استضافت منصة تكوين للكتابة الإبداعية الروائي سعود السنعوسي، في ندوة أقيمت بمركز جابر الأحمد الثقافي، بعنوان "قراءة من رواية حمام الدار وحوار مفتوح".

أدارت الحوار الروائية بثينة العيسى، التي قالت في تقديمها للندوة: "في (حمام الدار) قرأنا عالما مقفلا، يبدأ في البيت، وينتهي في البحر، كل شخصياته مشروع غياب، تنسل خفيفة من نسيج الحكاية، وتترك ثقوبا في القلب. رواية كابوسية، وإن لم تمتلئ بالوحوش والصراخ، إلا أن لها تلك الطبيعة الحلمية التي تراوح في لحظة واحدة لا يحدث فيها أي شيء، كابوس الإنسان الحديث الذي يستوحش في الوجود، ويكابد الفقد غيابا بعد آخر".

Ad

وأضافت: "(حمام الدار) محطة جديدة في رحلة مفارقة لكاتب ينجح في كل مرة بأن يجيء مختلفا، وأن يهزم التوقعات، يتصارع مع جمهوره، وتاريخ نجاحاته الحافل، لكي ينتصر لحقه، في أن يكتب كما يريد هو، لا كما أرادوا له، ولا كما اعتادوا منه".

تجربة مختلفة

من جانبه، قال السنعوسي: "في (حمام الدار) أحببت أن أغيِّر، وتصوَّرت أنه حينما أبتعد عن القضايا الاجتماعية، سأكتب نصا مريحا، لكنه لم يكن مريحا، كان أصعب أيضا. وكتجربة كتابة، كان أصعب من (فئران أمي حصة)، و(ساق البامبو)، ففي (ساق البامبو) كان هناك نوع من الضغط، وفي (فئران أمي حصة) أنا خائف وموجوع من كل الأحداث التي تعصف بنا، والطائفية تحديدا، والقارئ الذي يقرأها في خمسة أيام أو أسبوع يعلق بأن الرواية أتعبته، لكن أنا كنت يوميا خلال سنتين وتسعة شهور لدي أموات وتفجيرات".

حكاية بسيطة

وأضاف السنعوسي: "في رواية (حمام الدار) الحكاية جاءت بسيطة جدا، لكن كانت هناك عناية وجهد مضاعف في شكل النص"، مشيرا إلى أنه فضَّل أن يبتعد في كتابته للنص عن هموم المجتمع.

ووجهت العيسى كلمة للسنعوسي: "أنت متهم بالتقصير مع القارئ الكويتي، وأنك قليل الظهور محليا، لكنك موجود في كل العالم"، فقال: "أنا أظهر عندما يوجد لدي شيء أقوله، واليوم بعد أربع أو خمس سنوات لا أستطيع أن التفت إلى سعود قبل خمس سنوات، فأنا أخاف الكلمة، والكلمة المكتوبة مريحة، وظهوري الزائد لن يضيف لي وللقارئ". وأوضح أنه في الكويت يظهر مع مجموعات القراءة، لكن دون تغطية إعلامية، ويناقش الكتب التي ألَّفها، "ومن سنة لسنة أكتب بمواقع التواصل الاجتماعي".

من ناحية أخرى، يعتقد السنعوسي أنه حقق رواجا كبيرا؛ محليا وخارج الكويت: "لا أستطيع القول إن هذا نجاح، وأي شخص ممكن أن يكون رائجا، والأمر ليس صعبا".