تبعات تقسيم اليمن!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
الشأن اليمني بالتأكيد يقرره اليمنيون أنفسهم وبإرادتهم، ولكن سياق الأحداث وتطورها، خصوصا تقسيم اليمن المرفوض إقليمياً ودولياً، قد يكون بداية السيناريو الموجه أميركياً لتفتيت المنطقة، لا سيما بعد سلسلة من الانتكاسات السياسية في مشروع تقسيم سورية، ثم فشل محاولة إعلان استقلال الدولة الكردية في شمال العراق، فجاء الدور على كل من اليمن وليبيا.وإذا نجح التقسيم في اليمن فلا شك أن هذه التجربة ستنتقل إلى ليبيا مباشرة، وعندها قد يبدأ العد التنازلي لامتداد هذا السيناريو إلى الدائرة الخليجية، فمراكز الدراسات الأميركية وحتى لجان الكونغرس الأميركي إلى جانب الأطروحات الإسرائيلية تتضمن عدة خرائط جغرافية لتقسيم الخليج والجزيرة العربية، وأجواء الخلاف المستمر في المنطقة وارتدادات الأحداث الدامية في عموم المنطقة العربية وما نتج عنها من تمزق أوصالها داخلياً، وتراجع الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج بسبب فقدان بريق النفط، عوامل مشجعة على المزيد من المجازفة الدولية في هذا الشأن، خصوصا في ظل التصعيد السياسي بين الغرب والشرق وتحديداً بين واشنطن وموسكو، والتمرد الأوروبي على القطبين العالميين.الخليج اليوم في أضعف حالات التناغم الدبلوماسي والتجانس في الرؤى السياسية والاتفاق على المصلحة المشتركة، والتحدي اليمني قد يعتبر من أصعب الاختبارات التي تشهدها دول المنطقة، وفي حالة إغفال هذا الملف ومضامينه الخطيرة، فقد تمتد الخلافات اليمنية الداخلية والجديدة منها بالذات إلى العمق الخليجي نفسه، وتعميق الأزمة الخليجية من الداخل!