقت يافطات عملاقة تتمنى «السلام للشعب السوري» في مطار «سوتشي» الذي وصل إليه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان ديميستورا.

لكن رفض هيئة التفاوض السورية، التي تمثل أبرز مجموعات المعارضة، كذلك الأكراد المشاركة في المؤتمر، بدّد الآمال بحصول تقدم ملموس. وهذا يؤكد كما يبدو بعد أيام على فشل محادثات فيينا التي جرت تحت إشراف الأمم المتحدة، المأزق، الذي وصلت إليه التسوية السياسية لهذا النزاع، الذي أوقع أكثر من 340 ألف قتيل منذ 2011. وأعلنت روسيا، الدولة الراعية لهذا الاجتماع مع إيران وتركيا، أنها دعت أكثر من 1600 شخص لكن 350 فقط منهم ينتظر حضورهم إلى هذا المنتجع الواقع على ضفة البحر الأسود. ويهدف مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي تنظمه موسكو، الحليفة السياسية والعسكري للرئيس السوري، إلى جمع ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية لتحديد دستور جديد للبلاد وهو موضوع كان محور المحادثات غير المثمرة، التي جرت الخميس والجمعة في فيينا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس، إن هذا المقاطعة «تدل على أن إحراز تقدم فوري غير مرجح كثيراً بخصوص التسوية السياسية في سورية».

وقال «وحده العمل بصبر وبشكل تدريجي وبدقة يمكن أن يؤدي إلى إحراز تقدم» مضيفاً «في هذا الاتجاه، سيشكل مؤتمر سوتشي خطوة مهمة جداً وجوهرية في هذا الاتجاه».

وإذ أكد الممثل الخاص لرئيس روسيا ألكسندر لافرينتيف، أن الأكراد سيشاركون على أساس فردي، أوضح أن الوثائق النهائية للمؤتمر سوف تقدم إلى الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن مهمة المؤتمر تتمثل في إطلاق عملية إعداد دستور سوري جديد بتم عرضه على الحكومة والمعارضة الداخلية والخارجية والمسلحة.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن وثائق رسمية أن ديميستورا سيرأس لجنة دستورية جديدة ستتشكل في نهاية المحادثات.

ووفق لافرينتيف، سيتم تشكيل مجلس رئاسة للمؤتمر، ولجنة عليا، ولجنة تنظمية و3 لجان أخرى، بما فيها الدستورية. وسيلقي الكلمة الافتتاحية اليوم رئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد غسان القلاع.

ملفات نتنياهو

في هذه الأثناء، وفي زيارة قال مراقبون، إن هدفها في هذا التوقيت ضمان مصالح إسرائيل في مؤتمر سوتشي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس، إنه سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ملف سورية ودور إيران العسكري فيها.

وقال نتنياهو، أثناء مغادرته لموسكو، «نلتقي بين الحين والآخر بهدف ضمان التنسيق العسكري، الذي يجري بين جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الجيش الروسي العاملة في سورية وهذا كلل بالنجاح حتى اليوم ومن المهم أن يستمر هذا النجاح»، مضيفاً أنه سيبحث مع بوتين «المحاولات الإيرانية غير المتوقفة للتموضع عسكرياً في سورية»، مشدداً على أن إسرائيل ترفض ذلك بشدة وتعمل ضده كما ترفض محاولات إيران لصناعة صواريخ دقيقة في لبنان.

ميدانياً، حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، من تسبب القصف التركي المستمر لسد «17 نيسان» أو ما يعرف بسد «ميدانكي» في إغراق منطقة عفرين في ريف حلب، متحدثاً عن « فشل عملية غصن الزيتون في طرد وحدات حماية الشعب الكردية» المدعومة أميركياً منها. واتهم المرصد القوات التركية بأنها تقصف بطائراتها منذ منتصف ليل الأحدـ الاثنين أماكن في محيط السد، الواقع على بعد نحو 12 كلم إلى الشمال من مدينة عفرين، ما أسفر عن أضرار مادية به، موضحاً أن المخاوف تزايدت بسبب استهدفته للمرة الثالثة خلال 10 أيام. ويعمل السد على حجز الفيضانات الناتجة عن هطول الأمطار وتجمع المياه، ويحمي المناطق الزراعية الواقعة خلفه. ويؤمن أكثر من 15 مليون متر مكعب من المياه سنوياً لمدينتي إعزاز وعفرين، حيث يعيش أكثر من 190 ألف نسمة. وفي إدلب، أكد المرصد مقتل 33 مدنياً على الأقل جراء غارات لقوات النظام استهدفت بلدات عدة في في ريف المحافظة الشرقي بينها سوقاً للخضار في مدينة سراقب ومستشفاها العام.

back to top