كثيرة هي التعريفات التي أطلقها العلماء حول معنى كلمة حرية ولكنهم أجمعوا على أن الفرد حر بتصرفاته وحر في اختياراته في إطار قبوله بالعرف الاجتماعي والأخلاقي بحيث ألا تتجاوز الحرية الفردية الإساءة إلى معتقدات وقيم المجتمع، ولا كرامة وخصوصيات الأفراد، كما أنهم أكدوا على أن حرية النقد والبحث العلمي حق أصيل. منذ إقرار قانون المرئي والمسموع وما تبعه من تعديلات شملت فضاء الإعلام الإلكتروني ومؤشر الحريات بالكويت في تراجع ليصبح التعبير عن الرأي في بعض الأحيان جريمة قد تصل عقوبتها إلى السجن، وهذا ما حصل لبعض المغردين وأصحاب الرأي، وإن بقي الوضع دون تعديل على القانون الحالي فستصارع حرية التعبير المطرقة والسندان.
لقد أسعدني خبر تقديم النائب أحمد نبيل الفضل وبعض زملائه النواب (خالد الشطي، الدكتور عودة الرويعي، الدكتور خليل أبل، يوسف الفضالة) تبني اقتراح بقانون بإضافة فقرة إلى المادة الرابعة مكرر على القانون رقم 31 لسنة 1970 "لا تعتبر الآراء والأقوال من الأعمال العدائية" تماشياً مع ما كفله الدستور الكويتي من حرية التعبير وإبداء الرأي.ما يطرحه السادة النواب من تعديل على تلك المادة في غاية الأهمية، وذلك من خلال تصويب مفهوم الحرية في النقد أو التحليل والبحث التاريخي بإخراجه من دائرة الأعمال العدائية، فلو فرضنا جدلاً أن إبداء الرأي أو التحليل عمل يمكن أن يضر بمصالح الدول لكان العالم يعيش في نظام دكتاتوري.فهل يدخل رأي ما يقوله الساسة والمحللون في انتقاد سياسات وإعلام الدول الكبرى ودول المنطقة وتدخلاتها في تقرير مصير دول أصغر منها حجماً ضمن الأعمال العدائية؟ما أفهمه أن العالم تحرر من القيود المفروضة على الحريات وأنه يشجع مواطنيه على المشاركة في صنع القرار وأحيانا الشعوب تتبنى مواقف مخالفة لما تراه حكوماتها، فها هو رئيس أكبر دولة في العالم الرئيس دونالد ترامب رفضت له الكثير من القرارات وأجبر على التراجع في بعض مواقفه سواء على المستوى المحلي أو الدولي دون أن يعتبر ذلك ضعفا لدولته أو ضررا يستلزم المحاكمة.هذا القانون إن تم مباركته في مجلس الأمة فستكون نتائجه على المجتمع إيجابية وسيسهم في إعادة دولة الكويت إلى عصرها الذهبي عصر حرية التعبير وإثراء الساحة الفكرية بالنقاش والتحليل الذي كنا نتغنى به ونتفاخر فيه على غيرنا من شعوب المنطقة.الكويت تمر هذه الأيام باحتفال مرور 12 عاما على تولي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح مقاليد الحكم، والتي قاد فيها سموه وطن النهار إلى بر الأمان، الزمن تصاعدت فيه أدخنة البنادق التي خلفت وراءها مئات الآلاف من القتلى وملايين المشردين، لكن سموه قاد الكويت إلى بر الأمان وجعل منها مركزاً للعمل الإنساني على مستوى العالم، فنال لقب قائد العمل الإنساني قلادة الفخر التي لبسها سمو الأمير وتلألأت أنوارها لتضيء سماء وأرض الكويت.ودمتم سالمين.
مقالات - اضافات
حرية الرأي إلى أين؟
02-02-2018