الجارالله: مشاركة اقتصادية واسعة في مؤتمر إعادة إعمار العراق

في ندوة نظمتها غرفة التجارة بعنوان «الكويت بوابة لمستقبل المنطقة الاقتصادي»
● الوزان: ترسيخ موقع الكويت بوابة رئيسية لدول المنطقة وأسواقها

نشر في 01-02-2018
آخر تحديث 01-02-2018 | 00:03
الوزان والجارالله خلال الندوة
الوزان والجارالله خلال الندوة
قال الجارالله «إننا سنخصص يوم الـ 12 الشهر الجاري لمؤسسات المجتمع، في حين سنخصص اليوم الثاني كلياً للقطاع الخاص، في حين سيكون اليوم الأخير لإعلان المساهمات.
قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، إن دولة الكويت تتوقع مشاركة ما لا يقل عن 1000 شركة ورجل أعمال في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، المرتقب انعقاده في الكويت ما بين 12 و14 فبراير الجاري.

وأكد الجارالله في تصريح للصحافيين، على هامش ندوة نظمتها غرفة التجارة والصناعة، في مقرها أمس، بعنوان "ندوة الكويت بوابة لمستقبل المنطقة الاقتصادي" أن هناك مشاركة واسعة على مستوى رجال الأعمال والشركات والحكومات في هذا المؤتمر، وهناك مشروعات عديدة سيتولى تنفيذها القطاع الخاص والحكومات في العراق لاعادة إعماره".

وعن برنامج المؤتمر، أوضح "أننا سنخصص يوم 12 الشهر لمؤسسات المجتمع، فيما سنخصص اليوم الثاني كلياً للقطاع الخاص، بينما سيكون اليوم الأخير لإعلان المساهمات المالية للدول المشاركة".

سوتشي وجنيف

وعن الأزمة السورية ودور روسيا، أفاد الجارالله بـ"أننا نقدر جهود روسيا في الأزمة السورية والسعي نحو الوصول إلى حل سلمي وسياسي في ظل الأوضاع السورية المعقدة، ونرجو أن تتواصل الجهود بالتنسيق مع المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الأزمة، ونتمنى النجاح في مؤتمر "سوتشي" و"جنيف"، الذي يعتبر المرجعية الأساسية لهذا الخلاف كما أن كل الجهود يجب أن تصب في جنيف.

وفي ما يتعلق بموضوع الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، قال الجارالله إنه أجرى فحوصات عند وصوله للكويت، وغادر بعد تلك الفحوصات مرحباً به في أي وقت ببلده الثاني الكويت.

وعن تصريح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن الشأن الخليجي قال الجارالله، إن الوساطة الكويتية لن ولم تتوقف وما ذكره تيلرسون فيما يتعلق بالأزمة، نحن نتفق معه في سعيه إلى التهدئة ووضع حد لهذه الخلاف، الذي استمر فترة طويلة، ونرجو أن نتمكن نحن وأصدقاؤنا من الوصول إلى نهاية سريعة لهذا الخلاف.

وعلى صعيد آخر، أكد الجارالله سعي الكويت إلى تعزيز استثماراتها في الخارج، و"نحن متفائلون ونسعى إلى تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية لدعم مصالح الكويت".

صرح شامخ

وخلال الندوة، أفاد بأن غرفة التجارة والصناعة تعد صرحاً شامخاً يعبر عن عطاء أهل الكويت وصلابة هذا العطاء واستمراره، لافتاً إلى دور غرفة التجارة والصناعة في الكويت وتاريخها وتفاعلها مع المجتمع الكويتي ومؤسساتها.

وأعرب الجارالله عن الشكر للغرفة على رعايتها المبادرة، التي تقدمت بها وزارة الخارجية ممثلة بالإدارة الاقتصادية لإلقاء الضوء على آفاق الاستثمار في دولة الكويت.

آفاق الاستثمار

وقال إنه اطلع على معرض البعثات الدبلوماسية في الكويت المصاحب للندوة، مؤكداً أن وزارة الخارجية جزء لا يتجزأ من دور غرفة التجارة والمؤسسات الاستثمارية في الكويت في سعيها إلى فتح آفاق الاستثمار والعمل الاستثماري سواء في الخارج أو بالداخل، مبيناً أن أي اقتصاد ما لم يقم على استثمارات حقيقية وواعدة فلن يكون اقتصاداً ناجحاً، مؤكداً أن "لدينا استثمارات في دولة الكويت وفي الخارج".

