خامنئي يتمسك بـ «التمدّد» في المنطقة رغم ضغوط واشنطن

روحاني يزاحم الأصوليين بـ «إمامة طهران» في خطوة إضافية باتجاه خلافة المرشد

نشر في 02-02-2018
آخر تحديث 02-02-2018 | 00:03
خامنئي مصلياً بجوار ضريح الإمام الخميني في طهران أمس (أ ف ب)
خامنئي مصلياً بجوار ضريح الإمام الخميني في طهران أمس (أ ف ب)
أصر المسؤولون الإيرانيون على مواصلة سياسة التمدد بالمنطقة، رغم الضغوط الأميركية التي تسعى إلى وقف أنشطة طهران المزعزعة لاستقرار المنطقة في وقت يسعى الرئيس حسن روحاني لاستكمال خطوات ضرورية إذا رغب في خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، عبر التقدم بطلب لإدراج اسمه ضمن أئمة صلاة الجمعة بالعاصمة طهران.
في تحد صريح للجهود الدولية الداعية إلى وقف سياسة بلاده المزعزعة لاستقرار المنطقة، أكد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدولية، عزم طهران مواصلة سلوك تعزيز نفوذها عبر التدخل في عدد من دول المنطقة.

وقال إن قيادة البلاد لا تعتزم تقليص نفوذها في الشرق الأوسط رغم الضغوط الأميركية، مضيفا «نفوذ إيران في المنطقة حتمي، ولكي تظل لاعبا رئيسا في المنطقة سيستمر هذا النفوذ»، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعمها لـ «حزب الله» اللبناني وفصائل فلسطينية.

وشدد ولايتي على رفض طهران أي دعوات لربط مهمة الحفاظ على «الاتفاق النووي» بتقييد برنامج تسلحها الصاروخي أو تمددها الإقليمي، مشددا على أن وجود إيران في المنطقة «أمر لا مفر منه ولكي نبقى العنصر الأكثر حسما في المنطقة سنواصل هذا النهج».

وبرر المسؤول الإيراني تدخل بلاده بعدد من دول المنطقة ودعمه للمتمردين الحوثيين باليمن بالقول: «وجودنا في العراق وسورية وفلسطين ولبنان جاء بالتنسيق وبرغبة من حكومات هذه البلدان. وكذلك إذا كنا ندعم اليمن، فذلك من منطلق الواجب الإنساني، وليعلم التحالف الذي تقوده الرياض أن تشبثه بهذا النهج سيجعل من اليمن أشبه بفيتنام للسعوديين».

وكان تقرير صادر عن «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» أفاد بأن «حزب الله» اللبناني يتلقى ما بين 700 و800 مليون دولار سنوياً من إيران لتمويل أنشطته.

اتهام وعداء

في موازاة ذلك، اتهم المساعد الخاص لرئیس مجلس الشوري، حسین أمیر عبداللهیان، واشنطن بـ «محاولة ابتزاز بلاده عبر ضغطها باتجاه إدخال تعديلات على الاتفاق النووي الموقّع بين طهران والقوى الكبرى في 2015.

وأضاف عبر «تويتر»: «فی العام الأربعین لانتصار الثورة الإسلامیة، نواصل طریق الصمود والتقدم ونصون المكتسبات والأمن القومی ونفوذنا الإقلیمی البناء بكل قوة». بدوره، ذكر الرئيس حسن روحاني مواطنيه بـ «اعتداءات الولايات المتحدة»، وقال في كلمة بمناسبة عودة الإمام الخميني إبان سقوط حكم الشاه محمد رضا بهلوي: «انكم أبقيتم الحظر لسنوات، فهل كان حظركم في ضرر الشعب أم في خدمته، إنكم حظرتم حتى دخول الأدوية، كما أنكم نهبتم أموال الشعب».

وخاطب روحاني «الأعداء» بالقول: «إنكم حاربتم الشعوب المسلمة، واعتبرتموهم إرهابيين، فهل أنتم حماة الشعب الإيراني»؟

خلافة خامنئي

إلى ذلك، أكدت مصادر مقربة من الرئيس حسن روحاني لـ «الجريدة» أن مناصري الرئيس المحسوب على التيار المعتدل في لجنة «إدارة صلاة الجمعة» تقدموا بطلب إدراج اسم روحاني كأحد أئمة الجماعة في العاصمة طهران، بعد أن تم تغيير رئيس لجنة «صنع سياسات صلاة الجمعة».

