قبيل نحو شهر من إجراء الانتخابات الرئاسية في مصر، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي مجموعة من الرسائل إلى جهات في داخل مصر وخارجها، مشدداً على أنه لن يسمح بالمساس بأمن البلاد تحت أي ظروف، ولوح بطلب تفويض من الشعب المصري لفرض مزيد من الإجراءات التي تحول دون العبث بأمن مصر، ومواجهة من وصفهم بـ«الأشرار»، وحذر المصريين من الذهاب في سكة الضياع، مشيراً إلى أنه لن يسمح بتكرار ما حدث منذ 7 سنوات في إشارة إلى ثورة 25 يناير 2011.

وقال السيسي، خلال افتتاحه مشروع حقل «ظهر» العملاق لإنتاج الغاز الطبيعي في مياه البحر المتوسط، إنه يرفض العبث بأمن مصر، وأضاف: «أنا إنسان أروح (أذهب) عند ربنا في لحظة لكن البلد ماتروحش، عشان كده ماحدش يعبث بأمن مصر، وافهموا يا مصريين ماحدش يأخدكم في سكة يضيع بلادكم... ماحدش يأخدكم في الضياع»، مشيداً بثبات المصريين.

Ad

وتابع الرئيس بانفعال: «حقوق 100 مليون مصري مش هتضيع، مايصحش حد يفكر يلعب في أمن مصر وإحنا موجودين لأنني أروح أموت الأول قبل ما حد يلعب في أمنها... اللي عايز يلعب في مصر ويضيعها لازم يخلص مني الأول لأني لن أسمح، أنا أروح بس الـ100 مليون يعيشوا»، في إشارة لتظاهرات 25 يناير 2011، قال السيسي: «الكلام اللي كان اتعمل من 7 سنين مش هيتكرر تاني في مصر... ده أنتوا باين عليكم ماتعرفونيش صحيح... أمن وحياة مصر ثمنه حياتي أنا وحياة الجيش».

ولوح الرئيس المصري بإمكانية طلبه من المصريين النزول إلى الشارع لمنحه تفويضاً لمواجهة من وصفهم بـ»الأشرار»، إذ سبق له أن طلب تفويضاً عندما كان وزيراً للدفاع يوليو 2013، لمواجهة العنف المحتمل الذي قاده أنصار جماعة «الإخوان» بعد إطاحة ثورة 30 يونيو بالرئيس محمد مرسي.

وقال السيسي أيضاً: «أنا هقول للمصريين انزلوا تاني أعطوني تفويض قدام الأشرار... لو فكر حد يلعب في مصر وأمنها هطلب تفويض تاني».

وشدد على أن مستقبل الأمم والشعوب وحياتها لا يقام بالكلام، بل بالعرق والجهد والمسؤولية والشرف، وأضاف: «محتاجين نتعلم كتير أوي يعني أيه دولة..الكلام ده بقوله لي ولغيري لأن واضح أننا مش عارفين يعني أيه دولة، أنا بلاقي ناس بتتكلم وتتصدى لموضوعات ولا تعرف حاجة في الدنيا بس تقف قدام الميكروفون».

وأردف: «أنا مش سياسي بتاع كلام... أنا بقالي 50 سنة بتعلم يعني أيه دولة»، مشيراً إلى أن مصر مرت بظروف بالغة الصعوبة، وكانت تحتاج 1.2 مليار دولار لتوفير المواد البترولية شهرياً، حتى يجد المواطنون البنزين والغاز، مشددا على أنه لا يقصد إشعار المواطنين بالقلق، ولكن على الجميع معرفة طبيعة الظروف والتحديات التي تشهدها مصر.

ووجه الرئيس انتقادات للإعلاميين، مشيراً إلى أن مصر لن تترك قتلة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي قتل في القاهرة فبراير 2016، مشدداً على أن القتلة كانوا يهدفون من جريمتهم إلى الإساءة للعلاقات بين مصر وإيطاليا، وتابع: «مصر لن تترك الجناة يفلتون بجريمتهم».

تهديدات أمنية

وقال مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة»، إن حديث الرئيس جاء بناء على تقارير من جهات أمنية وسيادية تتحدث عن معلومات بعمليات إرهابية ومخططات لإفساد المشهد المصري وإرباك الدولة خلال فترة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

من جهته، ذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، جهاد عودة، إلى أن تكرار حديث الرئيس عن قوى الشر ووجود تهديدات خارجية على أمن مصر يؤكد بالفعل حقيقة هذه التهديدات، وأضاف لـ«الجريدة»: «هناك قوى عديدة تريد عدم الاستقرار لمصر، وتسعى لتهديد أمنها الداخلي خاصة في المرحلة المفصلية الخاصة بإجراء الانتخابات».

على صعيد الاستعدادات الحكومية للانتخابات الرئاسية التي تجرى جولتها الأولى منتصف مارس المقبل، يعقد رئيس الحكومة شريف إسماعيل اجتماعاً اليوم، بمقر مجلس الوزراء، لبحث استعدادات الوزارات للانتخابات من حيث توفير الخدمات والدعم اللوجيستي اللازم.

وصرح المتحدث باسم الحملة الانتخابية للرئيس السيسي، محمد بهاء أبوشقة، بأن الحملة ستدشن صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، موضحا أن الصفحة ستنشر كل الفعاليات وأنشطة الحملة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة حتى إعلان النتيجة، وأشار إلى أن اللائحة الداخلية للحملة ما زالت في طور الإعداد، وتم نشرها عقب الموافقة عليها رسميا من الرئيس السيسي مساء أمس.

في الأثناء، قدم المحامي الحقوقي، طارق العوضي، طعنا أمام المحكمة الإدارية العليا أمس، ضد رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار لاشين إبراهيم، بصفته، يطالب فيها بقبول الطعن شكلاً وبصفة مستعجلة لوقف تنفيذ قرار الهيئة بإعلان اسم موسى مصطفى موسى مرشحاً للانتخابات الرئاسية مع ما يترتب على ذلك من آثار أخصها استبعاد اسمه من كشوف المرشحين، لأنه غير حاصل على مؤهل عال.

قلب واحد

في الأثناء، قال وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، إن القوات المسلحة مؤسسة وطنية صلبة ورجالها كانوا وسيظلون على قلب رجل واحد، وإن ولاءهم المطلق لمصر وشعبها العظيم، وشدد على ذلك خلال لقاء مع عدد من قادة وضباط المنطقة الغربية العسكرية أمس الأول.

وبينما تفقد رئيس أركان القوات المسلحة، محمد فريد حجازي، تشكيلات ووحدات الجيش الثاني الميداني المتمركزة بسيناء، قتل مجند وأصيب اثنان من قوات الجيش في انفجار عبوة ناسفة جنوبي العريش في شمال سيناء أمس.