موجة خسائر قاسية وعنيفة تهز عرش العملات الرقمية

يبدو أن الفقاعة تقترب بالفعل من الانفجار، حيث تشير البيانات والأرقام المتاحة إلى أن سوق العملات الرقمية الإلكترونية تكبد خسائر قاسية وعنيفة خلال الموجة الأكثر حدة وصعوبة، والتي بدأت قبل نحو 40 يوما من الآن.

ومنذ 20 ديسمبر الماضي، بدأت العملات الرقمية موجة هبوط عنيفة، مع اتجاه الحكومات والبنوك المركزية العالمية إلى مواصلة التحذير بشدة من قرب انفجار فقاعة العملات الرقمية التي لن تقل في تداعياتها على الأفراد والمؤسسات المستثمرة فيها عن تداعيات الأزمات المالية السابقة.

ووفقا للبيانات والأرقام التي جمعتها "العربية.نت"، خسرت العملات الرقمية نحو 303.3 مليارات دولار خلال 40 يوما، بنسبة تراجع تقدر بنحو 42.59 في المئة، بعدما تراجعت قيمتها الإجمالية من نحو 712 مليار دولار في النصف الثاني من ديسمبر الماضي إلى نحو 408.3 مليارات حاليا.

ريبل... خسائر عنيفة

جاءت "ريبل" في مقدمة العملات الإلكترونية التي حققت خسائر صعبة وعنيفة خلال الأيام الماضية، بعدما هوت من مستوى 53 دولارا في منتصف ديسمبر الماضي لتسجل نحو 0.99 دولار في تعاملات متأخرة أمس، فاقدة نحو 52.01 دولارا بنسبة تراجع تقدر بنحو 98.13 في المئة.

وتراجعت القيمة السوقية لعملة "ريبل" من 45.42 مليار دولار في منتصف ديسمبر الماضي لتسجل نحو 38.88 مليارا في تعاملات أمس، فاقدة نحو 6.54 مليارات دولار، بنسبة تراجع تقدر بنحو 14.39 في المئة.

بتكوين كاش

في المركز الثاني في قائمة العملات التي حققت خسائر عنيفة حلت عملة "بتكوين كاش"، التي تراجعت من مستوى 4176 دولارا في منتصف ديسمبر الماضي لتسجل نحو 1300 دولار في تعاملات أمس، فاقدة نحو 2867 دولارا بنسبة تراجع تقدر بنحو 68.8 في المئة.

وفيما يتعلق بالقيمة السوقية لعملة "بتكوين كاش" فقد تراجعت من مستوى 70.29 مليار دولار في منتصف ديسمبر الماضي لتسجل نحو 22.033 مليارا في تعاملات متأخرة من أمس فاقدة نحو 48.25 مليارا بنسبة 68.65 في المئة.

وفي المركز الثالث حلت عملة "لتكوين"، التي تراجعت من نحو 372 دولارا في منتصف ديسمبر الماضي، لتسجل نحو 145 دولارا في نهاية تعاملات أمس، فاقدة نحو 227 دولارا بنسبة تراجع تقدر بنحو 61.02 في المئة.

وتراجعت القيمة السوقية لـ"لتكوين" بنسبة 54.98 في المئة، بعدما تراجعت من مستوى 17.329 مليار دولار في منتصف ديسمبر الماضي إلى نحو 7.8 مليارات في نهاية تعاملات أمس لتبلغ خسائرها الإجمالية نحو 9.52 مليارات.

بتكوين... أكبر خسائر

أما العملة الأكثر قوة وانتشارا فقد حلت في المركز الرابع بتراجع بلغت نسبته 54.71 في المئة، بعدما هوت من مستوى 19037 دولارا في منتصف تعاملات ديسمبر الماضي لتسجل نحو 8621 دولارا حاليا، فاقدة نحو 10416 دولارا.

وهوت القيمة السوقية لعملة "بتكوين" من نحو 334.8 مليار دولار في منتصف ديسمبر الماضي إلى نحو 145.1 مليارا في الوقت الحالي، فاقدة نحو 189.7 مليارا، بنسبة تراجع تقدر بنحو 56.66 في المئة.

ولا يعتقد غوردان بيلفور، المعروف بـ"ذئب وول ستريت"، وأحد أشهر النصابين في تاريخ البورصة الأميركية، أن "بتكوين" تشكل بذاتها هيكلا احتياليا، لكن تصميمها يوفر مناخا مثاليا للتلاعب، قائلا إن العملة الرقمية طورها فوضويو القطاع المالي.

وقال بيلفور، في مقابلة مع رائد الأعمال باتريك بيت ديفيد، نشرها الأخير هذا الأسبوع عبر صفحته في "فيسبوك"، إن ارتفاع سعر "بتكوين" خلال الأشهر الأخيرة يرجع إلى المضاربات الحادة عليها، ما يعتبر استخداما غير سليم للعملة الرقمية.

وتابع: "تم تصميم بتكوين للاستخدام كعملة، لكنها تحولت الآن إلى أداة استثمارية، ولو نظرنا لها باعتبارها عملة فلن تكون ذات نفع إذا بلغت قيمتها 20 ألف دولار أو حتى 100 دولار"، واصفا العملة الرقمية بأنها "ذئب يرتدي ثياب الأغنام"، في إشارة إلى المخاطر الكامنة خلفها، مضيفا أنها سترتفع حتى 50 ألف دولار قبل أن تهبط بكل تأكيد إلى الصفر.

وداهم مفتشو وكالة الخدمات المالية اليابانية مكاتب "كوين-تشيك"، بعد أسبوع من الاستيلاء على أكثر من 500 مليون دولار من العملات الرقمية خلال هجمة سيبرانية استهدفت محافظ البورصة، وصادرت السلطات عددا من الوثائق والحواسيب. وقال متحدث باسم الوكالة، خلال مؤتمر صحافي، إن 10 من المفتشين داهموا مقر "كوين-تشيك" امس للبحث عن خيوط ودلائل تضمن فهما أعمق لكيفية عمل البورصة في ضوء اللوائح التنظيمية، وعلق وزير المالية تارو أسو على الأمر بأنه إجراء لضمان أمن المستخدمين.

ووفقا لما ذكرته "كوين-تشيك"، وهي واحدة من أكبر بورصات العملات الرقمية في آسيا، فإن القراصنة الذين هاجموا نظامها، استولوا على 523 مليون وحدة من العملة الرقمية "نيم"، والتي بلغت قيمته خلال الهجوم 94 سنتا، علاوة على عدد من العملات الرقمية الأخرى.