حقق فيلم "ذا شيب أوف ووتر" إيرادات في شباك التذاكر بلغت 53 مليون دولار، وهو من بطولة النجم مايكل شانون ومايكل ستولبيرغ وأوكتافيا سبنسر ودوغ جونز وسالغ هوكينز وريتشارد جنكنز ولورين لي سميث وديفيد هيلويت، وتأليف فانيسا تيلور، وإخراج جييرمو ديل تورو.

وبلغت التكلفة الإنتاجية للفيلم نحو 19 مليون دولار، وهو فيلم رعب رومانسي بسيط يقوم على فكرة متكررة في عشرات الأفلام الأميركية، حيث تعمل امرأة في معمل أميركي سري لصناعة سلاح غير تقليدي، وفي ليلة من لياليها التي تقضيها وحيدة في المعمل تكتشف وحشا مخيفا.

Ad

وهي فكرة يمكن للبعض أن يصفها بالمبتذلة، نظرا لتكرارها وسطحيتها، لكن ما يجعل فيلما مثل "ذا شيب أوف ووتر" يحصل على جوائز عديدة منها "فينيسيا" و"غولدن غلوب"، هو أن المرأة التي تكتشف الوحش بكماء لا تتكلم.

كما أن الوحش ليس دمويا، وإن كان مرعبا، لكن الأكثر تأثيرا وجدارة بالتأمل يأتي فيما بعد، حيث تنشأ قصة حب رومانسية بين وحش الماء وامرأة تفتقد التواصل مع العالم البشري الذي نشأت فيه، نظرا لإعاقتها.

وتدور أحداث الفيلم في ستينيات القرن الماضي حول الفتاة البكماء إيليزا (سالي هوكينز) التي تعيش على هامش الحياة وحيدة في شقة بجوار جارها الفنان الكهل غيلز (ريتشارد جنكنز) والذي تعتبره صديقها الأوحد في العالم، إلى جانب صديقتها في العمل زيلدا (أوكتافيا سبنسر).

وبالإبحار البصري الناعم في القصة، نجد أشخاصا يعانون العزلة، ويتم إحضار شحنة غامضة تتمثل في كبسولة ضخمة مليئة بالماء تصدر منها أصوات مخيفة لكائن ما. وتحاول إيليزا اكتشاف سر الكائن الوحشي البرمائي الذي لم تشاهده بعد، خاصة بعد خروج الكولونيل ريتشارد (مايكل شانون) المسؤول الحكومي المكلف بحراسته مصابا ليطلب أحد العلماء من الخادمتين تنظيف آثار الدماء في الجناح، الذي يضم بركة مياه، وسرعان ما تنشأ علاقة صداقة سرية بين الكائن وإيليزا.

ويشير الفيلم إلى شكل آخر للحب، حيث توجد صيغة مختلفة للتواصل لا ضجة فيها، إذ يستخدم المحبان إشارات يدوية وتعبيرات الوجه ولغة العيون، ويكتشف كل منهما في الآخر موسيقاه الخاصة.

وكانت البطلة منكفئة على ذاتها قانعة بحياتها كأسيرة لعدم القدرة على التفاهم مع البشر إلا فيما ندر وللضرورة القصوى، وبالتالي فإن وجود الرفيق الذي يؤنس وحدتها يظل احتمالا نادرا في عالم يخلو من التفكير خارج الصندوق والإحساس خارج أنماط المجتمع المتوحش والتواصل إلا عبر ضجيج لا يحتمل.

ولعل المقولة التي لامست كل مشاهد، وجعلت من نجاح الفيلم حقيقة لمستها الكتابات النقدية كما أظهرتها الإيرادات، هي أن نجاح علاقة الحب يكون عبر اعتبار عيوب المحبوب بالنسبة لحبيبه مميزات لا يراها غيره.

وهو ما تحقق في تلك العلاقة، حيث لا يتكلم الوحش ولا تتكلم الحبيبة، لكنها تعبر بعيونها وبملامحها، بينما يعبر الوحش بقوام الماء وتحولات شكله طبقا لمشاعره أو استجابة لها.

يشار إلى أن مخرج الفيلم المكسيكي غيلليرمو ديل تورو حصد جائزة أفضل مخرج من رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، التي تنظم جائزة "غولدن غلوب"، وفاز الفيلم من قبل بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم في الدورة الـ47 لمهرجان فينيسيا، كما اعتبره معظم النقاد أفضل فيلم للمخرج ديل تورو منذ فيلمه "متاهة بان" عام 2006.