انفلتت الأمور من عقالها بعد تسريب شريط مصوّر لوزير الخارجية اللبناني رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يصف فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«البلطجي»، بعدما حملت عطلة نهاية الأسبوع الماضي مؤشّرات إلى احتمال معالجة أزمة «مرسوم الأقدمية».

ويبدو في الشريط المسرب الوزير باسيل وهو يقف في كنيسة بلدة محمرش (قضاء البترون)، أمس الأول، مخاطباً جمعاً من الناس. واتهم باسيل بري بمنع المغتربين الشيعة من المشاركة في مؤتمر للطاقة الاغترابية في إفريقيا، معتبراً ان «رئيس المجلس هدد هؤلاء المغتربين». وقال باسيل: «هيدا مش رئيس مجلس، هيدا بلطجي»، مضيفاً: «حلّها نحنا نكسرلو راسو ومش هوي يكسرلنا راسنا».

Ad

وعلى الفور أطلق مناصرو حركة «أمل» حملة ضد باسيل على مواقع التواصل وسجلت دعوات للاعتصام الاحتجاجي ضد كلامه.

وفور انتشار الشريط المصور على مواقع التواصل الاجتماعي، قال باسيل في تصريح لصحيفة الأخبار: «أعرب عن أسفي لما سرّب من كلام لي في الإعلام أتى في لقاء مغلق في بلدة بترونية بعيداً عن وسائل الإعلام، لا سيما أنه خارج عن أدبياتنا وأسلوبنا في الكلام، وقد أتى نتيجة المناخ السائد في اللقاء؛ مهما تعرّضنا له فإننا لا نرضى الانزلاق بأخلاقيّاتنا».

حسن خليل

وأشعلت التسجيلات المسربة للوزير باسيل المواقف السياسية خصوصاً لدى نواب وقياديي حركة «أمل». وأتى الرد الأول من وزير المال علي حسن خليل، الذي غرّد قائلاً: «إذا كان هناك من يسمع فليسمع أن صهره المفضل قليل الأدب ووضيع وكلامه ليس تسريباً، بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين أقزام السياسة، الذين يتصورون أنهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعاً بينهم». وأضاف: «مع المسّ بالرئيس بري سقطت كل الحدود التي كان يضعها أمامنا لفضح الكل في تاريخهم وإجرامهم والقتل والصفقات والمتاجرة بعنوان الطائفية. ولنا بعد الآن كلام آخر».

«الشيعي الأعلى»

وحذر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمس، من «النهج المتّبع في إثارة الأجواء الطائفية والمذهبية وتناول الرمز الوطني الكبير دولة الرئيس نبيه بري الحريص دوماً على الوحدة الوطنية وحفظ المؤسسات والضامن للاستقرار والعيش المشترك، فهذا الاستهداف يطال كل هذه العناوين ويأخذ البلاد إلى فتنة داخلية لأهداف شخصية»، مُحمّلاً «العهد مسؤولية هذا النهج المستنكر والمدان، وهو مطالب بإعادة الأمور إلى نصابها ووضع حد لهذا الاستهتار واللامسؤولية في إدارة شؤون الدولة في أخطر مرحلة يمر بها لبنان».

زعيتر

وردّ وزير الزراعة غازي زعيتر على كلام باسيل عبر حسابه الخاص على «تويتر» بالقول: «باسم من تنطق يا جبران باسيل في الخفاء وتعتدي على أصحاب الكرامات وعلى اللبنانيين؟!. وأضاف: «وأسفك اليوم، وبعد أقل من 24 ساعة على تفوّهك بما تراجعت عنه، لهو خير دليل على انزلاقك الأخلاقي - الخارج عن الأدبيات – وعلى أنَّ الرئيس برِّي هو أكبر بكثير من أن يتعرَّض له أمثالك ممَّن يريدون أخذ البلد إلى مواجهات لا يرغب فيها أحد، لأن غايتها التعطيل والتعطيل ثم التعطيل». كما علّق عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس، على كلام باسيل، قائلاً: «باسيل ولد بحاجة إلى تربية وعلى معلمه أن يربيه». وأضاف في تغريدة له على «تويتر» أمس «من يتطاول على الرئيس نبيه بري هو قزم».

بزي

وهاجم عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي، أمس، باسيل في تغريدة على حسابه الخاص عبر «تويتر»، قائلاً: «وبالجرم المشهود … متلبّس بالصوت والصورة… بذاءة، نذالة، وانحطاط… وسموم طائفية».

