لا تزال حالة من عدم اليقين تظلل الأوضاع الميدانية في مدينة عدن جنوب اليمن العاصمة المؤقتة للبلاد. وبينما أفادت تقارير بأن الانفصاليين الجنوبيين التابعين لـ»المجلس الانتقالي الجنوبي» أحكموا السيطرة على المدينة، أكدت القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة أحمد بن دغر استعادة السيطرة على معسكرين أحدهما مقر اللواء الرابع (حماية رئاسية) في عدن.

وقال قائد اللواء العميد مهران القباطي إن استعادةَ السيطرة على المعسكر الواقع بحي دار سعد شمال المدينة الساحلية تم بتدخل مباشر من المملكة العربية السعودية، وذلك بعد ساعات على اقتحام مسلحي الانفصاليين الجنوبيين للمعسكر صباح أمس الأول.

Ad

وأضاف العميد مهران إن «قوات اللواء موجودة بالكامل داخل المعسكر، وتم تعزيزها بعدد من القادة والمقاتلين وقوات تم سحبها من جبهة المخا في الساحل الغربي، ومن الشرطة العسكرية في لحج».

وعبرّ القباطي عن شكره لـ «تدخل السعودية من أجل حقن دماء اليمنيين، ودعمها لاستقرار الأوضاع في عدن».

من جهته، جدد قائد "المجلس الانتقالي" عيدروس الزبيدي التزام قواته بالولاء للرئيس هادي وبالقتال ضد الحوثيين.

وقال: "طالبنا الرئيس بإقالة الحكومة واستبدالها بحكومة كفاءات لتقوم بدورها. نحن نطالب التحالف ببسط السيطرة والقيام بواجبه أمام الشعب في هذه الظروف السيئة".

وفي وقت سابق، أكد الناطق الرسمي للحكومة اليمنية راجح بادي أن ألوية الحماية الرئاسية لاتزال تسيطر على القصر الرئاسي في مدينة عدن ومحيطه ومعظم أحياء مديرية كريتر في المدينة.

وشدد بادي على أن الحكومة موجودة في قصر المعاشيق بكامل أعضائها الذين كانوا موجودين قبل الأحداث، ولا صحة للأخبار التي تتحدث عن مغادرتها.

وتعيش مدينة عدن هدوءاً حذراً بعد توقف المواجهات بين قوات «الحماية الرئاسية» وعناصر «الحزام الأمني» التابع لـ»المجلس الانتقالي»، بعد تدخل من التحالف العربي بقيادة الرياض لوقف الاشتباكات التي اندلعت الأحد الماضي.

شروط جنوبية

في غضون ذلك، أفادت تقارير، نقلا عن مصدر حكومي رفيع في عدن، بأن «المجلس الانتقالي» تراجع عن مطالبه بإسقاط حكومة أحمد بن دغر، وأرسل وفداً إلى قصر المعاشيق بمطالب جديدة للحكومة.

وقال المصدر إن «المجلس الانتقالي» بزعامة المحافظ السابق عيدروس الزبيدي تقدم بعدد من المطالب السياسية، مقابل سحب القوات من الشوارع.

وأشار إلى أن من بين المطالب المطروحة إشراك المجلس في الحكومة الشرعية بعدد من الحقائب الحكومية، وإقالة عدد من قادة ألوية الحماية الرئاسية، وعلى رأسهم كل من قائد اللواء الثالث حماية رئاسية العميد إبراهيم حيدان، وقائد اللواء الرابع القباطي وتسليم قيادة هذه الألوية لقيادات موالية للرئيس هادي.

وأوضح أن المطالب شملت وقف الحملات الإعلامية التي تقوم بها أطراف في الحكومة الشرعية ضد وجود طارق محمد صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في عدن والاعتراف به طرفا أساسيا من أطراف الشرعية وتهيئة الظروف الممكنة لقيادته جبهة سياسية وعسكرية مناوئة للحوثيين تنطلق من عدن والمخا.

وفي وقت سابق، نفى مصدر رئاسي يمني ما تردد عن إجراء تغييرات في الحكومة الشرعية ومسؤولي عدد من المحافظات. وقال إن هادي كان يعتزم تشكيل حكومة «تكنوقراط» بعد الاتفاق على آلية واضحة لشراكة دائمة بين كل القوى السياسية في إطار الشرعية، بما فيها الأطراف الجنوبية، لكن ما حدث مثّل حجر عثرة أمام هذه الإجراءات.

عجز أممي

في سياق آخر، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن فرقها في عدن عاجزة عن ايصال مساعدات إلى 40 ألف نازح يمني فروا من معارك في غرب اليمن ليجدوا أنفسهم عالقين في المعارك التي اندلعت الأحد الماضي.

وقبل هذه المعارك في عدن التي تتخذها السلطة المعترف بها عاصمة مؤقتة، كان ينظر إلى المدينة على أنها أكثر مدن اليمن أمنا واستقرارا.

تعز وصنعاء

إلى ذلك، أعلنت قيادة اللواء 22 ميكا في مدينة تعز، أمس، عدة مناطق شمال وشرق المدينة مناطق عسكرية، محذرة المواطنين من الاقتراب، في حين تتواصل المعارك في عدة جبهات بعد إعلان الجيش عملية عسكرية واسعة لتحرير المحافظة من المتمردين الحوثيين.

وأعلنت قوات الجيش تحرير منطقة الكريفات شرق تعز بالكامل، أمس، بعد معارك عنيفة مع المتمردين. وتعتبر الكريفات الحصن الذي تعتمد عليه المليشيات في الحفاظ على مواقعها في تبّات المقرمي والجعشة والسلال. وتستميت المليشيات الانقلابية في الحفاظ على تبة الجعشة التي بسقوطها تسقط تبة السلال، أبرز المواقع الاستراتجية شرق تعز.

من جهة أخرى، قصفت مقاتلات التحالف العربي مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في منطقة الجراف بالعاصمة اليمنية صنعاء، صباح أمس.