الدبلوماسية الاقتصادية

وأعرب الجارالله عن الشكر لغرفة التجارة والصناعة مشيراً إلى أن الملتقى حول الاستثمار في الكويت وخارجها مهم جداً ويصب في تعزيز دور الدبلوماسية الكويتية، التي أرسى دعائمها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

ولفت إلى "انتهاجنا للدبلوماسية الاقتصادية، التي وضع أسسها وأكد أهميتها صاحب السمو"، وهو ما شددت عليه الخارجية سواء عبر وجودنا في العديد من العواصم، أو الحرص على تعزيز فرص الاستثمار في دولة الكويت.

وذكر أن الخارجية تسعى إلى تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية دعماً لاقتصاد الكويت ومصالحها العليا، و"لدينا وجود في العديد من الدول وهناك 110 سفارات كويتية حول العالم جميعها لديها أجندة واضحة محددة فيما يتعلق بالاستثمار والحرص على تعزيزه.

مبادرة ذكية

من جانبه، قال نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب الوزان في كلمته خلال الندوة، :" لستُ بحاجة إلى الإقرار بأن هذه الندوة تنعقد بمبادرة ذكية وعملية من وزارة الخارجية، فما يعبق به المكان من أجواء دبلوماسية، وما يمتاز به الحضور من لباقة وأناقة، يجعل مثل هذا الإقرار من قبيل لزوم ما لا يلزم. وغرفة تجارة وصناعة الكويت تقدر للوزارة إعطاءها فرصة استضافة هذه الندوة، والمساهمة في تنظيمها.

وأضاف الوزان، "من جهة أخرى، لا أجدني بحاجة لأن أحدثكم عن دور التجارة والاستثمار في التعاون الدولي عموماً، وفي المستقبل الاقتصادي لمنطقتنا على وجه الخصوص، فأنتم رعاة هذا الاتجاه ورواده، كما لا أجدني بحاجة لأن أتحدث عما شهدته الساحة الاقتصادية الكويتية خلال السنوات الأخيرة من تطورات بنيوية وتشريعية وإدارية هادفة إلى تحسين بيئة الأعمال، وترسيخ موقع الكويت كبوابة رئيسية لدول المنطقة وأسواقها، لأن محدثينا من هيئة تشجيع الاستثمار المباشر، ومن هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ومن الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، ومن أصحاب المبادرات في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، هم الذين سيتولون هذه المهمة من مواقع المسؤولية الفعلية، ومن واقع الكفاءة والخبرة.

شركاء التجارة

وألقى الوزان الضوء على قضايا ثلاث أولها أن غرفة تجارة وصناعة الكويت مشرعة الأبواب متفتحة السمع والفكر لتقديم خدماتها إلى السفارات من جهة، ولاستقبال الآراء والمبادرات ومقترحاتها بكل اهتمام من جهة أخرى. لأنهم الممثلون لشركائنا التجاريين.

وقال إن شركاء التجارة في مفهومنا ليسوا مجرد شركاء في تبادل السلع والخدمات وإنشاء المشروعات، بل هم شركاء معيشة وثقافة وحضارة أيضاً، والتجارة العادلة كما يؤكد التاريخ قديمه وحديثه هي أهم جسور الفهم والتفاهم، وأقوى ضمانات السلم والسلام.

وأشار إلى أن القضية الثانية، هي الدورة الثانية لمنتدى الكويت للاستثمار، الذي تعتز الغرفة بأن تكون شريكة هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في تنظيمه يومي 20 و21 مارس المقبل، والذي سيكون للتعاون والمساعي دور كبير في نجاحه، والتعريف بفرص الاستثمار في الكويت. وان هذا اللقاء يعد فاتحة هذا التعاون والخطوات الأولى لهذه المساعي.

الشراكة

من ناحيته، كشف المدير العام لهيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص مطلق الصانع، أن الهيئة تعمل حالياً على إدارة تحويل أسهم شركة الزور الأولى إلى المواطنين خلال العام الحالي، مبيناً أنها أول شركة كهرباء أنشئت في ضوء نظام الشراكة وتمنى أن تبرز هذه العملية جميع المنافع التي ستحقق لعموم المواطنين من خلال عرض أسهم الشركة التي بلغت طاقتها التشغيلية القصوى وتحقق اقتصادات تشغيل ذات كفاءة عالية، إذ تعرض الأسهم للراغبين من المواطنيين بقيمتها الاسمية.

