بوتين وإردوغان راضيان عن نتائج «سوتشي»
ماكرون يحذّر أنقرة من تحول «غصن الزيتون» إلى غزو
أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، أمس، عن رضاهما عن نتائج مؤتمر سوتشي، وتناولا، خلال حديثهما، تعزيز التعاون في الحفاظ على مناطق خفض التصعيد، واتفقا على تسريع نشر نقاط مراقبة في إدلب.وعقب انتهاء المؤتمر، مساء أمس الأول، أعلن مبعوث بوتين، رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانة ألكسندر لافرينتيف أنه تم إقرار 3 وثائق، تشمل البيان الختامي، والمرشحين للجنة صياغة الدستور، ومطالب المشاركين في المحادثات لنقلها إلى الأمم المتحدة.وأكد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا اتفاق مندوبي المؤتمر على تشكيل لجنة دستورية على أوسع نطاق من ممثلي الحكومة والمعارضة للعمل على صياغة إصلاح دستوري، معتبراً أن المناقشات لم تكن سهلة، ولكنها طبيعية.
وبعد يوم طويل شهد فوضى وصخباً وجلسات مغلقة شارك فيها المئات أغلبيتهم من الموالين للحكومة، اختتم مؤتمر سوتشي، أمس الأول، بالتصويت على بيان ختامي لا يتطرق إلى مصير الرئيس السوري، ويتضمن الاتفاق على تأليف لجنة دستورية من 150 مرشحاً، وتكليف ديميستورا المساعدة في إنجاز أعمالها بجنيف.ونصت مسودة البيان على تسوية سياسية للأزمة وفق 12 مبدأ، بينها «الاحترام والالتزام الكامل بسيادة الدولة، واستقلالها، وسلامتها الإقليمية، ووحدتها أرضا وشعبا»، دون تنازل عن أي جزء، بما في ذلك الجولان المحتل، والالتزام الكامل بالسيادة الوطنية للدولة السورية وعدم التدخل في شؤونها.وتنص الوثيقة على ضرورة أن «تكون سورية دولة ديمقراطية غير طائفية وقائمة على التعددية والمواطنة المتساوية، ويقرر شعبها وحده مستقبله بالوسائل الديمقراطية وعبر صناديق الاقتراع، ويكون له الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون أي ضغط أو تدخل خارجي».وشدد البيان على «بناء جيش وطني قوي موحد يقوم على الكفاءة ويمارس واجباته وفقا للدستور والمعايير الأعلى»، ومهمته تتمثل بـ«حماية الحدود الوطنية والسكان من التهديدات الخارجية ومن الإرهاب. كما نص على «بناء مؤسسات أمنية ومخابرات تحفظ الأمن الوطني وتخضع لسيادة القانون وتعمل وفقا للدستور والقانون وتحترم حقوق الإنسان».إلى ذلك، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا، أمس، من أن عمليتها المستمرة ضد الفصائل الكردية منذ 20 يناير ينبغي ألا تصبح ذريعة لغزو سورية، مطالباً أنقرة بأن تنسق تحركاتها مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).وقال ماكرون، في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو»: «إذا اتضح أن هذه العملية (غصن الزيتون) تتخذ منحى غير محاربة خطر الإرهاب المحتمل على الحدود التركية، وتتحول إلى عملية غزو، فسيمثل هذا مشكلة حقيقية بالنسبة إلينا». وأشار إلى أنه يعتزم بحث هذه المسألة مرة أخرى مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، مشدداً على أن طابع العملية التركية في عفرين يتطلب إجراء مشاورات «ليس بين الأوروبيين وحدهم بل وبين الحلفاء بالمعنى الأوسع».
عملية عفرين
وعلى الأرض، واصل الجيش التركي عملياته المكثفة في عفرين، وسط أنباء عن نجاحه وفصائل المعارضة في تثبيت سيطرته على قرية شنكال بعد فشله عدة مرات، ليرفع إلى 12 عدد القرى التي انتزعها من وحدات الشعب الكردية المدعومة أميركياً، إضافة إلى مجموعة تلال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.ومع إرسالها دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية إلى الشريط الحدودي، تحضر تركيا خططا لمساعدة المدنيين الذين يمكن أن يتدفقوا إليها هرباً من عملية «غصن الزيتون».قذائف على «العائدين»
سقطت ثلاث قذائف صاروخية داخل مطار دمشق الدولي، أمس، قرب طائرة تحمل دفعة من المشاركين في مؤتمر الحوار السوري بمدينة سوتشي الروسية.وقال عضو مجلس الشعب السوري، عضو الوفد العائد من سوتشي، فارس الجنديات، لـ«د ب أ»، إنه «لدى هبوط الطائرة على مدرج مطار دمشق سقطت القذيفة الأولى، وخلال توقف الطائرة ونزول أعضاء الوفد سقطت قذيفتان، ولم يصب أحد من أعضاء الوفد أو الطائرة».