دعا الرئيس دونالد ترامب في خطابه الأول حول حال الاتحاد، الذي تابعه عشرات ملايين المتفرجين مباشرة عبر التلفزيون الأميركي «إلى الوحدة» قائلاً: «معاً نحن نبني أميركا آمنة وقوية وفخورة».

وفي كلمة طويلة استمرت ساعة و20 دقيقة، وافتقرت إلى التفاصيل أو الإعلانات المهمة، تبنى ترامب لهجة تصالحية حول العديد من المسائل ولو أنه ندد بالهجرة على أنها سمحت للعصابات والمخدرات بالتسلل إلى الولايات المتحدة.

Ad

وقال ترامب: «هذا المساء سأحدثكم عما ستصبح عليه بلادنا. سنكون كلنا معاً، فريقاً واحداً وشعباً واحداً وأسرة أميركية واحدة»، وذلك على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بتأجيج التوتر بتعليقاته الساخرة وخطابه الناري.

وشدد ترامب على أن إدارته ساهمت في توفير 2.4 مليون فرصة عمل جديدة، إضافة إلى تحقيق زيادة في الأجور.

وقال: «منذ الانتخابات، وفرنا 2.4 مليون وظيفة جديدة، بما في ذلك 200 ألف فرصة عمل فى مجال الصناعة (...) وبعد سنوات من الركود في الأجور، نشهد أخيراً ارتفاعاً».

في السياق، أشار ترامب إلى أن البطالة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ 45 عاماً، مع تسجيل أدنى نسبة بطالة بين الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية.

ودعا ترامب الديمقراطيين والجمهوريين إلى العمل يداً بيد من أجل تمويل» بنى تحتية آمنة وسرية وحديثة يحتاج إليها الاقتصاد ويستحقها الشعب».

واقترح خطة استثمارية بقيمة 1.5 تريليون دولار لتحديث البنى التحتية المتقادمة في البلاد.

وقال: «سنبني طرقات وجسوراً وطرقاً سريعة وسككاً حديدية ومجاري مائية جديدة وبراقة في سائر أنحاء البلاد، وسنفعل ذلك بقلوب أميركية وسواعد أميركية وعزم أميركي».

وأضاف «أحدثكم عن المستقبل الذي سيكون لنا وعن طبيعة الأمة التي سنكون عليها. نحن جميعاً، معاً، مثل فريق واحد، شعب واحد وعائلة أميركية واحدة».

وقال، إن الإدارة الجديدة اتخذت إجراءات سريعة لجعل الولايات المتحدة عظيمة لكل الأميركيين.

وأعلن عن نظام ضريبي جديد سيدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، مشيراً إلى أن التغييرات الضريبية سوف ترفع مداخيل العائلات الأميركية.

ولفت إلى تمكن إدارته من القضاء على ضرائب غير منصفة للأميركيين. مؤكداً أن أحد أعظم أولوياته هي خفض أسعار الأدوية والعقاقير التي تباع بوصفة طبية.

وأعرب عن فخره لتصدير الطاقة للعالم، مؤكداً: «أنهينا الحرب على الطاقة الأميركية». وأوضح: «الولايات المتحدة تخلصت من عقود غير عادلة وستكون الصفقات التجارية عادلة».

الهجرة

الهجرة كانت من المواضيع الرئيسية في الخطاب الذي حضره عدد قياسي من «الحالمين» (دريمرز) الشباب الذين دخلوا البلاد في شكل غير شرعي عندما كانوا قاصرين. وقال: «هذا المساء أمد اليد إلى ممثلي الحزبين الديمقراطيين والجمهوريين من أجل حماية مواطنينا أياً كانت أصولهم ولونهم وديانتهم»، قبل أن يوجه انتقادات إلى «الحدود المفتوحة» التي «سمحت لعصابات المخدرات بالتسلل إلى الولايات المتحدة وأزهقت الكثير من الأرواح»، مجدداً عزمه على تشديد سياسة الهجرة، وبناء الجدار الفاصل مع المكسيك.

لكن النقاشات لن تكون سهلة في الكونغرس، فقد اشترطت إدارة ترامب لقاء منح الجنسية لـ 1.8 مليون شخص يقيمون بشكل غير شرعي في البلاد أن يوافق خصومه على دفع 25 مليار دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك أحد أبرز شعارات حملة ترامب وأكثرها إثارة للجدل.

