يكرّم فيلم Ferdinand، الذي أخرجه كارلوس سالدانا، روح الثور فرديناند المسالمة. لكن هذه القصة الناعمة مُلئت بخليط الأنيمايشن النموذجي من الحركة المجنونة، والحيوانات التي لا تنفك تسدي النصائح، والفكاهة التي ترتكز على شكل الجسم، ووفاة الوالدين، ومطاردات سيارات، ومباريات رقص، وموسيقى شعبية. نتيجة لذلك، يفتقر الفيلم إلى البساطة والأناقة.لإطالة هذه القصة وتحويلها إلى فيلم سينمائي، منح فريق الكتّاب البطل نشأة مأساوية. هرب هذا الثور الشاب اللطيف من مزرعته بعدما اختير والده للمشاركة في مصارعة ثيران ولم يعد. وهكذا انتهى به المطاف إلى منزل مُزارع أزهار، حيث أوته ابنته نينا (ليلي داي). وكبرت الفتاة والثور في جو من الألفة والتناغم التام.
لكن فرديناند (جون سينا) يصبح كبيراً جداً وعنيداً، ملحقاً الضرر بنفسه. وعندما يخرّب مهرجاناً للزهور، يُنقل إلى المزرعة، حيث يلتقي مجدداً أصدقاء الطفولة. يروح هؤلاء يتجادلون ويتنافسون كي يختارهم مصارع الثيران إل-بريميرو (ميغال أنخيل سيلفستر). إلا أن فرديناند يُعتبر الأوفر حظاً لأن حجمه الضخم وتصرفاته الخرقاء تجعله يبدو شرساً. ولكن حين تدرك الثيران أنها ستُرسَل إلى {المسلخ} إن لم تبلِ بلاء حسناً، تشتعل بينها ثورة وتخطط للهرب بمساعدة ثلاثة قنافذ واسعة الحيلة ومعزاة جريئة (كايت ماكينون).
رسائل مدوية
رغم هذا الجنون كله وتدفق الشخصيات التي لا تنفك تزداد غرابة (يبدو ثلاثي أحصنة ليبيزان غريباً حقاً)، فإن فيلم {فرديناند} يحتوي على بعض الرسائل المدوية عن تفضيل الرقة والمحبة على المنافسة والعنف، وعن تفادي الحكم على المكتوب من عنوانه. يعود أكبر جزء من نضال فرديناند إلى رغبته في التحرر من نظام الرجولة العنيفة حيث لا سبيل إلى الخلاص إلا بالقتال. يُعتبر عنيفاً ومخيفاً بسبب مظهره، إلا أنه يقاوم هذا التصنيف النمطي، وخصوصاً عندما ينزل إلى حلبة المصارعة وهو لا يفكر إلا في التوقف لتنشق رائحة الأزهار.لا يحاول فيلم {فرديناند} إظهار بعض تفاصيل الثقافة الإسبانية، التي تمنح الثور مكانة خاصة، أو علاقة هذا الحيوان بالإنسان في هذه الثقافة، من مصارعة الثيران إلى سباق الثيران.دعابات مميزة
يضمّ الفيلم عدداً من الدعابات المميزة التي يفهمها البالغون فحسب (مجموعة مشاهد كاملة عن {الثور في متجر للخزف}). ومع أداء سينا الصوتي المميز، تشع روح فرديناند. لكن الأجزاء الأخرى من القصة تُنسى بسرعة.