كشف نائب رئيس مجلس إدارة الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان)، ورئيس رابطة الطب التلطيفي واستشاري الأورام د. خالد الصالح عن موافقة صندوق مرضى السرطان، التابع للجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان، على تقديم 500 دينار شهريا لشراء طوابع بقيمة 10 دنانير لإعطائها لغير القادرين من الوافدين، للدخول على الطبيب في العيادة الخارجية بمركز الكويت لمكافحة السرطان.

وقال الصالح في حواره لـ"الجريدة" إن مشروع إنشاء كلية للعلاج الإشعاعي في الكويت يعمل وفقا لما هو مخطط ومرسوم له، لافتا إلى أن معهد الكويت للاختصاصات الطبية وافق على طلب إنشاء الكلية. وأوضح أن العمل يجري الآن لتجهيز مختبر الفيزياء الإشعاعية ومتابعة الأمور اللوجستية لإنجاز الكلية، مضيفا أنه من واقع سجلات مركز الكويت لمكافحة السرطان يصاب سنويا نحو 2000 مريض بالسرطان، بواقع 1000 مواطن و1000 مقيم.

Ad

وأشار إلى أن الحملة الوطنية للتوعية من مرض السرطان (كان) لعبت دورا كبيرا في زيادة نسبة الوعي للوقاية والعلاج من مرض السرطان، لافتا إلى أن الحملة رائدة على مستوى الكويت والمنطقة، وقد تلقينا عدة اتصالات من دول خليجية تشيد بالحملة وتؤكد ريادتها على مستوى المنطقة.

وشدد على أهمية الرعاية التلطيفية لمريض السرطان، إذ أصبح هذا التخصص أحد منظومات رعاية مرضى السرطان، وشملته الاستراتيجية المعتمدة لمنظمة الصحة العالمية... وإلى مزيد من التفاصيل في الحوار التالي:

• مر 12 عاماً على انطلاق الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان)، فماذا أدت جهودكم طوال هذه الفترة في توعية المواطنين والمقيمين حول مرض السرطان وسبل الوقاية منه؟

-انطلقت حملة "كان" للتوعية بمرض السرطان في عام 2006، تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد، وقد أدت هذه الحملة خلال الفترة الأخيرة إلى زيادة الوعي في الكويت حول إمكانية الوقاية من السرطان من نسبة 36 في المئة قبل بدء الحملة إلى نسبة 61 في المئة بعد بدايتها، فالمعروف أن التوعية والاكتشاف المبكر هما سر نجاح الحرب ضد السرطان وزيادة معدلات شفائه.

وخلال الآونة الأخيرة، زادت نسبة الوعي حول مرض السرطان بشكل كبير جدا. فقد قمنا بعمل تحليل واقع ودراسة مسبقة قبل وبعد انطلاق الحملة، وبعد ثلاث سنوات من انطلاقتها، وقمنا بتوجيه عدد من الأسئلة إلى عدد عشوائي من الأشخاص، مثل: هل تخاف من السرطان؟ فكانت الإجابة قبل انطلاق الحملة أن 65 في المئة منهم أجابوا بنعم، بينما قلت النسبة لتصل إلى 49 في المئة بعد 3 سنوات من انطلاق الحملة. وفي سؤال آخر حول نمط الحياة والتغذية الصحية وعلاقتها بالسرطان أجاب 13 في المئة من العينة بأهميتها في الوقاية من السرطان قبل الحملة، بينما زادت بعد الحملة وأصبحت النسبة 25 في المئة. وفي سؤال آخر: هل سمعتم عن حملات توعية من قبل؟ فكانت الإجابة 25 في المئة نعم، وبعد 3 سنوات وصلت النسبة إلى 50 في المئة.

وفي هذا الإطار يمكن القول إن حملة التوعية بالسرطان (كان) رائدة على مستوى الكويت والمنطقة، فقد تلقينا عدة اتصالات من دول خليجية تشيد بالحملة وتؤكد ريادتها على مستوى المنطقة.

وتسعى حملة "كان" لمكافحة مرض السرطان عبر نشر الوعي عن أنواع المرض المختلفة، وحث الناس على الكشف المبكر عنه، مما يرفع نسبة الشفاء من المرض.

حملات التوعية

• هل تعد حملة "كان" فريدة من نوعها في المنطقة؟

- حملات التوعية ليست قصرا على حملة "كان" وحدها، وهناك العديد من حملات التوعية حول أمراض عدة. ولكن ما يميز حملة "كان" أنها الحملة الوحيدة التي وضعت استراتيجية واضحة وأصبح يعمل بها متطوعون، وهي الحملة الوحيدة التي تفرغت بشكل كامل للتوعية بمرض السرطان.

وتسعى الحملة إلى توعية الجمهور من أجل تخفيض معدلات وقوع السرطان، وتحسين نسبة الشفاء من الإصابة بالسرطان، عن طريق الكشف المبكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الأمراض السرطانية، من خلال شراكة مجتمعية مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وعبر فريق عمل محترف يتضمن مجموعة من المتخصصين في مجال التوعية ومكافحة مرض السرطان، ومجموعة من المتطوعين الذي يسخرون كل جهودهم لنشر الوعي الصحي حول هذه الأمراض بين كل شرائح المجتمع، ومن أجل تخفيف عبء الأمراض السرطانية.

ولا يقتصر دور حملة "كان" على ذلك فقط، بل تمتد أنشطتها إلى تدريب الأطباء والجمهور العادي وطالبات المرحلة الثانوية، على تقصي الأمراض السرطانية والكشف المبكر عنها، وباستخدام أحدث الوسائل التي تساعد على إيصال رسالتها.

