تحت رعاية وحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد توج القادسية بلقب النسخة الـ25 لكأس سموه لكرة القدم، بتجاوزه الكويت بركلات الترجيح 5/6، في المباراة التي جمعت بينهما مساء أمس على استاد جابر الدولي، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لكل فريق.

وبهذا الفوز يعود القادسية إلى منصات التتويج التي احتكرها فريق الكويت في الموسم الماضي.

Ad

وشهدت المباراة تبايناً في الأداء على مدار الأشواط الأربعة، حيث حقق الكويت الأفضلية في الشوط الاول لينجح في تحقيق التقدم بهدف حميد ميدو، وفي الشوط الثاني تسلم القادسية السيطرة ليدرك التعادل عبر البديل سيلفا، وفي الشوطين الإضافيين استمر الحال على ما هو عليه، مع أفضلية للأصفر.

أحكم الكويت سيطرته على شوط المباراة الأول، بفضل تقارب خطوطه الثلاثة، وتفوق وسط ملعبه عبر طلال الفاضل، ومحمد كمارا، وحميدو ميدو، وفهد العنزي، كما شكل هجوم الأبيض المكون من الأردني بهاء فيصل، والإيفواري جمعة سعيد إرباكاً كبيراً لدفاع الأصفر، كما نجح دفاع الفريق في تغذية الخطوط الأمامية بالصورة المطلوبة، والقضاء على خطورة هجوم القادسية.

وبدا جليا تركيز الأبيض العالي، والالتزام بتعليمات الجهاز الفني بقيادة عبدالله أبوزمع، سواء بالتمرير الطويل لاستغلال سرعة بهاء فيصل، ومهارة جمعة سعيد، او بالتمرير القصير لخلخلة دفاعات القادسية.

في المقابل ابتعد القادسية عن خطورته، ولم تظهر فعالية وسط الملعب، حيث اكتفى رضا هاني، وعبدالله ماوي بمحاولات لإيقاف تقدم الأبيض، في حين غاب بصورة كبيرة محمد الفهد، وأحمد الرياحي، ولم تظهر خطورة الإيفواري لاسانا ديابي، وغلبت الفردية على أداء بدر المطوع، الذي بالغ كثيرا في النزول الى الخلف، للقيام بدور صانع الألعاب، وتحمل دفاع القادسية المرتبك مهمة ايقاف خطورة الأبيض التي لم تتوقف عبر الشوط الأول.

ولم تفلح محاولات مدرب الأصفر الكرواتي داليبور لتصحيح الأوضاع في صفوف فريقه، في ظل ابتعاد الغالبية عن مستواهم المعهود.

هدف ملعوب

وترجم الأبيض تفوقه في شوط الأول بهدف لحميدو ميدو في الدقيقة 31، بعد جملة متقنة بدأت بتمريرة طولية عالية عبر حسين حاكم من وسط الملعب، لجمعة سعيد على حدود منطقة الجزاء، هيأها لميدو القادم من الخلف، والذي سددها لا تصد ولا ترد في أعلى الزاوية العليا للحارس مبارك الحربي، لتعانق الشباك معلنة تقدم الابيض.

بعدها حاول القادسية ادراك التعادل، لكن تفوق الكويت استمر، في ظل ابتعاد وسط ملعب الاصفر عن مستواه بصورة كبيرة.

ومن ركلة حرة مباشرة كاد الأصفر يدرك التعادل، إذ أرسل المطوع كرة خلف المدافعين لتصل لديابي الذي سددها، ليردها الحارس القلاف.

محاولات للعودة

حاول القادسية العودة مبكراً في الشوط الثاني، حيث عمد مدرب الفريق داليبور إلى الدفع بسيف الحشان، ومحمد خليل على حساب رضا هاني، ولاسانا ديابي، مع إجراء تدوير في مراكز اللاعبين، عبر الاستعانة بأحمد الرياحي في المقدمة إلى جوار بدر المطوع، مع منح الحشان، ومحمد الفهد حرية الحركة لخلخلة دفاعات الأبيض.

