أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بلا تغيير، لكنه قال إنه يتوقع أن يرتفع التضخم هذا العام، في إشارة إلى أنه ما زال يمضي في مسار نحو زيادة تكاليف الاقتراض مجددا في مارس تحت قيادة جيروم باول، الرئيس القادم للبنك المركزي الأميركي.

وحول مكاسب قوية في التوظيف وإنفاق الأسر والاستثمار الرأسمالي، قال مجلس الاحتياطي إنه يتوقع أن ينمو الاقتصاد بوتيرة معتدلة، وان يبقى سوق العمل قويا في 2018.

Ad

وقالت لجنة السياسة النقدية، في بيان، في ختام اجتماع استمر يومين، هو الأخير تحت قيادة رئيسة مجلس الاحتياطي جانيت يلين: «التضخم على أساس 12 شهرا من المتوقع أن يرتفع هذا العام، وأن يستقر» حول المستوى الذي يستهدفه المركزي الأميركي، البالغ 2 في المئة، بالأجل المتوسط.

وذكر مجلس الاحتياطي، أن لجنة السياسة النقدية اختارت بالإجماع باول، ليخلف يلين، اعتبارا من 3 فبراير. وكان الرئيس دونالد ترامب رشح باول، وهو عضو بمجلس محافظي الاحتياطي الاتحادي وعمل عن كثب مع يلين في السنوات القليلة الماضية، وأقر مجلس الشيوخ الترشيح.

ومن غير المتوقع أن يحدث باول تغييرات رئيسة في السياسات التي انتهجتها يلين، التي قادت التحرك للابتعاد عن أسعار الفائدة القريبة من الصفر التي تبناها «المركزي» الأميركي لاستعادة عافية الاقتصاد، وتحفيز نمو الوظائف بعد الركود الذي استمر من 2007 إلى 2009.

وفي بيانه بشأن السياسة النقدية، كرر مجلس الاحتياطي القول إنه يتوقع المزيد من الزيادات «التدريجية» في أسعار الفائدة.

ورفع «المركزي» الأميركي أسعار الفائدة ثلاث مرات العام الماضي، ويتوقع ثلاث زيادات أخرى في 2018. وتعتمد تلك التوقعات على استمرار ارتفاع التضخم الذي ما زال أقل من المستوى الذي يستهدفه مجلس الاحتياطي، رغم قوة سوق الوظائف. وارتفعت الأسهم الأميركية في الدقائق الأخيرة من التداولات، بعد محو مكاسبها السابقة والتحول نحو التراجع في أعقاب قرار الاحتياطي الفدرالي، وحققت المؤشرات الرئيسة مكاسب شهرية.

وارتفع «داو جونز» الصناعي 72 نقطة إلى 26149 نقطة، بعد مكاسب بنحو 245 نقطة، ثم تحول نحو التراجع، كما ارتفع «ناسداك» إلى 7411 نقطة، فيما ارتفع «S&P» إلى 2824 نقطة.

وعلى الصعيد الشهري، حقق «داو جونز» مكاسب بنسبة 5.8 في المئة، كما سجل «S&P» مكاسب بنسبة 5.6 في المئة، فيما سجل «ناسداك» مكاسب في يناير بنسبة 7.4 في المئة.

وقفز سهم «بوينغ» (BA.N) بنحو 5 في المئة إلى 354.2 دولارا، بعد نتائج أعمال قوية في الربع الأخير من عام 2017.

وبالمناسبة، قال رئيس الاحتياطي الفدرالي الأسبق ألان جرينسبان، إن سوق الأسهم الأميركية يثير القلق في الوقت الحالي، وان هناك فقاعتين؛ الأولى خاصة بسوق الأسهم، والثانية بسوق السندات.

وأوضح جرينسبان في حوار لوكالة بلومبرغ، أن المشكلة في سوق الأسهم سوف تكون حرجة على المدى القصير، لكن لن تكون سيئة كثيرا.

وأشار إلى أن الاقتصاد الأميركي يشهد توقعات غير مستقرة بشأن التضخم على المدى الطويل.

وفي أوروبا، تراجع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 0.2 في المئة إلى 395.46 نقطة، وسجل مكاسب شهرية بنسبة 1.6 في المئة هي الأكبر منذ أكتوبر الماضي.

وانخفض مؤشر «فوتسي» البريطاني (- 54) نقطة إلى 7533 نقطة، وانخفض مؤشر «داكس» الألماني (- 8) نقاط إلى 13189 نقطة، فيما ارتفع المؤشر الفرنسي «كاك» (+ 8) نقاط إلى 5481 نقطة.

إلا أن تلك المؤشرات استهلت تعاملات أمس على ارتفاع، مع متابعة المستثمرين نتائج الأعمال الفصلية للشركات، وانتظار بيانات اقتصادية.

وفي بداية التداولات، صعد مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنسبة 0.5 في المئة إلى 397 نقطة، وارتفع مؤشر «فوتسي» البريطاني 0.1 في المئة عند 7540 نقطة، وصعد «داكس» الألماني 0.4 في المئة إلى 13236 نقطة، وارتفع «كاك» الفرنسي 0.5 في المئة إلى 5511 نقطة.

وعن أداء أسهم بعض الشركات التي أعلنت نتائجها الفصلية، ارتفع سهم «نوكيا» أكثر من 2 في المئة، بعدما تجاوزت نتائج الربع الرابع التوقعات، وتراجع سهم «نوفو نورديسك» بأكثر من 5 في المئة.

وفي آسيا، ارتفع مؤشر الأسهم اليابانية «نيكي» خلال جلسة أمس، بعد تراجعه على مدار 6 جلسات متتالية، بدعم من ارتفاع البنوك، بسبب الكشف عن نتائج أعمال مالية قوية، مع تراجع الين.

وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر «نيكي» 1.68 في المئة عند 23486 نقطة، كما صعد المؤشر الأوسع نطاقا (توبكس) 1.84 في المئة إلى 1870 نقطة.

وصعد سهم «فوجي فيلم هولدينجز» بأكثر من 12 في المئة، بعدما تراجع أمس، عقب تأكيد الشركة أنها ستشتري حصة مسيطرة في «زيروكس».

في المقابل، انخفضت الأسهم الصينية في ختام التداولات للجلسة الرابعة على التوالي، متجهة لتسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ عام 2016، بضغط من مخاوف المستثمرين إزاء نتائج أعمال الشركات الصغيرة.

وفي نهاية الجلسة، انخفض مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.95 في المئة إلى 3446 نقطة، مسجلا بذلك أدنى مستوياته في أسبوعين.

وفي هونغ كونغ، انخفض مؤشر «هانغ سانغ» بنسبة 0.75 في المئة إلى 32642 نقطة، بعدما سجل أمس الأول أفضل مكاسب شهرية منذ أبريل 2015.

وكانت شركات السلع الاستهلاكية والرعاية الصحية بين أكبر الخاسرين خلال تعاملات أمس، التي شهدت انخفاض عشرات الأسهم بأقصى حد يومي ممكن، البالغ 10 في المئة. ويستبعد محللون أن تتواصل الموجة البيعية طويلا، حيث يتوقعون تدخل الصناديق التابعة للدولة قريبا لدعم سوق الأسهم والحفاظ على مؤشر «شنغهاي» أعلى مستوى 3400 نقطة.

(أرقام)