الصين وروسيا

على الصعيد الدولي، قال ترامب، إن الأنظمة المارقة والجماعات الإرهابية والمنافسين مثل الصين وروسيا تشكل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة واقتصادها وقيمها. أضاف أن «القوة هي الطريقة المثلى لمواجهة هذه المخاطر الفظيعة، فالضعف لا يخلف إلا الصراع».

«داعش»

ودعا إلى المضي قدماً بعزم في مكافحة تنظيم «داعش» في العراق وسورية، وقال «التحالف الدولي ضد داعش حرر العام الماضي نسبة 100 في المئة تقريباً من الأراضي، التي كانت تحت سيطرته في العراق وسورية وأماكن أخرى أيضاً، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به لهزيمة التنظيم، ولا يزال أمامنا الكثير للقيام به. سنواصل معركتنا حتى هزيمة تنظيم داعش».

وأوضح أن «الإرهابيين ليسوا مجرد مجرمين فحسب، بل هم مقاتلون وأعداء غير شرعيين للولايات المتحدة» وقال :»سنحاكم الإرهابيين كإرهابيين.. وليس كأسرى حرب»، مشيراً إلى أنه وقع أمراً يوجه وزير الدفاع جيمس ماتيس بإعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة العسكرية للاحتجاز والإبقاء على مراكز الاعتقال في خليج غوانتانامو في كوبا.

وطلب من الكونغرس التأكد من أن الجيش الأميركي لايزال يمتلك كل القوة اللازمة لاحتجاز الإرهابيين حيثما يطاردهم في المعركة ضد تنظيمي «داعش» و«القاعدة».

ووقع ترامب مرسوماً لإبقاء معتقل غوانتانامو مفتوحاً، والذي كان أسسه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في أعقاب اعتداءات 11 سبتمبر وحاول الرئيس السابق باراك أوباما دون جدوى إغلاقه.

النووي

وفي إطار التأكيد على «قوة» واشنطن، حض ترامب الكونغرس على إقرار التمويل اللازم من أجل «تحديث وإعادة بناء» الترسانة النووية الأميركية «لتصبح قوية إلى حد تشكل معه رادعاً لأي عدوان».

وحول أفغانستان، قال ترامب إن «الجيش الأميركي في أفغانستان لديه أيضاً قواعد جديدة للقتال، فهو إلى جانب شركائه الأفغان البطوليين لم يعد يقيده جدول زمني مصطنع أو يخبر الأعداء بخططه».

القدس

وفيما يتعلق بقراره الشهر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قال ترامب، إنه سيتخذ إجراءات عقابية ضد الدول، التي صوتت ضد هذا القرار في الأمم المتحدة.

وأوضح أن دافعي الضرائب الأميركيين، يرسلون بسخاء مليارات الدولارات لهذه الدول كمساعدات كل عام، مطالباً الكونغرس بإصدار تشريع يساهم في ضمان أن تخدم المساعدات الأميركية مصالح البلاد دائماً وأن تذهب فقط إلى أصدقاء الولايات المتحدة.

وخلال تطرقه إلى إيران، وصف المرشد الأعلى علي خامنئي بـ«الديكتاتور»، وأكد دعم بلاده للشعب الإيراني في نضاله الشجاع من أجل الحرية مطالباً الكونغرس بمعالجة العيوب الجوهرية في الاتفاق النووي الإيراني.

وتوقف ترامب طويلاً عند الأزمة الكورية الشمالية. وقال: «ما من نظام قمع شعبه بوحشية مماثلة لوحشية ديكتاتورية كوريا الشمالية»، مشدداً على أن «سعي كوريا الشمالية الخطير لحيازة صواريخ نووية يمكن أن يشكل قريباً جداً تهديداً لأراضينا. نحن نخوض حملة ضغط قصوى لتفادي حصول هذا الأمر».

وأضاف «يكفي لنا أن نرى الطابع الأثيم للنظام الكوري الشمالي لكي ندرك» طبيعة التهديد.

وقال ترامب، إن «الضعف هو السبيل الأكيد نحو الحرب»، محذراً من «التهاون والتنازلات»، ومتعهداً بعدم تكرار «أخطاء الإدارات السابقة» التي يتهمها باستمرار بغض الطرف وبالسماح لبيونغ يانغ بحث الخطى باتجاه حيازة السلاح الذري.