استعاد فريق القادسية لكرة القدم بريقه الغائب منذ الموسم الماضي ببطولة غالية هي كأس سمو ولي العهد، على حساب الغريم التقليدي الكويت، ليعلن أنه عائد للطريق الصحيح، وأن كتيبة اللاعبين في صفوف الأصفر استعادت توهجها، لتبقى رقما صعبا على كل من يفكر في الاقتراب من منصات التتويج.

وأثبت الأصفر في مواجهة أمس الأول انه قادر على العودة في أصعب الظروف، فبعد بداية مخيبة في الشوط الأول، ظن الجميع خلالها أن القادسية بات لقمة سائغة لفريق الكويت المتعملق في الحصة الأولى، انتفض الفريق بجميع عناصره، وخصوصا البديلين محمد خليل وسيف الحشان، والقائد المحنك بدر المطوع، ليفرضوا سيطرتهم على المباراة، منذ الدقيقة الأولى في الشوط الثاني وحتى نجاح البديل البرازيلي تياغو في إنقاذ الموقف في الوقت القاتل، واعادة الأصفر الى طريق التتويج.

Ad

ويحسب للجهاز الفني في القادسية، بقيادة المدرب الكرواتي داليبور، قدرته على العودة باللاعبين إلى أجواء المباراة، عبر تبديلات جريئة في وقت مبكر من الشوط الثاني، صبت في مصلحة الأصفر، مع الإشارة إلى أن داليبور غامر كثيرا، في الجانب الهجومي، على حساب الدفاع، بتكثيف وجود اللاعبين في الخط الأمامي.

كما يحسب للجهاز الفني للأصفر جرأته في الدفع بالمحترف البرازيلي تياغو، رغم ابتعاده عن المباريات منذ فترة طويلة بسبب الإصابة، إلى جانب تلقي اللاعب قرار الاستغناء عن خدماته، ما يعني أن إخفاقه كان من الممكن أن يكون القشة التي تقصم ظهر البعير، في حال خسارة القادسية، لكن النهاية السعيدة كانت في انتظار الكتيبة الصفراء، والجهاز الفني بقيادة داليبور.

في المقابل، لم ينجح الكويت في الحفاظ على بدايته القوية، بعد أن تعملق في الشوط الأول، وقدم مستويات لا تنقصها إلا الأهداف، ليتسنى له حسم المباراة، والقضاء على كل آمال خصمه في المباراة، لكن الرعونة في الشوط الأول كلفت الفريق غاليا في الشوط الثاني، حيث غاب التركيز عن أغلب اللاعبين، لاسيما الوافد الجديد الأردني بهاء فيصل، والنجم الأول الإيفواري جمعة سعيد، والحارس حميد القلاف، الى جانب غياب التركيز إيضا عن الجهاز الفني بقيادة عبدالله ابوزمع.

وما يؤخذ على فريق الكويت، مع الاعتراف بأنه قادر على العودة في قادم البطولات، لما يملكه من إمكانات تجعله المرشح الأبرز دائما لصعود منصات التتويج، انتظاره كثيرا لإيقاف خطورة الأصفر، بما يعني انه ورغم امتلاكه أوراقا رابحة على دكة البدلاء، كعبدالهادي خميس، الذي كان قادرا بسرعته على إرباك القادسية المتقدم بخطوطه الثلاثة للهجوم، الى جانب العائد طلال جازع فإن ابوزمع لم يستخدم هذه الأوراق، حتى تلقى هدف التعادل.

كما ان تبديل الحارس حميد القلاف، والدفع بمصعب الكندري قبل انتهاء المباراة بدقيقة، لم يكن في مصلحة اللاعبين، مع الاعتراف بقدرات الكندري الكبيرة، وحرية الجهاز الفني في استخدام اوراقه المتاحة كيفما يشاء، وفي الوقت الذي يحدده.

الفهد: انتظروا المزيد

وأكد رئيس نادي القادسية خالد الفهد أن الأصفر استحق الفوز على الأبيض، لاسيما أنه تفوق بكل خطوطه في ثلاثة أشواط، مقابل شوط واحد لمصلحة الكويت.

وقال الفهد إن الأصفر يمرض ولا يموت، وقادر سواء بمحترفين أو من غير محترفين على إحراز البطولات، مضيفا أن رجال الأصفر كانوا على قدر المسؤولية في المباراة.

وشدد على ان الثقة باللاعبين كانت كبيرة رغم الأداء المتراجع في الشوط الأول، واعدا بتكريم لائق للاصفر، وأشاد بدعم رجال النادي للفريق، لاسيما فواز الحساوي الذي تكفل ببعض الصفقات.

الأصفر عاد بعد غياب

من جانبه، أشاد مدرب القادسية الكرواتي داليبور بما قدمه اللاعبون في المباراة، لكنه اعترف بأن الأصفر قدم اسوأ 25 دقيقة منذ توليه المهمة قبل 3 مواسم، في الشوط الاول.

وقال داليبور إن العودة في المباراة تحسب للاعبين، قبل الجهاز الفني، مشيرا الى ان المغامرة الهجومية في الشوط الثاني كانت الخيار الوحيد لإدراك التعادل، ومنع الكويت من تعزيز تقدمه.

وأشار إلى أن سعادته غامرة باللقب، كونه جاء بعد فترة طويلة من لقب الدوري، الذي حققه في بداية مسيرته مع الفريق.

لم نستغل الفرصة

بدوره، بارك مدرب الكويت عبدالله ابوزمع للقادسية إحرازه اللقب، مشيرا الى ان البطولة ذهبت لفريق كبير ومتمرس في البطولات، مضيفا ان الكويت قدم مستوى جيدا في الشوط الأول، وكان بمقدوره إنهاء فرصة القادسية في العودة الى المباراة.

واعترف أبوزمع بأنه توقع سيناريو الشوط الثاني، بدخول القادسية ضاغطا بكل خطوطه من أجل ادراك التعادل، مشيرا إلى انه كان يعول على تعزيز التقدم، إلا ان القادسية كان الأسرع بهدف التعادل.

وشدد على أهمية طي صفحة المباراة النهائية، والتركيز في قادم البطولات، لاسيما أن الأبيض مرتبط بمواجهة قوية أمام السالمية الأحد المقبل.