فجّرت تسريبات لوزير الخارجية اللبناني، رئيس التيار الوطني الحر (مسيحي)، جبران باسيل، يسيء فيها إلى رئيس مجلس النواب، زعيم حركة «أمل» (شيعية) نبيه بري، الشارع اللبناني، المحتقن أصلاً قبل أشهر من انتخابات نيابية هي الأولى منذ 2009.

وفي خضم الأزمة المتواصلة بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبري، والتي وصلت شظاياها إلى الدستور واتفاق الطائف، جاء التسريب الذي يصف فيه باسيل، خلال إحدى جولاته الانتخابية، بري بأنه «بلطجي»، ليصب الزيت على النار.

Ad

ومنذ انتشار التسريب مساء أمس الأول، اندلعت حرب ضروس على مواقع التواصل، شنها أنصار بري، واتخذ بعض جوانبها طابعاً طائفياً، واستكملت أمس، وخصوصاً بعد ظهور تسجيل آخر لباسيل يقول فيه: «حلنا نكسرلو راسو لبري»، في حملة منظمة من جانب أنصار «أمل» لقطع الطرقات في عدة أماكن بالعاصمة بيروت والمناطق.

وأقدم عدد من مناصري الحركة على محاصرة مركز لـ«التيار الوطني» (العوني) في منطقة ميرنا الشالوحي التي تسكنها أغلبية مسيحية، وأطلقوا النار في الهواء قبل أن تتدخل المخابرات لإنهاء الشغب.

ومنذ مساء أمس الأول، شن نواب حركة أمل ووزراؤها هجوماً لاذعا على باسيل، إذ أتى الرد الأول من وزير المال علي حسن خليل، الذي وصف التسريبات بأنها «نعيق الطائفيين»، وباسيل بأنه من «أقزام السياسة».

أما عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس، فقال: «باسيل ولد بحاجة إلى تربية، وعلى معلمه أن يربيه»، في حين وصف عضو الكتلة النائب علي بزي تصريحات باسيل بأنها «بذاءة نذالة وانحطاط وسموم طائفية».

ولم تخل تصريحات مسؤولي «أمل» من «غمز ولمز» تجاه رئيس الجمهورية ميشال عون، مطالبين إياه بضبط «صهره».

وأوحى زوار بري، أمس، ومن بينهم وزير الداخلية نهاد المشنوق، بأن رئيس مجلس النواب يريد أن يبادر باسيل إلى اعتذار عبر وسائل الإعلام.

من جانبه، رفض «حزب الله»، في بيان، تصريحات «الإساءة للرئيس بري من أي طرف كان»، مشيراً إلى أن «هذه اللغة لا تبني دولة، ولا تأتي بإصلاح، وندعو إلى المسارعة بالمعالجة بأعلى درجة من الحكمة والمسؤولية».