وقد نجحت حملة "كان" منذ انطلاقها وحتى الآن عبر استراتيجية مدروسة في نشر الوعي الصحي حول الأمراض السرطانية بين عدد كبير من الجمهور، واتسعت الدائرة، حتى باتت من أبرز الجهات التوعوية على المستويين المحلي والدولي، وأصبح لها دور واضح في نشر التوعية الصحية.

2000 مريض

• ما أعداد مرضى السرطان في الكويت؟

-من واقع سجلات مركز الكويت لمكافحة السرطان يصاب سنويا نحو 2000 مريض بالسرطان، بواقع 1000 مواطن و1000 مقيم. وفي هذا الإطار أود أن أطمئن الجميع بأن معدل وقوع السرطان في الكويت ثابت، ولكن زيادة العدد بسبب زيادة السكان. ووفقا للإحصاءات العالمية؛ فإن الكويت تقع في منطقة متوسطة بالنسبة لمرض السرطان، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن نسب وقوع السرطان في أوروبا أعلى بكثير من الكويت.

ولكن الملاحظ الذي يجب التوقف عنده هو أن بعض أنواع السرطان قفزت لتحتل الصدارة، فعلى سبيل المثال، فإن سرطان القولون والمستقيم يحتل الآن المركز الأول بين الكويتيين، وقد كان في المركز الثامن قبل 10 سنوات، وهو شيء ينذر بالخطر، ومعروف عن هذا النوع من السرطان ارتباطه بالكسل والخمول الجسدي والتغذية غير الصحية.

العلاج الإشعاعي

• أين وصلت فكرة إنشاء كلية للعلاج الإشعاعي في الكويت؟

- مشروع إنشاء كلية للعلاج الإشعاعي في الكويت يعمل وفقا لما هو مخطط ومرسوم له، ونتمنى أن يرى هذا المشروع النور خلال الفترة القريبة المقبلة. وقد تحدثنا مع المسؤولين في معهد الكويت للاختصاصات الطبية "كيمز" ووجدنا عندهم استعدادا تاما لعمل مثل هذا التخصص في الكويت. وتقدمنا بطلب لإنشاء الكلية وتمت الموافقة عليه.

ونعمل حاليا على تجهيز مختبر الفيزياء الإشعاعية ومتابعة الأمور اللوجستية لإنجاز الكلية. وما زلنا في مرحلة العمل على إنجاز الكلية، ولكن نحتاج إلى أن يكون لدينا تجهيزات كاملة. وللعلم فإن الكفاءة الطبية موجودة لتشغيل هذه الكلية، إضافة إلى أننا قدمنا المنهج وتمت الموافقة عليه، وهو مزيج من مناهج عدد من الدول الغربية. وإذا وجدنا صعوبة في إنجاز هذا المشروع فقد نلجأ إلى الاتفاق مع إحدى الكليات الكبرى في العالم، لأن هذا التخصص يحتاج إلى 5 سنوات تخصص.

المرضى الوافدون

• قررت وزارة الصحة مطلع شهر أكتوبر الماضي زيادة الرسوم الصحية على الوافدين، وتبع هذا القرار شكاوى بعدم قدرة بعض الوافدين على دفع هذه الرسوم، فما دوركم في مساعدة المرضى الوافدين؟

- نهتم جدا بالنواحي النفسية للمريض ودعم المرضى نفسيا لمواجهة المرض، وعدم الخوف من السرطان. ولدينا في الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان صندوق يسمى صندوق مرضى السرطان، وقد وافق هذا الصندوق على تقديم 500 دينار شهريا لشراء طوابع بقيمة 10 دنانير لإعطائها لغير القادرين للدخول على الطبيب في العيادة الخارجية، وهذا المبلغ قابل للزيادة إذا ما وجدنا أن هناك حاجة لذلك.

وجاء تبرع صندوق مرضى السرطان بهذا المبلغ، تفهما منه لوجود بعض المرضى الوافدين غير القادرين على دفع رسوم الدخول على العيادات الخارجية في مركز الكويت لمكافحة السرطان.

وأهيب بكل إنسان مريض عدم التردد في مراجعة الطبيب لأسباب مالية، وخصوصا ان هناك استثناءات للمرضى من جانب رؤساء الأقسام ومديري المستشفيات في قرار زيادة الرسوم على الخدمات الصحية على الوافدين.

الرعاية التلطيفية

• ما أهمية الرعاية التلطيفية بالنسبة لمريض السرطان؟

-تأسس مركز الكويت للرعاية التلطيفية في منطقة الصباح الطبية التخصصية قبل نحو 8 سنوات. وقد تكفلت الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان والهيئة الخيرية الإسلامية ببناء أول مركز للرعاية التلطيفية في المنطقة العربية في ديسمبر 2010، وذلك من باب المساهمة في تدعيم الخدمات المقدمة لمرضى السرطان. وهذا المركز يضم 92 سريرا.

في الكويت تقع ألفا إصابة بالسرطان كل عام، يحتاج نحو 30 في المئة منهم إلى العلاج التلطيفي في مرحلة من مراحل علاجهم. والرعاية التلطيفية تعني إعطاء مريض السرطان الذي لم يحقق العلاج معه النتائج المطلوبة فرصة لتحسين نوعية حياته وتخفيف الآلام والأعراض التي يشتكي منها في جو أسري مريح وضمن منظومة متكاملة للعلاج التلطيفي، وحتى يستطيع هذا المريض أن يعود مرة أخرى إلى حياته وأسرته بدون معاناة.

وقد أصبح الطب التلطيفي أحد منظومات رعاية مرضى السرطان، وشملته الاستراتيجية المعتمدة لمنظمة الصحة العالمية، ومن هنا أصبح من المهم الاهتمام بالرعاية التلطيفية لاكتمال منظومة رعاية مرضى السرطان.