وأضاف الصانع، خلال كلمته التي ألقاها في الندوة، أن هيئة الشراكة تعمل بالتعاون مع الجهات والهيئات الحكومية المعنية على تقييم وفحص المشروعات المستقبلية، التي تلبي حاجة السوق المحلي وتتوافق مع متطلبات القطاع الحكومي، لافتاً إلى أن الهيئة تتطلع خلال العام الحالي لأن تطرح المشاريع العقارية، ومنها المدن العمالية في جنوب الجهراء والمركز الخدمي الترفيهي في العقيلة، إلى جانب طرح أهم مشروعين في مجال توليد الطاقة الكهربائية والمياه، هما مشروع محطة شمال الزور (المرحلتان الثانية والثالثة) ومشروع الخيران لتوليد الطاقة المرحلة الأولى.

وذكر الصانع، أنه رغم حداثة تجربة مشاريع "الشراكة" في الكويت فإن الهيئة تسعى إلى تعميق وتعزيز الفهم العلمي السليم لمفهوم الشراكة والقواعد الحاكمة والمنظمة لمشاريع الشراكة على مستوى مؤسسات القطاع العام من أجل الوصول إلى مستوى مقبول من النضج في التعامل مع مشاريع الشراكة، مما سينعكس حتماً على كفاءة وسرعة تنفيذ مشاريع الشراكة.

وأشار الصانع إلى ان قانون الهيئة صدر بمرسوم أميري رقم 116 لسنة 2014 بشأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص بتاريخ 23 يوليو 2014 وجاء القانون ليمثل نقلة نوعية في مجال إدخال مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص كأحد مرتكزات خطة تنمية الاقتصاد الوطني وتوسيع قاعدة الأنشطة غير النفطية وفتح قنوات استثمار مهمة للقطاع الخاص المحلي والأجنبي، كذلك إشراك المواطنين في ملكية المشاريع، إضافة إلىما توفره لهم من فرص عمل.

مشاريع حيوية

وذكر أنه منذ صدور القانون ولائحته التنفيذية (بتاريخ 18 مارس 2015) تعمل الهيئة على خمسة مشاريع حيوية في قطاعات مختلفة تقدم لها عشرة مستثمرين محليين وعالميين، وعدد من البنوك الممولة منها بنوك محلية وأخرى أجنبية، مما يعكس مؤشراً واضحاً على الاهتمام بالمشاركة والثقة بالمشاريع المعروضة والاقتصاد الوطني والقوانين المنظمة لأعمال مشاريع الشراكة، وبين أن المشاريع المطروحة حالياً هما مشروعا معالجة النفايات البلدية الصلبة في كبد ومشروع تنفيذ وتوسعة أم الهيمان والأعمال المكملة لها، إذ تم اختيار المستثمر المفضل لكلا المشروعين.

الوزان: لماذا الكويت؟

تطرق الوزان في حديثه إلى «القضية الثالثة» خلال الندوة، معتبراً إياها محاولة متواضعة، لكنها صادقة وحميمة، للإجابة على السؤال الذي يلح على الجميع في هذا اللقاء: لماذا الكويت؟

وقال الوزان: «عندما كنت طفلاً كان «أبوعبدالله «بائع الحلوى المتجول في (الفريج) يملأ كفي بقطع الحلوى التي دفعت ثمنها، ثم يضع قطعة أخرى في فمي، ويقول لي، كما يقول لكل رفاقي، هذه لك مجاناً و«سلم لي على الوالد». قطعة الحلوى الإضافية والمجانية هذه كانت وراء انتظاري لأبي عبدالله بالذات لأشتري منه، وكانت هي التي تشعرني بتميز حلواه وبتميزي لديه.

وأشار إلى أن ميزة الكويت التنافسية الأساسية، قطعة الحلوى الإضافية واللذيذة التي تميز التعاون مع الكويت وأهلها، هي «الحرية»، بكل ما لهذا التعبير من تطبيقات ومدلولات؛ في القول والعمل، في الفكر والابداع، في الديمقراطية والقضاء، وفي الاستثمار والتجارة. فالكويت وليدة الحرية، موقعاً ونشأة وتاريخاً وتطوراً. وهذا ما يعطي الكويت نكهة خاصة لا يعرف لذتها ومذاقها إلا من عرفها وأهلها وتعامل معهم ومعها.

الشيخ عبدالله آل ثاني أجرى فحوصاً عند وصوله إلى الكويت وغادر البلاد بعدها الجارالله

هيئة الشراكة تعمل على تحويل أسهم شركة الزور الأولى إلى المواطنين خلال العام الحالي الصانع
back to top