وأسفرت تبديلات الأصفر عن ظهوره بصورة أفضل على صعيد السيطرة على مجريات المباراة، وأتيحت للاعبيه أكثر من فرصة للتواجد في منطقة الخطورة بملعب الكويت، لكن التسرع، حال دون الوصول إلى شباك الأبيض.

في المقابل، ركن الكويت الى الدفاع بشكل مبالغ فيه من وسط الملعب، والاعتماد على الهجمات المرتدة، وأبقى مدرب الفريق أبوزمع توليفة الشوط الأول من دون تبديل.

وفي أول ظهور فعال لهجوم القادسية، كاد حارس الكويت حميد القلاف ان يكلف فريقه غاليا عندما اخفق في التصدي لتسديدة مساعد ندا من ركلة حرة مباشرة، لترتد إلى محمد الفهد، وأحمد الرياحي ليسددها الأخير بغرابة من منطقة الست ياردات أعلى العارضة.

ومع الدقيقة 59 اضطر أبوزمع لتغيير فهد العنزي بسبب الإصابة، ليدفع بعبدالله البريكي، وهو ما صب في مصلحة الأبيض الذي بدأ مجاراة الأصفر.

هدف الإنقاذ

ودفع مدرب القادسية بآخر أوراقه الهجومية، بإشراك البرازيلي تياغو، على حساب محمد الفهد في الدقيقة 83، ليكثف الأصفر ضغطه في الدقائق الأخيرة لإنقاذ ما يمكن انقاذه.

وزاد بدر المطوع من تحركاته في الجهة اليمنى، مستغلا حالة الارتباك التي أصابت دفاعات الأبيض، ليمرر كرة إلى ضاري سعيد الذي سددها بقوة، لترتد من يد القلاف على رأس البديل تياغو الذي لم يجد صعوبة في إيداعها بالشباك، محرزا هدف التعديل في الدقيقة 86.

وواصل القادسية ضغطه في محاولة لإنهاء المباراة، وكاد أن يحقق مراده، عبر أحمد الرياحي الذي سدد من داخل منطقة الجزاء في الشباك، لكن حسين حاكم أنقذ الموقف.

وقبل النهاية دفع مدرب الكويت أبوزمع براضي جمال على حساب السوري حميد ميدو، لكن من دون جديد على مستوى النتيجة لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

حذر مبالغ فيه

غلب الحذر على الشوط الإضافي الأول، مع أفضلية طفيفة للقادسية على مستوى السيطرة الميدانية في وسط الملعب، لم تثمر عن أهداف، ليستمر التعادل الإيجابي قائما بين الفريقين.

وفي الوقت الإضافي الثاني بدأ الكويت يستعيد جزءاً من خطورته الغائبة، عبر انطلاقات بهاء فيصل، وجمعة سعيد.

في المقابل، شكلت انطلاقات أحمد الرياحي، ومهارة سيف الحشان الخطورة في القادسية، لكن نتيجة المباراة استمرت على حالها، وقبل نهاية الوقت الاضافي الثاني دفع الكويت بالحارس مصعب الكندري أملا في التصدي لركلات الجزاء التي تم الاحتكام اليها، وأنصفت القادسية 5/6.

قالوا بعد التتويج

● أشاد امين السر العام بنادي القادسية حسن أبو الحسن بالانجاز الذي حققه الفريق والتتويج بلقب بطولة كأس سمو العهد، وهنأ كل جماهير الاصفر وجميع أعضاء الجمعية العمومية ومنتسبي النادي.

وأثنى أبو الحسن على مردود اللاعبين الكبير وعمل الجهازين الفني والاداري الكبير، مؤكدا ان البطولات ليست بغريبة على القادسية الذي يسعى دائما إلى أن يعتلي القمة ويسعد جماهيره.