وأضاف: «لم يصل العمالقة الى نعل حذاء قامة دولة الرئيس نبيه بري …. فكيف بالأقزام وصعاليك الحقد والتطرف والفتنة». بزي ارفق تغريدته بهاشتاغ تصدر موقع «تويتر» في الساعات الأخيرة وهو «#البلطجي_جبران».

فنيانوس

كما زار وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس رئيس مجلس النواب بمنزله في عين التينة، في خطوة تعبر عن التضامن معه. وأكّد فنيانوس بعد اللقاء أن «الكلام الذي قيل لا يقال عن أي شخص في لبنان، فكيف عن قامة مثل الرئيس بري الذي لطالما سارع إلى الدعوة للحوار»، داعياً باسيل إلى الاعتذار من اللبنانيين عن «كلامه الخطير». وختم: «لا مجال للمبادرات بعد كلام باسيل».

حركة «أمل»

وعقدت هيئة الرئاسة في حركة «أمل»، أمس، اجتماعاً طارئاً برئاسة نائب الرئيس هيثم جمعه. واعتبرت في بيان أن «ما جرى تداوله من كلام صادر عن رئيس التيار الوطني الحر يحمل أبعاداً خطيرة تهدد وحدة البلد واستقراره وأمنه، وهي دعوة مفتوحة الى فتنة ستأخذ في طريقها كل ما أنجز على مستوى البلد، وتذكرنا بحروب التحرير والإلغاء المشؤومة، التي جلبت للبنان الدمار والويلات».

ودعت الهيئة «من يعنيهم الأمر إلى كبح الرؤوس الحامية والواهمة وتدارك الأمور قبل فوات الأوان».

كلودين عون روكز

وغرّدت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز (ابنة رئيس الجمهورية)، أمس، عبر حسابها الخاص على «تويتر»، قائلة: «لو كل كلام المجالس الخاصة بينّشر كانت الحرب ولعت من زمان... الأذى المقصود بالتسريب وبالنشر المكثف وبالاستغلال لازم يخلينا كلنا أوعى وننتبه من يللي عم يتحضر».

«كتائبية» وراء تسريب فيديو باسيل

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، صوراً لفتاة تدعى ريمي شديد، قيل، إنها المسؤولة عن تسريب الفيديو لوزير الخارجية جبران باسيل، الذي انتقد فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري. كما جرى تداول بعض الصور، التي تظهر انتماء شديد إلى حزب «الكتائب اللبنانية» بعد العثور على صور تجمعها برئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل وعضو كتلة «الكتائب» البرلمانية النائب سامر سعادة.

تغريدة جدلية لـ NBN: هل المقصود حزب الله؟

نشر الحساب الرسمي لقناة الـNBN على موقع تويتر تغريدة صادمة، تضمنت رداً على صورة مسيئة لرئيس مجلس النواب نبيه بري نشرها أحد ناشطي «حزب الله».

وعلّق الحساب على الصورة بـ: «ما حدا يفكر جبران تمادى لأنو قوي. لأ هوي شاف كم بوست من اخواتنا عم بهيصولو ويصقفولو قام تمادى». إلا أنّ الصفحة عادت وحذفت التغريدة على الفور.

سفارة لبنان في أبيدجان: «بالروح بالدم نفديك يا نبيه»

نشر مغردون عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، مقطع فيديو قيل أنه لاعتصام في أبيدجان، قبل أيام من الموعد الرسمي لمؤتمر الطاقة الاغترابية المقرر عقده في مدينة أبيدجان العاجية. ويظهر في الفيديو عدد من الأشخاص وهم يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا نبيه» داخل السفارة اللبنانية في أبيدجان.

نجل وزير المال: رئيس الجمهورية «عميل»!

غرّد حسن خليل نجل وزير المال علي حسن خليل عبر صفحته الخاصة على «تويتر»، مساء أمس الأول، تعليقاً على الفيديو المسرب لوزير الخارجية جبران باسيل، قائلاً: «ملعون هذا الزمن الذي قبلنا فيه بالعميل ميشال عون رئيساً للبنان المقاوم».

قبيسي: باسيل يورط المسيحيين

تساءل عضو كتلة «التحرير والتنمية» ​هاني قبيسي:​ «هل يمكن لدولة تحترم ذاتها أن تعيّن وزيراً للخارجية مجنوناً وحاقداً وطائفياً؟»، مضيفا أن جبران باسيل «يورّط ​المسيحيين في أمور لا أساس لها من الصحة». وأكد أن «خطاب باسيل لا علاقة له بالمسيحيين ولا بالمسيح، بل يسعى للسيطرة على السلطة وعلى قرارات البلد، وكأنّه الحاكم بأمر الله».