وأفادت المصادر بأن أنصار روحاني تقدموا في وقت سابق بطلب مماثل، لكن الرئيس السابق للجنة سيد رضا تقوى كان معارضا بشدة، ولم يسمح لروحاني بأن يصبح أحد أئمة الجماعة المؤقتين لطهران، غير أن تغيير رئيس اللجنة من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، دفع مناصري روحاني إلى إعادة المحاولة والطلب مجددا بإدراج اسم روحاني. وكان المرشد قد غيّر رئيس لجنة «صلاة الجمعة» في البلاد مع بداية العام الحالي، حيث تم تعيين إمام جماعة مسجد رئاسة الجمهورية السابق، في عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد، السيد حاج علي أكبري رئيسا للجنة.

ورغم أن أكبري يعتبر أحد أنصار نجاد، وعادة ما يسيطر الأصوليون المتشددون على اللجنة، فإن أنصار روحاني يعتبرون أنهم قاموا بدعمه للوصول إلى هذا المنصب، وعزل تقوي، ويأمل أنصار رئيس الجمهورية الحالي بأن يستطيعوا الضغط على اللجنة من خلال تقديم بعض التنازلات والمساومات أثناء إقرار مشروع الموازنة العامة التي يناقشها مجلس الشورى خلال فبراير الجاري، كي يتم إدراج اسم روحاني ضمن أئمة جماعة طهران، ويستطيع أن يكون إماما في الصلاة كل شهر مرة على الأقل.

ورسميا إمام جمعة طهران هو المرشد الحالي علي خامنئي، وهناك خمسة أئمة مؤقتين آخرين، هم أحمد خاتمي، أحمد جنتي، محمد إمامي كاشاني، كاظم صديقي، ومحمد علي موحدي كرماني، يقيميون صلاة الجمعة في العاصمة عندما لا يحضر المرشد هذه المراسم.

ويعتبر جميع أئمة الجمعة المؤقتون من الاتجاه الأصولي المتشدد في البلاد.

ويجب على لجنة «صنع سياسات صلاة الجمعة» تقديم أسماء المرشحين لمنصب إمام الجمعة إلى المرشد، ويقوم المرشد بتعيينهم في النهاية، وإذا استطاع روحاني الوصول إلى هذا المنصب، فإن ذلك يعني أنه استطاع تخطي عقبة أخرى باتجاه تحقيق الشروط التي ينبغي أن تتوافر فيه في حال رغب بخلافة المرشد الحالي، بعد قيامه في وقت سابق بتنظيم صفوف دراسية في الحوزة العلمية التابعة لعلي أكبر ناطق نوري.

ويطالب رئيس السلطة القضائية، صادق عاملي لاريجاني، بأن يصبح إماما مؤقتا لصلاة الجمعة في مدينة طهران، وهو يعتبر أحد ألد المنافسين لروحاني على خلافة المرشد، إضافة إلى سادن الحرم الرضوي إبراهيم رئيسي، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومحمود شاهرودي.

يذكر أن المرشد الرئيس هو الوحيد الذي كان إماما لصلاة الجمعة بتفويض من الإمام الخميني، إضافة إلى الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني الذي تم إقصاؤه عن هذا الموقع بعد احتجاجات عام 2009 وقيام أنصار «الحركة الخضراء» بالصلاة وراءه، حيث اتخذ مواقف معارضة للجنة «صنع سياسات صلاة الجمعة» وهاجم المرشد في ذلك الحين.

طرد حاكم

في سياق منفصل، قام محافظ أصفهان بإصدار قرار طرد بحق حاكم مدينة غلبايغان، حسين فراست، بعد انتشار تسجيل يظهر فيه الحاكم وهو يهدد أحدد الصحافيين بالضرب ويهينه بكلمات ركيكة على خلفية قيامه بتصويره في وضع غير لائق أثناء اجتماع رسمي.

وأكد أحد مستشاري المحافظ أن قرار طرد الحاكم جاء بشكل مباشر من قبل روحاني.

back to top