أفلام البطولة الجماعية... هل تُفيد صناعة السينما؟
سيطرت البطولات الجماعية على المشهد السينمائي في مصر أخيراً، فشهدت الساحة عرض أفلام عدة يقتسم بطولتها فنانون. إلى أي مدى ينعكس ذلك إيجاباً على صناعة السينما، أم أنها مجرد وسيلة لتقديم وجوه جديدة؟
استقبلت الصالات المصرية أخيراً "الكهف"، من تأليف سامح سر الختم وإخراج أمير شوقي. يشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين من بينهم ماجد المصري، ومحمود عبد المغني، وإبراهيم نصر، ومحمد عادل، وإيهاب فهمي، وعايدة رياض، وروجينا، ومي سليم.الفيلم الذي صنفته الرقابة "للكبار فقط" تدور أحداثه حول تعامل البشر مع بعضهم البعض والظروف التي تواجههم، ودور الصداقة في مواجهتها.يحضر هذا الفيلم ضمن لائحة أفلام البطولة الجماعية، حيث نجد أيضاً "الكنز" الذي عرض قبل أشهر للمخرج شريف عرفة، وشارك في بطولته عدد ضخم من الفنانين الكبار من بينهم محمد رمضان، ومحمد سعد، وعبد العزيز مخيون، وهيثم أحمد زكي، وهاني عادل، وأحمد رزق، وأحمد حاتم، وهند صبري، وروبي، وأمينة خليل.
تدور أحداثه حول فترات معينة من تاريخ مصر، إذ يقرر حسن بشر العودة من أوروبا بعد دراسته علوم المصريات إلى منزل العائلة في اﻷقصر، ويكتشف أن والده ترك له وصية مسجلة يروي فيها تفاصيل حياته، لتتراوح اﻷحداث بين العصرين الفرعوني والعثماني والنصف اﻷول من القرن العشرين خلال حكم الملك فاروق.كذلك صنف "هروب اضطراري" كأحد أفلام البطولة الجماعية. شارك في بطولته كل من أحمد السقا، وغادة عادل، وأمير كرارة، ومصطفى خاطر، ودينا الشربيني، وعزت أبو عوف، وفتحي عبد الوهاب، وأحمد العوضي، ومحمود حجازي، ومحمد عادل، فيما تولى التأليف محمد سيد بشير، والإخراج أحمد خالد موسى وإسلام عصام كامل. تدور أحداثه حول جريمة قتل يروح ضحيتها رجل أعمال يُدعى يحيى زكريا ويُتهم فيها أربعة أشخاص هم أدهم محمد عوض عزمي ومصطفى مختار محمد إبراهيم ويوسف محمد عثمان السيد وندى رمزي فؤاد الرملي. وتبدأ الوقائع في التصاعد فيحاول كلُ شخص إثبات براءته من التهمة المنسوبة إليه.
رأي النقد
ترى الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي أن البطولة الجماعية أفضل مقارنة بالفردية لأنها تمنح الفرصة لظهور أكبر عدد من المواهب المبدعة، ما ينعكس إيجاباً على صناعة السينما، فضلاً عن أنها فرصة لإبراز مهارات المخرج في إدارة الممثل إذ يتعامل مع نجوم وليس نجماً واحداً. وتؤكد أن نجاح العمل الجماعي يتوقف على عناصر عدة، أهمها توافر السيناريو المحكم الذي يتوزّع على الشخصيات بطريقة مدروسة.من جانبها تقول الناقدة السينمائية ماجدة موريس إن البطولة الجماعية مفيدة لصناعة السينما والفن بالمعايير كافة، لأنها هي القاعدة، أما البطل الفرد فمجرد استثناء، لافتة إلى أنها عودة إلى الطريق الأفضل نظراً إلى حالة التنوع التي تصنعها هذه النوعية من الأعمال الفنية.كذلك توضح أن البطولة الجماعية تعطي فرصة كبيرة لتقديم عمل أكثر إقناعاً وجاذبية للجمهور، وهو ما لا يتوافر في فيلم البطل الواحد.وتتابع موريس في تصريحاتها لـ"الجريدة": "يعطي العمل الجماعي فرصة للشباب لاكتشاف مواهبهم والطاقات الإبداعية الكامنة داخلهم، سواء في التمثيل أو التأليف أو التصوير والإخراج"، مؤكدة أن البطولة الجماعية تحتاج إلى طاقة عمل كبيرة.يتفق معها الناقد السينمائي أندرو محسن، موضحاً أن البطولة الجماعية ليست أمراً غريباً على السينما المصرية بل اعتدناه في الأفلام القديمة، فالأخيرة وإن كانت قائمة بشكل أساسي على دوري البطل والبطلة فإن نجوماً كثيرين يحيطون بهما، مشيراً إلى أن الأمر أصبح لافتاً في التسعينيات مع "سهر الليالي"، وأخيراً أصبح البطل يلجأ إلى أعمال البطولة الجماعية لصناعة حالة من التوازن في المنافسة بإشراك بطل آخر معه ليكون عامل جذب، بالإضافة إلى أن المنتجين يضعون ميزانيات كبيرة للأعمال، من ثم أصبح الاتجاه إلى البطولة الجماعية ممكناً.رأي آخر
يقول الناقد الفني وليد سيف إن التجربة في مصر أثبتت أن أفلام البطولة الجماعية ليست إلا وسيلة لتقديم وجوه جديدة تصلح للبطولة المكلفة لاحقاً، لافتاً إلى أن خصوصية السينما المصرية وتاريخها يؤكدان أنها سينما النجوم والبطولة المطلقة لأنها ليست محلية، وما زال جمهورها في العالم العربي يضع ثقته في اسم النجم وليس المخرج أو القصة.ويلفت سيف في تصريحاته إلى "الجريدة" إلى أن أفلام البطولات الجماعية تكون قليلة التكلفة ومحدودة الميزانية والإيرادات المتوقعة والمتحققة لها غالباً محدودة أيضاً، لذا فإن عنصر المغامرة فيها قليل.يختم: "صحيح أن وجودها مفيد، ولكن لا يعول عليها كثيراً".