لبنان: مبادرة «حريرية» تحتوي أزمة التسريبات
عون يتصل ببري... وزيارة مرتقبة من باسيل لعين التينة
مع عودة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري السريعة، أمس، إلى لبنان بعد زيارته تركيا، تتجه الأنظار إلى المساعي السياسية التي ينوي القيام بها لتقريب وجهات النظر بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، بعدما كاد الشارع يفلت من الطرفين، إثر إقدام مناصري «أمل» على استفزاز أهالي بلدة الحدث (ذات الأغلبية المسيحية).فقد جاب مناصرو الحركة شوارع البلدة، وبدأوا إطلاق النار في الهواء، مرددين هتافات مؤيّدة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ومندّدة برئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، مما دفع شباب المنطقة إلى الاستنفار، والنزول بالسلاح للدفاع عن بلدتهم.
وأكدت مصادر رئاسية، لـ«الجريدة»، أمس، أن «الحريري اتجه، فور وصوله إلى مطار بيروت، إلى القصر الجمهوري، ليلتقي الرئيس عون»، مضيفة أن «في جعبة رئيس الحكومة مبادرة من شأنها تخفيف الاحتقان لدى الطرفين». وكشفت المصادر أن «الحريري أرسل وزير الداخلية نهاد المشنوق للقاء بري مساء أمس الأول؛ للتوصل إلى حل يقف عند خاطر رئيس البرلمان، ولا يكسر الوزير باسيل»، لافتة إلى أن «المشنوق بُلّغ ضرورة أن يبادر الرئيس عون إلى الاتصال ببري كخطوة أولى في مسار الحل، وهو ما حصل مساء أمس».وأشارت إلى أن «عون أكد لبري، خلال الاتصال، دور الأخير الجامع للبنانيين، وتمنى عليه تجاوز ما حصل حرصاً على استمرار عمل مؤسسات الدولة، ومنعاً لأي أعمال من شأنها تهديد السلم الأهلي». ورجحت أن «يوفد عون الوزير باسيل إلى بري فور عودته من أبيدجان خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن تكون الزيارة لعين التينة بمنزلة الاعتذار».وكان الحريري أكد، بعد لقائه عون، أن «كرامة الرئيس بري من كرامتي، وكرامة الرئيس عون والشعب اللبناني، وأنا أتحدث باسمي واسم فخامة الرئيس، والأمور ستكون إيجابية بين الرئيسين إن شاء الله». وأضاف: «نحن نواجه عدواناً كبيراً فيما يتعلق بثروة لبنان النفطية، وخصوصاً في البلوك 9، وسيكون للبنان خطوات صريحة وواضحة بهذا الشأن».