لبنان: «اقتحام الحدث» كاد يوقظ «شياطين الطائفية النائمة»

مناصرو «أمل» دخلوا إلى البلدة المسيحية مطلقين النار بالهواء... والأهالي استنفروا بالسلاح

نشر في 02-02-2018
آخر تحديث 02-02-2018 | 00:04
عون مستقبلاً الحريري في القصر الجمهوري أمس (دالاتي ونهرا)
عون مستقبلاً الحريري في القصر الجمهوري أمس (دالاتي ونهرا)
لاتزال الأجواء المشحونة مسيطرة على الساحة السياسية في لبنان، الذي نجا، أمس الأول، من كارثة كادت تتحول إلى مواجهة طائفية كبيرة، بعدما اقتحم مناصرون تابعون لحركة أمل الشيعية منطقة الحدث المسيحية، مطلقين النار بالهواء، على خلفية تسريبات وزير الخارجية جبران باسيل زعيم «التيار الوطني الحر»، اعتبرت مسيئة لرئيس مجلس النواب زعيم «أمل» نبيه بري.
نجا لبنان، مساء أمس الأول، من «كارثة طائفية» كادت تقع بعد إقدام مناصرين تابعين لحركة «أمل» على المرور بمواكب ودراجات نارية رافعين أعلام الحركة في ساحة بلدة الحدث (ذات الأغلبية المسيحية)، حيث جابوا شوارعها وبدأوا بإطلاق النار في الهواء مردّدين هتافات مؤيّدة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ومندّدة برئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، ما دفع أهالي وشباب المنطقة الى الاستنفار والنزول بالسلاح أرضاً للدفاع عن بلدتهم.

وبدأت الاتصالات فوراً على خطوط «حزب الله»، وحركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» لضبط الشارع ومنع المُناصرين من الاشتراك في أي حراك، لا سيما بعدما نفت الحركة علاقتها بالموضوع، وكذلك نزل عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ألان عون إلى قلب الحدث، لتهدئة النفوس مُطلقاً صرخة فيها الكثير من الغضب والقلق والحزن على ما وصلت إليه الأمور راجياً عدم «إيقاظ الشياطين النائمة».

«أمل»

ودعت حركة «أمل» في بيان صدر عن مكتبها السياسي، أمس، «كلّ الذين تحركوا في شكل عفوي وغير منظم من خلال مسيرات سيارة أدت إلى بعض الإشكالات التي لا تعكس صورة وموقف الحركة، أن يتوقفوا عن أي تحرك في الشارع لقطع الطريق، عمَّن يريد حرف النظر عن الموضوع الأساسي وضرب علاقات اللّبنانيين مع بعضهم. وتطلب من جميع الحركيِّين على اختلاف مستوياتهم المساعدة على تطبيق هذا الأمر».

كما عقدت قيادتا «أمل» و«حزب الله» في جبل لبنان والشمال اجتماعاً مشتركاً في مقر قيادة الحركة تناولت فيه مستجدات الأوضاع السياسية والانتخابية حيث أكّد الطرفان أن «ما تعرض له الرئيس بري من إساءة هو أمر مرفوض رفضاً قاطعاً تحت أي ظرف ومن أي جهة أتى».

وأشار الطرفان إلى «أهمية الدور الجامع والوطني الكبير، الذي لعبه الرئيس بري وما يزال في الاستحقاقات الوطنية الكبرى، والذي شكل في أكثر من محطة أمنية وسياسية صمام أمان تخطى معه لبنان واللبنانيين كل المخاطر والتهديدات».

وقفة تضامنية

في موازاة ذلك، نظَّم مديرو وأساتذة وتلامذة مدارس الشياح والغبيري، أمس، وقفة تضامنية مع برِّي. وألقيت كلمات ندَّدت بـ»انحدار لغة التخاطب السياسي في لبنان»، وشدَّدت على «ضرورة تقديم وزير الخارجية جبران باسيل اعتذاراً علنيا للرئيس برّي». كما نظم العاملون في «الجامعة اللبنانية» في الحدث لقاء تضامنياً في باحة الجامعة، وحمل المشاركون صوراً لبرِّي ولافتات تؤكّد «دوره الوطني والرائد في حماية لبنان، ورفض المساس به من أي جهة أتت». وطالب المعتصمون بـ»استقالة الوزير باسيل فوراً»، معتبرين أنّ «تصرفاته لا تخدم استقرار لبنان».

مصرف لبنان

إلى ذلك، طمأنت القيادات النقدية والمالية وفي مقدمها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إلى أن الأوضاع النقدية والمالية والمصرفية بقيت في منأى عن تطورات الشارع الأخيرة على خطورتها، ولم تتأثر بالتالي بالخلاف بين برّي وباسيل. وقال سلامة بعد لقائه الرئيس عون أمس إن «الوضع النقدي في البلاد ايجابي، وخلال الشهر الماضي زادت موجودات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية بما يقارب مليار دولار اميركي»، مضيفاً: «الحركة طبيعية في القطاع المصرفي وان مصرف لبنان مستمر في دعم القروض السكنية والإنتاجية».

البلوك 9

في سياق منفصل، لا تزال إدعاءات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن أن «البلوك 9 ملك لإسرائيل» تقابل باستنفار رسمي واسع. وعاد عون ليؤكد أمس «خطورة الموقف، الذي صدر عن ليبرمان»، داعياً إلى «التنبه إلى ما يحيكه العدو الإسرائيلي ضد لبنان، لاسيما أن ثمة من يعمل في الداخل والخارج على توفير مناخات تتناغم مع التهديدات الإسرائيلية بالاعتداء على لبنان وحقه في استثمار ثروته النفطية والغازية وذلك بذرائع مختلفة».

وأشار إلى أن «لبنان تحرك لمواجهة هذه الإدعاءات الإسرائيلية بالطرق الدبلوماسية مع تأكيده على حقه في الدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه بكل السبل المتاحة». كما قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس: «إذا كان وزير الدفاع الإسرائيلي يعتبر أن الحقل رقم 9 على الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة ملك له، فإن الحكومة اللبنانيّة ومن ورائها الشعب اللبنانيّ بأكمله يعتبرون أن الحقل ملكاً لنا». وأضاف: «يخطئ من يعتقد أن الحكومة اللبنانيّة لا حول ولا قوّة لها فهي ستتخذ كل القرارات اللازمة ومن ورائها الجيش اللبنانيّ والشعب اللبنانيّ بأسره للدفاع عن مصالحنا، فالمسألة ليست مسألة عدد دبابات وطائرات وإنما مسألة حق وطني ومصداقيّة دوليّة وعربيّة يتمتع بها الشعب اللبنانيّ، مصداقيّة كبيرة وتعاطف كبير مع الجيش اللبنانيّ عربياً ودولياً».

«الحركة» تدعو لوقّف التحركات في الشارع... وترفع الغطاء عن مثيري الشغب
back to top