الحرب الباردة... قادمة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهذا يعني، إن صحَّت هذه التقديرات، وأغلب الظن أنها صحيحة، أن ساحات الصراع في هذه المواجهة لن تقتصر على الساحة السورية، وأن الحرب الباردة قد تتحوَّل، ومنذ البدايات، إلى مواجهات ساخنة، إن لم يكن إلى حروب فعلية، كالحرب الفيتنامية، وقبلها الحرب الكورية، ولاحقاً الحرب الأفغانية. وحقيقة، إن كل شيء جائز، حتى إن تم إسقاط هذا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال تسعة أشهر، كما وعد جون كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) في رسالته الأخيرة.والسؤال هنا هو: هل يا ترى العودة للحرب الباردة في مصلحة العرب، حتى إن تحوَّلت هذه الحرب إلى حرب ساخنة، إن مباشرة، وإن بطرق ملتوية، تكون الدول الصغيرة والشعوب الفقيرة ضحيتها، وحطب نيرانها المدمرة والحارقة، كما حصل في فيتنام وأفغانستان، وفي دول أخرى كثيرة ومتعددة؟!حقيقة، إن تجاربنا المُرَّة فعلاً علَّمتنا أن أي حرب، سواء أكانت باردة أم حامية، ليست في مصلحة العرب ولا شعوب ودول العالم الثالث، لأننا وهُمْ سنكون وقود هذه الحرب، وسندفع ثمنها غالياً. لكن مع أن هذه حقيقة مؤكدة، ولا شك فيها، فإن تجاربنا وتجاربهم، أي شعوب العالم الثالث، علَّمتنا أيضاً أن التفاهم واستقرار الأوضاع بين المعسكرات الكبرى لن يدفع ثمنهما إلا المستضعفون في الأرض، وهذا ينطبق أيضاً على المواجهات الساخنة والحروب... ونسأل الله أن يشمل برحمته الذين "اخترعوا" فكرة دول عدم الانحياز، التي وصلت الانحيازات بعد اختراعها إلى غيوم السماء!