اعتمد الأطباء القدامى منذ قديم الأزمان في الطب التكميلي على العلاج بالثوم، كما اعتمدوه في صناعة الأدوية والمراهم مضادا للثآليل والكالو، ومضادا للتأكسد، ومسكنا لآلام التهاب المفاصل والعضلات والشد العصبي، كما استعمل الثوم مضادا للفطريات والبكتيريا والفيروسات شرابا أو معجونا بزيت الزيتون، وذلك لاحتوائه على مادة الأليسي، كما يعتقد أنه يقلل الكوليستيرول والدهون الثلاثية، ويخفض ضغط الدم العالي، ويمنع تخثر الدم في الشرايين، وأثبتت الدراسات الحديثة أنه يقلل من الإصابة بسرطان المعدة والقولون، ويحمي الكبد من التشحم وينشط عمله.ومن الناحية الأخرى وجد أن الثوم يطيل من تأثير بعض الأدوية مثل الأسيتامينوفين (البنادول أو تيلينول) مثلا، ويطيل مفعول الأدوية الباسطة للعضلات مثل بارافون فورت، والأدوية التي تعمل على زيادة سيولة الدم، لما يسببه الثوم من اضطرابات في التخثر فيطيل عملية النزف، كما أن المريض قد يلاحظ ذلك عند ظهور علامات رضوض وكدمات تحت الجلد، أو تكرار نزيف في الأنف، كما أنه يؤثر في مستوى السكر في الدم، ويحدث هبوطا شديدا مع أدوية السكر المرتفع مثل "كلوربروميد" مثلا.
غير أنه لا بد من التأكد من عدم وجود مواقف تحسسية من الثوم وزيته قبل التعميم واستعماله لفترة طويلة، وينصح بالرجوع إلى الصيدلاني الحاذق لمعرفة مخاطر أخذ كبسولات الثوم التكميلية مع العلاجات التقليدية لتفادي مخاطرها. وفي حالة المرضع أو الحامل تزيد الأهمية بضرورة استشارة الطبيب قبل استعمال الثوم، لما له من مخاطر على الجنين، ويؤثر في ترويته الدموية من الأم، حيث إنه لا يوجد دراسات تخبر بالجرعة السمية اليومية للثوم أو زيته (من المكملات الغذائية).بعد كل ما سلف فإننا لا يمكن أن نستغني عن الثوم وأهميته الغذائية، ويبقى أكله أسلم صحيا وعلاجيا أنسب للكثيرين منا، بالإضافة إلى مذاق الطعام الرائع يكون أشهى وأصح باستعماله مطبوخا، دون أن يؤثر على مرضى السيلياك أو القولون العصبي مع الحميات الغذائية، وباختصار شديد لأن فؤائد الثوم لا تخفى على أحد، حيث يساعد على ضبط ضغط الدم وتحليل الدهون على الشرايين فيخفض الكوليسترول الضار، ولكن لا يسمح باستعماله مع العلاجات الكيميائية التي تعمل ضد الكوليسترول أو المسيلة للدم.كما أن الثوم مطبوخا أو في السلطات مع زيت الزيتون يعزز كل منهما الآخر ضد أمراض السرطان، ويقوي الجهاز المناعي إجمالا، ولكن لا ننصح بالإكثار منه للنساء اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل، لأنه يسرع عملية طرح الإستروجين الزائد من الجسم.* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية
مقالات - اضافات
مخاطر الثوم مع الأدوية التقليدية
02-02-2018