وتابع: "لطالما كانت البطولات من نصيب الاصفر واعتدنا عليها، ونطمح دائما للمزيد وهو امر اعتيادي ومحبب للقلعة الصفراء وممثليها".

● أكد قائد القادسية صالح الشيخ أن الاصفر استحق لقب البطولة بكل جدارة بعد عمل كبير منذ انطلاقها مروراً بتصدره للمجموعة الاصعب وعبوره عقبة غريمه التقليدي العربي حتى تفوقه في المباراة النهائية.

وقال: "سعينا الى اسعاد الجماهير ونجحنا بذلك بإضافة لقب جديد الى خزائن الاصفر"، مشيدا بالمستوى الذي قدمه اللاعبون، خصوصا في الشوط الثاني الذي شهد عودة قوية لبني قادس، وتمكنوا من تعديل النتيجة.

● أكد ضاري سعيد أن القادسية يستحق اللقب نظير ما قدمه طوال المباراة، مشيرا الى ان فريقه عدل صفوفه بعد شوط أول سلبي، ليحكم قبضته على مجريات الشوط الثاني بوجود رغبة وإصرار كبيرين من جميع اللاعبين الذين لم يفقدوا الامل في تحقيق اللقب.

وشكر سعيد جماهير الاصفر على دعمها المتواصل للفريق، مشددا على ان القادسية يسعى بكل تأكيد لاسعادها بتحقيق جميع بطولات الموسم.

الأفضل

فاز بجائزة افضل لاعب في البطولة نجم الجهراء وصانع ألعابه فيصل زايد، بينما فاز حارس مرمى العربي سليمان عبدالغفور بجائزة أفضل حارس.

لقطات

• وصل راعي الحفل سمو ولي العهد في تمام الساعة 5.40 مساء، وكان في استقبال سموه وزير التجارة وزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان، والمدير العام للهيئة العامة للرياضة

د. حمود فليطح، ورئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد اليوسف، ونائبه الشيخ مشعل الفواز، وأعضاء مجلس الإدارة، ورئيس نادي القادسية الشيخ خالد الفهد، ورئيس نادي الكويت عبدالعزيز المرزوق، حيث عزف السلام الوطني.

• فتحت أبواب الاستاد في تمام الساعة الثالثة عصراً، وبدأت الجماهير في التوافد منذ الساعة الثالثة والنصف عصراً.

• حضور الجماهير قليل نسبياً، ولم يرتق إلى ما هو متوقع.

• جهد كبير وواضح بذله رجال وزارة الداخلية في عملية التنظيم الخارجي، وتسهيل دخول الجماهير إلى بوابات الاستاد المختلفة.

• برنامج الحفل اشتمل على فيديو خاص يتضمن بعض المحطات لسمو ولي العهد، بالإضافة إلى استعراض فني بمصاحبة الموسيقى قدمته مجموعة العارضين رسم خلاله علم الكويت إلى جانب إطلاق الألعاب النارية.

• في لفتة إنسانية على هامش "النهائي" نظمت الهيئة العامة للرياضة حملة تبرع بالدم خلف استاد جابر الدولي.

• بدأت الإذاعة الداخلية للاستاد ببث الأغاني الوطنية والرياضية قبل انطلاق المباراة بساعتين، ولاقى ذلك تفاعلاً كبيراً من الحضور.

• دخل لاعبو فريق الكويت أولاً إلى أرضية الملعب لإجراء "التسخين"، وذلك عند الساعة 5.15 تلاهم لاعبو القادسية.

تكريم الفودري

كرمت اللجنة المنظمة للمباراة النهائية الطفل محمد جاسم الفودري، الذي تعرض للإصابة في حادث انهيار الحاجر الزجاجي، خلال احتفالات الجماهير العمانية بعد الفوز في نهائي "خليجي 23".

وقام الفودري بتسليم كرة المباراة للحكم يوسف النصار، إيذانا ببدء المباراة التي انطلقت في تمام السادسة والربع.